أثينا تسعى لتحسين صورتها الاقتصادية بأوروبا

epa04013547 Deputy Prime Minister and Minister of Foreign Affairs of Greece Evangelos Venizelos (R) and his German counterpart Frank-Walter Steinmeier (L) deliver joint statements after their meeting in Athens on 09 January 2014. Frank-Walter Steinmeier is in Athens on a working visit. EPA/ORESTIS PANAGIOTOU
undefined

مع تولي اليونان الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في بداية العام الحالي تسعى أثينا إلى تعزيز نفوذها داخل الاتحاد المكون من 28 دولة، وكذلك تلميع صورتها الاقتصادية المشوهة بعد ست سنوات من الأزمات المالية الطاحنة.

وأثناء كلمته -التي وجهها رئيس الوزراء اليوناني أنطونيوس ساماراس للشعب بمناسبة العام الجديد وقبل يومين من بداية العام وبداية رئاسة بلاده للاتحاد الأوروبي- بدا متفائلا بالتطورات المالية والاقتصادية للبلاد. 

وقال ساماراس "في عام 2014 ستعود اليونان إلى الأسواق المالية العالمية وإلى وضع الدولة الطبيعية مرة أخرى".

لكن كلمات ساماراس أثارت الكثير من الدهشة في مقر المفوضية الأوروبية التي يدور فيها الحديث عن تزايد احتمالات حصول اليونان على حزمة مساعدات مالية دولية ثالثة بعد أن حصلت بالفعل على حزمتين تجاوزت قيمتهما 250 مليار يورو.

ورغم هذه التصورات في المفوضية الأوروبية فإن المسؤولين اليونانيين يصرون على أن بلادهم لم تعد في حاجة إلى المزيد من المساعدات الدولية.

حزمة ثالثة
والحقيقة أن فكرة الحصول على حزمة مساعدات ثالثة ليست جذابة بالنسبة لليونانيين على الأقل، لأنها ستأتي ومعها حزمة إجراءات تقشف جديدة.

تأمل اليونان في تخفيف عبء الديون من خلال خفض أسعار الفائدة أو تمديد فترة السداد بالنسبة للديون القائمة

وقال وزير المالية اليوناني يانيس ستورناراس إن اليونان لا تريد أي شطب جديد لديونها، فمثل هذه الفكرة المثيرة للجدل لا يمكن تسويقها بسهولة لبرلمانات الدول الأعضاء في منطقة اليورو، خاصة ألمانيا صاحبة نصيب الأسد في تكاليف برامج الإنقاذ المالي لدول منطقة اليورو.

وتأمل اليونان بدلا من ذلك في تخفيف عبء الديون من خلال خفض أسعار الفائدة أو تمديد فترة السداد بالنسبة للديون القائمة. وتعتقد الحكومة اليونانية أن هذه الإجراءات ستجعل الفائدة على القروض اليونانية مقبولة ومحتملة، وبالتالي تعود إلى الاقتراض من أسواق المال.

ويقول جونترام فولف المحلل الاقتصادي في مركز أبحاث "بروغيل" في بروكسل إنه يشك في قدرة اليونان على الاستغناء عن المساعدات الأوروبية قريبا.

يذكر أن اليونان تعتمد منذ 2010 على قروض الإنقاذ الدولية من الدائنين الدوليين، وهم الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي حيث تطبق أثينا -منذ ذلك الوقت- إجراءات تقشف صارمة للحصول على هذه القروض.

بطالة
ومع إجراءات التقشف يزداد معدل البطالة. وقال مكتب الإحصاء اليوناني أمس إن معدل البطالة في البلاد ارتفع إلى مستوى قياسي جديد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ليصل إلى 27.8%، وهي زيادة عن قراءة معدلة بالارتفاع بلغت 27.7% في سبتمبر/أيلول.

ويزيد المعدل بأكثر من ضعف المتوسط في منطقة اليورو والبالغ 12.1% في أكتوبر/تشرين الأول، مع إعلان مكتب الإحصاء أن البطالة بين الشباب في الفئة العمرية بين 15 و24 سنة بلغت مستوى كبيرا جدا عند 57.9%.

من جهته، طالب وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الحكومة اليونانية بإجراء المزيد من الإصلاحات الاقتصادية لتجاوز الأزمة التي تمر بها البلاد، وذلك من خلال مزيد من إجراءات التقشف.

وأعرب شتاينماير -في مستهل زيارته إلى أثينا- عن "تقديره الكبير" لما أنجزته اليونان حتى الآن، إلا أنه حث الحكومة على مزيد من هذه الإنجازات، قائلا "نصيحتي هي مواصلة الطريق الذي اتبع حتى الآن، والرهان على أن النجاح على هذا الطريق سيتواصل".

وأثناء لقائه مع وزير الخارجية اليوناني إفانجيلوس فنيزيلوس حث أثينا على الحفاظ على السياسة التقشفية المتبعة، مشيرا إلى أنه أصبح من الواضح "أن ثمار هذه الإجراءات التقشفية حان قطافها".

المصدر : الألمانية