مظاهرات ببرلين ضد التجارة الحرة الأميركية الأوروبية

ثلاثون ألف ألماني تظاهروا ببرلين للتعبير عن معارضتهم لاتفاقية التجارة الحرة والسياسة الزراعية لحكومة ميركيل. الجزيرة نت
undefined

خالد شمت-برلين

مثلت معارضة اتفاقية التجارة الحرة الجاري إعدادها حاليا بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، الدافع الرئيس وراء تظاهر أكثر من ثلاثين ألف شخص أمس السبت بالعاصمة الألمانية برلين

وطالب المتظاهرون حكومة المستشارة أنجيلا ميركل بانتهاج سياسة زراعية جديدة تدعم صغار الفلاحين والمشروعات الزراعية الأسرية الملائمة للبيئة والصحة، بدلا من سياستها الحالية القائمة على تصنيع الزراعة والتوسع في زيادة الإنتاجين الزراعي والحيواني اعتمادا على الجينات الوراثية والهرمونات والأسمدة الضارة.

وحملت المظاهرة -التي تجرى سنويا منذ عام 2011 بالتزامن مع الأسبوع الأخضر الذي يعد أكبر معرض للمنتجات الزراعية والحيوانية العضوية في العالم- عنوان (فاض بنا الكيل من تصنيع الزراعة)، ودعت إليها مائة من الاتحادات والجمعيات الزراعية والحقوقية والكنسية ومنظمة أتاك لمناهضة العولمة.

وجاب المتظاهرون يتقدمهم سبعون جرارا زراعيا شوارع القلب السياسي لبرلين حيث مقر البرلمان الألماني (البوندستاغ) والوزارات وأنهوا مظاهرتهم أمام دائرة المستشارية الألمانية.

منتجات ضارة
وانتقد يوخين فريتس -من اتحاد منظمي المظاهرة- اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية الأميركية معتبرا أنها ستلحق أضرارا فادحة بالمزارعين والمستهلكين، وتؤدي لانقراض سلالات زراعية ونباتية وإغلاق المزارع الصغيرة.

المتظاهرون عبروا عن رفضهم إنتاج الغذاء واللحوم بالجينات الوراثية (الجزيرة نت)
المتظاهرون عبروا عن رفضهم إنتاج الغذاء واللحوم بالجينات الوراثية (الجزيرة نت)

وقال فريتس -في تصريحات للجزيرة نت- إن تطبيق الاتفاقية سيترتب عليه إغراق الأسواق الأوروبية بمنتجات أميركية بمواصفات ضارة كالدجاج المنتج بالاستنساخ واللحوم المعالجة بالهرمونات والمواد الزراعية والغذائية المنتجة بواسطة الجينات الوراثية. 

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإجراءات غير تقليدية لمكافحة الجوع في العالم بعيدا عن استخدام الجينات الوراثية، والتوقف عن إنتاج اللحوم والألبان من حيوانات تربى بطرق غير ملائمة للصحة والبيئة، وإنهاك الأراضي الزراعية برفع إنتاجها باستخدام المبيدات الضارة والكيميائيات.

وطالب المتحدثون في المظاهرة بالتوقف عن التوسع في تربية عشرات آلاف الحيوانات بأعلاف مخلوطة بمواد حيوانية وهرمونات في حظائر لا ترى الشمس وتفتقد للمواصفات الصحية.

وقال رئيس الاتحاد الألماني لحماية البيئة والطبيعة -هوبرت فايغر- إن لدى الأوروبيين مخاوف شديدة من تسبب تطبيق اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة في تراجع المعايير الصحية والبيئية لإنتاج الأغذية المعمول بها في الاتحاد الأوروبي.

واعتبر رئيس الاتحاد الألماني لحماية الثروة الحيوانية -توماس شرودر- أن المواطنين الألمان ينتظرون من حكومتهم الجديدة تحولا زراعيا وانتهاج سياسة جديدة تقوم على دعم الشركات الزراعية الأسرية الصغيرة، وإيقاف الواردات الحيوانية والزراعية المخالفة للمعايير الصحية والبيئة.

ودعا كارلو برتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للغذاء البطيء الدول الأوروبية لتطبيق نموذج زراعي يحترم الموارد الطبيعية، والتوقف عن التخلص من كميات هائلة من الألبان والمواد الغذائية للمحافظة على ارتفاع أسعارها.

رسالة تحذير
من جانبها قالت رئيسة حزب الخضر المعارض سيمونا بيتر إن مشاركة أكثر من ثلاثين ألف ألماني في المظاهرة يمثل رسالة تحذير ضد سياسة تسمين الحيوانات بكافة الوسائل، واستخدام الجينات الوراثية والمبيدات الضارة في المبيدات في الزراعة والأعلاف الحيوانية، ووضع العراقيل أمام التوسع في مشاريع المنتجات الزراعية والحيوانية العضوية.
 

المصدر : الجزيرة