سعي قطري فرنسي لتعزيز العلاقات الاقتصادية

جانب من لقاء لجال الاعمال القطريين والفرنسيين اليوم.
undefined

محمد أفزاز-الدوحة

في ظل سعي قطر وفرنسا لتوطيد العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، أبرمت الدولتان اليوم في الدوحة ثلاث مذكرات تفاهم بحضور رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.

ونصت المذكرة الأولى على إطلاق مجلس الأعمال القطري الفرنسي المشترك، ونصت الثانية على توقيع عقد بين الشركة القطرية للسكك الحديدية (الريل) وشركة "كيو دي في سي"  الفرنسية، وشركة الدرويش القطرية.

أما المذكرة الثالثة فتضمنت إبرام عقد تقديم خدمات استشارية في مجال الطرق السريعة بين شركة "إكيس" الفرنسية، وهيئة أشغال القطرية.

وخلال الجلسة الافتتاحية لملتقى رجال الأعمال القطري الفرنسي الذي حضره لفيف من رجال الأعمال والمستثمرين في البلدين، وصف الشيخ حمد بن جاسم علاقة البلدين بالإستراتيجية، في ظل تقارب وجهات النظر بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية، ونمو حجم الاستثمارات القطرية بفرنسا، في مقابل وجود قوي للشركات الفرنسية بقطر لمواكبة النهضة التنموية في البلاد.

ودعا القطاع الخاص في البلدين إلى أخذ زمام المبادرة والدخول في استثمارات تحقق قيمة مضافة للاقتصاد القطري والفرنسي على حد سواء.

وتستثمر قطر نحو 12 مليار يورو بفرنسا، بينما تتطلع لرفع استثماراتها إلى 22 مليار يورو. وفي قطر تنشط مائة شركة فرنسية.

من جهته رحب هولاند بالاستثمارات القطرية في بلاده، معبرا عن رغبته في أن تغطي قطاعي الخدمات والصناعة بالدرجة الأولى، فضلا عن قطاعات العقارات والسياحة.

وأشار إلى أنه يزور قطر ومعه رئيس 46 شركة، معتبرا أن ذلك يدل على عمق العلاقات الاقتصادية بين الطرفين.

‪نواف بن ناصر: يأمل مسؤولو البلدين تسهيل مهمة القطاع الخاص فيهما‬ (الجزيرة نت)
‪نواف بن ناصر: يأمل مسؤولو البلدين تسهيل مهمة القطاع الخاص فيهما‬ (الجزيرة نت)

استثمارات عالمية
وشدد هولاند على أهمية عقد شراكات بين الشركات الفرنسية والقطرية لاقتحام مجالات استثمار في مناطق متعددة عبر العالم، مؤكدا استعداد الشركات الفرنسية  لنقل خبراتها في مجال الرياضة لمساعدة قطر في استضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022.

وأكد هولاند على ضرورة توسيع نطاق الشراكات الثنائية لتشمل قطاعات الطاقة وتحديدا الغاز والتنمية الحضرية والخدمات.

في غضون ذلك كشف رئيس مجلس الأعمال الفرنسي القطري عن الجانب الفرنسي إف تيبو دو سيلجي أن المجلس سيعقد أولى اجتماعاته الرسمية بقطر في أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني المقبلين.

وبين للجزيرة نت أن المجلس سيعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتسهيل تنقل الاستثمارات بينهما، فضلا عن نقل الخبرات والتكنولوجيا الفرنسية للسوق القطرية لا سيما في المجال الرياضي، من جهة تنفيذ مشاريع البنية التحتية وخدمات الاتصالات، علاوة على دعم نمو وتطور الشركات الصغيرة والمتوسطة القطرية.

بن طوار: الشركات القطرية تتطلع للاستفادة من الخبرات الفرنسية (الجزيرة)
بن طوار: الشركات القطرية تتطلع للاستفادة من الخبرات الفرنسية (الجزيرة)

الشركات الصغيرة
من جانبه لفت محمد بن طوار الكواري نائب رئيس غرفة قطر إلى أن الشركات القطرية تتطلع للاستفادة من الخبرات الفرنسية لتطوير أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وقال الكواري للجزيرة نت إن قطر مقبلة على أعمال إنشائية وتنموية كبيرة خلال السنوات المقبلة، لذلك فهي بحاجة لخبرات واسعة لمساعدة البلد على تحقيق أهدافه الإستراتيجية.

أما رئيس نادي رجال الأعمال الفرنسي القطري الشيخ نواف بن ناصر آل ثاني فأكد للجزيرة نت أن نتائج لقاء اليوم من شأنها أن تسهل مهمة القطاع الخاص في البلدين، وتشجع على دخول الشركات الصغيرة والمتوسطة الفرنسية إلى السوق القطري للاستفادة من خبراتها انسجاما مع أهداف رؤية قطر الوطنية 2030 التي تهدف إلى تنويع قاعدة الاقتصاد المحلي والانتقال به إلى اقتصاد المعرفة.

وفي السياق كشف الرئيس التنفيذي لشركة "الريل" للجزيرة نت سعد بن أحمد المهندي أن مذكرة التفاهم التي وقعت مع "كيو دي في سي" تخص توقيع عقد بقيمة 7.4 مليارات ريال (نحو ملياري دولار) لشق أنفاق تربط مطار حمد الدولي بالعاصمة الدوحة، ضمن مشروع سكك الحديد ومترو الدوحة.

يشار إلى أن حجم التبادل التجاري بين قطر وفرنسا بلغ العام الماضي نحو ثمانية مليارات ريال (2.2 مليار دولار).

المصدر : الجزيرة