دعوة لتوسيع مجالات المصارف الإسلامية بعُمان

منصة منتدى عمان للاقتصاد الاسلامي
undefined

طارق أشقر-مسقط

أكد مشاركون في منتدى عُمان للاقتصاد الإسلامي بمسقط على أهمية توسيع مجال عمل المصارف الإسلامية في السلطنة من خلال زيادة نسب المشاركة والتملك بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والعمل على طرح صكوك حكومية وخاصة لتعزيز فرص استثمار أموال المصارف الإسلامية محلياً.

ويناقش المنتدى -الذي انطلق أمس الأربعاء وتنظمه شركة أمجاد للتنمية ويختتم الخميس- فرص تطوير تجربة الصيرفة الإسلامية في عُمان. ويرى الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لسوق المال بعُمان عبد الله السالمي أن السوق العُمانية بحاجة إلى طرح صكوك، وهو ما وصفه بأنه أصبح ضرورة ملحة لاستيعاب أموال الصيرفة الإسلامية الجديدة في البلاد.

وأضاف السالمي في تصريح للجزيرة نت بأن أموال المصارف والنوافذ الإسلامية بعُمان تجاوزت ستمائة مليون ريال عماني (مليارًا و558 مليون دولار). ودعا لاستمرار استثمارها بطريقة إسلامية، وإيجاد آلية تتسع لتوظيف تلك الأموال محلياً، وذكر أن الصكوك تظل هي الحلقة المهمة في صناعة المنتجات الإسلامية التي ينبغي أن تكون مكتملة الحلقات.

‪الجارودي: المصارف الإسلامية تنتظر الإطار القانوني الضروري للعمل في الصكوك‬ (الجزيرة)
‪الجارودي: المصارف الإسلامية تنتظر الإطار القانوني الضروري للعمل في الصكوك‬ (الجزيرة)

وفي المحور نفسه تحدث للجزيرة نت جميل الجارودي الرئيس التنفيذي لبنك نزوى -أول بنك إسلامي في عُمان- واصفاً الصكوك بـ"الأداة الطيعة"، وأنها أفضل الأدوات التي تساعد على تطوير تجربة الصيرفة الإسلامية بعُمان.

الإطار القانوني
وأوضح الجارودي أن المصارف الإسلامية في عُمان تنتظر الإطار القانوني الذي يسمح لها بالعمل في مجال الصكوك، مشيراً إلى أن المؤسسات المالية المحلية عُرضت عليها مسودة القانون الخاص بإصدار الصكوك، وأنها بانتظار صدوره.

وعن الدور الذي يمكن أن تلعبه المصارف الإسلامية في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة كرافد يؤمَل منه المشاركة في توفير الوظائف، أكد الجارودي أن المصارف الإسلامية ملتزمة بتأييد التوجه العام الهادف لدعم هذه المؤسسات، ولكن هذا يستتبع الكثير من المتطلبات التي ينبغي توافرها في هذا القطاع.

وشدد المتحدث نفسه على أهمية وضوح ميزانيات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ووضوح أهدافها ومشروعاتها الاقتصادية التي ترغب المصارف الإسلامية في العمل معها، مؤكداً أهمية أن تتيح القوانين لهذه المصارف تملّك نسب أكبر في تلك المؤسسات حتى تتمكن من توجيهها والمساهمة في إنجاحها.

ويرى الجارودي أن علاقة البنوك الإسلامية بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تتجلى في الحاجة إلى هيكلة رؤوس أموال المؤسسات الصغيرة على شكل ملكيات أكثر من الحاجة للاقتراض.

‪الحارثي: هناك آفاق واسعة لعلاقة المصارف الإسلامية بالمؤسسات الصغيرة‬ (الجزيرة)
‪الحارثي: هناك آفاق واسعة لعلاقة المصارف الإسلامية بالمؤسسات الصغيرة‬ (الجزيرة)

المؤسسات الصغيرة
من جانب آخر، يقول المدير العام لمجموعة ميثاق للصيرفة الإسلامية سليمان الحارثي إن هناك آفاقاً واسعة لعلاقة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالمصارف الإسلامية، ولكن لا بد من الإبداع في كل عمل ودراسته، مشيراً إلى أن مجموعته تبحث عن أساليب جديدة بشأن التعامل مع هذه المؤسسات.

وفي السياق ذاته، دعا الشريك التنفيذي لشركة أماني للاستشارات المالية الإسلامية فهد بن محمد الخليلي إلى أن تساعد التجربة المصرفية الإسلامية في عُمان في توسيع قاعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وذلك من خلال استيعاب تلك المصارف لأموال شريحة كبيرة من الممتنعين عن التعامل مع المصارف التقليدية.

واعتبر الخليلي أن إقبال تلك الشريحة على التعامل مع المصارف الإسلامية سيخلق آلية جديدة من التدفقات المالية بين المصارف والمودعين الجدد، والذين يعمل قطاع كبير منهم في القطاع التجاري، وبالتالي سيستفيد الطرفان.

وأضاف أن الدخول في صيغة المشاركة الإسلامية القائمة على المشاركة في الربح والخسارة سيعزز من ثقة أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ويدفعهم في مجال عملهم التجاري، ويساعد بالتالي على ازدهار تلك المؤسسات ويوسع فرص عملها.

وأكد الخليلي وجود طلب كبير على الصكوك كونها أداة مالية مدعومة بأصول ثابتة ولها أهميتها في إنجاح تجربة الصيرفة الإسلامية، ويتوقع أن يكون العام المقبل عاماً لازدهار الصكوك، داعياً إلى الإسراع في إخراج القانون الذي ينظم صدورها.

المصدر : الجزيرة