مخاطر من توقف زراعة القطن بمصر بعد إلغاء الدعم

CAIRO, EGYPT - NOVEMBER 18: Natural Dyeing with Madder Root continues over many years at the atelier of craftsman Mahmood Sellame (not seen) in Al-Hussein district of Cairo, Egypt on November 18, 2014. Process starts with blending madder roots and hot water to obtain the color in a dye pot. Then, materials such as yarns, wool, silk or cotton are soaked in this dye pot. After that these materials are squeezed in a turning machine. Final step is that dyed materials are hanged for drying in open-air.
عاملان مصريان منكبان على غسل القطن في ورشة تقليدية بحي الحسين بالقاهرة(غيتي)

بعدما كان القطن المصري -الملقب سابقا بالذهب الأبيض- مشهورا في الأسواق العالمية، وكان يُحتفل بموسم حصاده بالأغاني، وتمول أسر مزارعيه بإيرادات هذه الزراعة أعراس أبنائها وتسدد ديونها في منطقة دلتا النيل شمالي البلاد، أصبح مستقبل هذه الزراعة معرضاً للخطر بعد قرار الحكومة المصرية قبل شهر إلغاء الدعم عن مزارعي القطن اعتبارا من الموسم الزراعي المقبل.

وبرر وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري عادل البلتاجي قرار إلغاء الدعم بأن زراعة القطن، وخاصة الطويل التيلة، أصبحت كبيرة التكلفة، في حين أن الطلب المحلي والعالمي على القطن المصري تراجع، إذ أصبح الكثير من المصانع والمغازل المحلية يستبدل المستورد منه الذي يتميز بأسعاره المنخفضة بالقطن المحلي.

وقد أثار قرار القاهرة غضب مزارعي القطن الذين حذروا بأنهم قد يوقفون نشاطهم، ويقول رئيس اتحاد الفلاحين محمد فرج إن قرار وقف الدعم سيدفع المزارعين للتحول إلى زراعة أخرى، وأعرب عن اعتقاده بأن المساحة المزروعة بالقطن ستتقلص في الموسم المقبل، وسترتفع أسعار هذا المنتج في السوق المصرية.

 

مبررات الحكومة
وكانت الحكومة المصرية تدعم الفدان الواحد (4200 متر مربع) من القطن بنحو 158 دولارا، وتأمل بأن يدفع قرار إلغاء الدعم للمزارعين إلى عدم زراعة هذه النبتة إلا بعد التعاقد على تسويقها، إلا أن اتحادات الفلاحين في مصر لا تملك قدرات تفاوضية كبيرة لإبرام مثل هذه التعاقدات.

وحتى قبل إلغاء الدعم، كان إنتاج وتصدير القطن المصري يتراجع في السنين الأخيرة، إذ تشير بيانات اتحاد مصدري القطن بمصر "ألكوتكس" إلى أن البلاد صدرت العام الماضي 50 ألف طن مقارنة بنحو 220 ألفا في العام 2006 وفق بيانات وزارة الزراعة الأميركية.

وتصدر مصر قرابة نصف إنتاجها من القطن، في حين يوجه النصف الآخر لتلبية الطلب المحلي، ويقول رئيس اتحاد مصدري القطن المصري مفرح البلتاجي إن المساحة المزروعة بالقطن في تراجع لأن ربح الفلاح أصبح أقل مقارنة بزراعات أخرى، مضيفا أن كل الدول المنتجة للقطن -بما فيها الولايات المتحدة- تقدم نوعا من الدعم لهذه الزراعة.

وبوجود الدعم الحكومي، كان الفدان الواحد يدر على المزارع ستة آلاف جنيه (790 دولارا)، يذهب أغلبه لتغطية مصاريف الزراعة ونفقات أخرى، وكان مقدار الدعم الذي يناهز 1200 جنيه (158 دولارا) للفدان عاملاً يشجع الفلاح على الاستمرار في زراعة القطن.

المصدر : غارديان + فايننشال تايمز