صعوبات تواجه صناعة الإسفنج في ريف إدلب

صناعة الفرش والإسفنج في معرة النعمان في ريف إدلب
أجواء الحرب دفعت أصحاب معامل الإسفنج بمعرة النعمان لإغلاقها وترك المدينة (الجزيرة)

محمد القاسم-ريف إدلب

تعيش مدينة معرة النعمان في ريف إدلب تراجعا كبيرا وملحوظا في صناعة الإسفنج التي طالما اشتهرت بها، وذلك إثر المعارك المستمرة بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات الجيش النظامي، وهو ما أضر بشريحة التجار الذين يتعاملون بها، إضافة إلى المستهلك.

وكانت معامل الإسفنج موزعة على عدة محافظات سورية أبرزها دمشق، وحلب، وحمص. وكان ريف إدلب يعتبر مقرا أساسيا لجميع تلك المعامل، إلا أن استهداف النظام السوري لبعضها وسرقة بعضها الآخر دفع عددا كبيرا من أصحاب المعامل والتجار إلى إغلاقها، وافتتاح معامل في مناطق أخرى داخل سوريا وخارجها.

مثنى هو ابن معرة النعمان ويملك معملا للإسفنج، وكان يعيش في مدينة حمص وكانت تجارته مزدهرة، إلا أن الأحداث التي حصلت فيها دفعته للخروج والعودة إلى قريته في معرة النعمان.

ويضيف مثنى للجزيرة نت قائلا "كنت أعيش في حي الخالدية في حمص، وعندما بدأ النظام قصف المدينة خرجت منها في سبتمبر/أيلول 2012، ولم أكن أعلم أي شيء عن معملي، لكن أحد الأشخاص أكد لي أنه تم استهدافه بصواريخ هو والمنزل، لكنني اليوم عدت إلى المعرة وافتتحت معملا للفراش".

صعوبة التصدير
وينبه طه -وهو أحد تجار تصدير الإسفنج- إلى أن اختلاف سوق التصدير يلعب دورا هاما ومؤثرا بالنسبة للصناعات، فقبل الأحداث التي تعيشها سوريا كان التجار في معرة النعمان يصدرون بضائعهم إلى العراق ولبنان.

بسبب ظروف سوريا أصبح من المستحيل على طه -وهو أحد مصدري الإسفنج- أن يصدر بضاعته إلى لبنان، خصوصا وأن النظام يسيطر حاليا على كل الحدود اللبنانية تقريبا

ويضيف طه -الذي كان يصدر إلى لبنان- أنه في ظل الأحداث الجارية بات من المستحيل عليه أن يصدر بضاعته إلى لبنان، خصوصا وأن النظام السوري أصبح يسيطر على كل الحدود اللبنانية تقريبا.

أما ساهر فهو أحد التجار الذين كانوا يوزعون الإسفنج في الداخل السوري، ولكنه فضل السفر إلى تركيا بعد الاضطرابات التي تعيشها البلاد. وفي حديث للجزيرة نت يضيف "كنت أعيش في مدينة حلب والآن أقيم في مدينة غازي عنتاب، وبعد مرور سنتين على خروجي من المدينة أجد مدينة غازي عنتاب مدينة حلب الثانية، لأن معظم التجار الذين كنت أعمل معهم في الداخل السوري أعمل معهم اليوم في غازي عنتاب".

معاناة السائقين
ويعاني السائقون من نقل الإسفنج الذي قد يتعرض للسرقة او استهداف قوات النظام كما حدث مع عبد الله أحد سائقي الشاحنات التي كانت تنقل البضاعة حين تعرض لإطلاق رصاص من أحد الحواجز.

ويروي عبد الله ما حدث معه -في حديث للجزيرة نت- قائلا "كنت قد نقلت بضاعة إلى أحد التجار في دمشق، وعدت إلى حلب فارغ الحمولة حين فوجئت بوجود حاجز لقوات النظام، أوقفني عناصره وسألني أحدهم هل معك بضاعة في السيارة؟ فأجبته بالنفي، فطلب مني أن أنزل من السيارة وأنقل بعضا من الذخيرة إليها".

ويتابع عبد الله "قلت في نفسي أنا ميت بجميع الأحوال سواء نقلت الذخيرة أم لا، فطلبت منهم أن أوقف السيارة بعد 15 مترا وعند وصولي للمكان قمت بالإسراع، ما دفعهم لإطلاق الرصاص علي وأصبت في يدي، والحمد لله نجوت منهم بأعجوبة".

المصدر : الجزيرة