اقتصاد ليبيا يتصدى للأزمة باحتياطي من العملات

Workers perform maintenance on oil pipelines at the Sirte Oil Company in Brega October 20, 2013. For Libyan militia leader Ibrahim al-Jathran, shutting down half the country's oil production with an armed militia is not a crime, it is the start of a just battle for a fair share of country's petroleum wealth. From his base near the Mediterranean oil terminal of Brega, the 33-year-old war hero from the uprising against Muammar Gaddafi has taken control of the main oil ports to demand more autonomy and oil for his eastern region from faraway Tripoli. Picture taken October 20, 2013. To match Newsmaker LIBYA-OIL/PROTESTS REUTERS/Esam Omran al-Fetori (LIBYA - Tags: POLITICS BUSINESS ENERGY EMPLOYMENT CIVIL UNREST)
تراجع إنتاج ليبيا من النفط إلى أقل من مائتي ألف برميل يوميا من 1.5 مليون قبل إغلاق الموانئ (رويترز)

ليبيا المحرومة من القسم الأكبر من إيراداتها النفطية منذ تسعة أشهر، تملك احتياطيا مريحا من العملات الأجنبية سمح لاقتصادها بالتصدي للأزمة.

وتعتمد ليبيا حصريا على إيراداتها النفطية التي تشكل أكثر من 96% من الناتج المحلي الإجمالي. لكن الإنتاج النفطي تراجع إلى حد كبير خلال عشرة أشهر بسبب تعطيل المطالبين بحكم فدرالي الموانئ الرئيسية في شرقي البلاد. وتسبب تعطيل الموانئ النفطية التي تستخدم وسيلة للضغط على السلطات بتراجع الإنتاج إلى أقل من مائتي ألف برميل يوميا مقابل 1.5 مليون برميل قبل الإغلاق.

وكان اتفاق سمح مؤخرا بإعادة فتح مرفأين من أصل أربعة, لكن الموانئ الرئيسية لا تزال مغلقة والصادرات لم تتجاوز 240 ألف برميل يوميا هذا الأسبوع.

ووفقا للبنك المركزي الليبي تراجعت عائدات البلاد من 4.6 مليارات دولار شهريا إلى مليار دولار بسبب الأزمة النفطية.

وتنفق ليبيا شهريا ما يوازي 3.5 مليارات دولار لاستيراد المواد الغذائية والمحروقات المكررة والخدمات والمنتجات الأخرى، كما قال عصام العول المتحدث باسم البنك المركزي الليبي.

وفقا للبنك المركزي الليبي تراجعت عائدات البلاد من 4.6 مليارات دولار شهريا إلى مليار دولار بسبب الأزمة النفطية

ولمعالجة هذا الوضع اضطرت السلطات إلى استخدام 19 مليار دولار من احتياطيها من العملات الأجنبية وبقي مبلغ 113 مليار دولار مقابل 321 مليار دولار قبل الأزمة.

وعدل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي توقعات النمو لليبيا لعام 2014 وباتت الهيئتان تراهنان على انكماش جديد بـ8% من انكماش بـ5.1% في 2013.

تحذير
وقال صندوق النقد الدولي في تقرير أخير إن "لليبيا احتياطيا مهما سيساعد البلاد على تخطي الأزمة في الأجل القصير". وحذر صندوق النقد من أن "الخلل في الإنتاج النفطي قد يستنزف -بالإضافة إلى زيادة النفقات- الاحتياطي المالي الليبي في أقل من خمس سنوات".

وتأخرت دراسة مشروع الموازنة لعام 2014 بسبب الفوضى في المؤسسات والتجاذبات السياسية في بلد يشهد أعمال عنف وفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011. لكن المؤتمر الوطني العام سيصوت اليوم على موازنة بقيمة 48 مليار دولار، في تراجع طفيف مقارنة مع موازنة العام الماضي (51 مليارا)، حسب ما أعلن رئيس لجنة الموازنة والمال في حزب المؤتمر.

وتنص الموازنة المحتسبة على أساس إنتاج نفطي بـ800 ألف برميل يوميا بسعر مائة دولار للبرميل، على عجز بثمانية مليارات دولار. وهذا الأسبوع كان سعر صرف الدولار 1.38 دينارا ليبيا في السوق السوداء مقابل 1.25 في المصارف.

والعملات الأجنبية نادرة في المصارف منذ أشهر لكن البنك المركزي الليبي نفى هذا الأسبوع أي شح في العملات.

من جهته قال محمد الهوني، الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي "رغم العجز في الموازنة قد يتعافى الاقتصاد الليبي بسرعة بسبب ثرواته النفطية الضخمة". وأضاف "استخدام الاحتياطي لا يطرح مشكلة كبرى، لكن يجب إعادته إلى مستوى ما قبل الأزمة فور نهوض الاقتصاد".

المصدر : الفرنسية