تفاؤل بتحسن السياحة في مصر وتونس

طالب الرفاعي المستقبل عربيا وعالميا للسياحة الثقافية . الجزيرة نت
undefined

خالد شمت-برلين

توقع الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية طالب الرفاعي استعادة مصر وتونس مع نهاية العام الجاري لمعدلات التدفق السياحي بشكل مقارب لما كانت عليه عامي 2009 و2010.

وقال الرفاعي في مقابلة خاصة مع الجزيرة نت على هامش انعقاد بورصة برلين الدولية للسياحة، إن مصر وتونس استطاعتا العام الماضي استعادة زخمهما السياحي، واستيعاب خسارتهما الممثلة للجزء الأكبر من 7.5 ملايين سائح خسرتهما منطقة شمال أفريقيا على خلفية أحداث الربيع العربي.

وأشار إلى أن سياحة مصر نمت العام الماضي بواقع 17% وهو ما يعادل استعادة مليوني سائح، وذلك مقارنة بعام 2011 الذي تعرض فيه القطاع السياحي لخسارة كبيرة نتيجة الاحتجاجات التي أعقبت ثورة 25 يناير/كانون الثاني.

ولفت الرفاعي إلى أن تونس نجحت أيضا عام 2012 في تحقيق نمو بلغ 24% وزيادة بلغت مليون سائح أكثر من عام 2011، متوقعا أن تستمر هذه المعدلات في التصاعد نهاية العام الجاري وخلال العامين القادمين.

طالب الرفاعي: تركيا مرشح واعد للتكاملمع سوق السياحة العربية (الجزيرة)
طالب الرفاعي: تركيا مرشح واعد للتكاملمع سوق السياحة العربية (الجزيرة)

تأثير الاضطرابات
ورأى الرفاعي أن الاضطرابات الأخيرة بمصر وتونس أثرت في مراحلها الأولى فقط سلبيا على حركة السياحة بالبلدين، مشيرا إلى أن الراغبين في السياحة اليوم باتوا على دراية أكثر بأن ما يجري في القاهرة والإسكندرية أو تونس لا يعني أن مناطق البحر الأحمر أو البحر المتوسط أو جنوب الصحراء في تونس غير آمنة.

وأضاف أن مصر بصفة خاصة استفادت العام الماضي من تنوع مقاصدها السياحية، واستطاعت تعويض خسائر تراجع التدفق السياحي عام 2011. ورأى "أن الاحتجاجات الأخيرة رغم تأثيرها السلبي على السياحة، أعطت للعالم الخارجي أيضا صورة للحيوية السياسية والرغبة في تثبيت الديمقراطية".

وعن المستفيدين من التراجع السياحي في دول الربيع العربي خلال السنتين الماضيتين، قال المسؤول السياحي الأممي إن 7.5 ملايين سائح خسرتهم دول شمال أفريقيا -لاسيما مصر وتونس- عام 2011، توجهوا إلى مقاصد في شمال البحر المتوسط بتركيا واليونان وإسبانيا وإيطاليا.

وأشار إلى أن مقاصد بدول الخليج العربي في دبي والإمارات وقطر حققت نموا سياحيا بسبب تحول سائحين إليها بدلا من مصر وتونس، لكنه أوضح أن الصورة تغيرت العام الماضي بعدم توجه أفواج كبيرة إلى مقاصد شمال المتوسط، وعودة التدفق السياحي لدول الخليج إلى معدلاته الطبيعية.

إيران وتركيا
وردا على سؤال عن زيارة وزير السياحة المصري هشام زعزوع الأخيرة لإيران واحتمال إسهامها في حدوث تدفق سياحي إيراني كبير إلى مصر خلال الفترة القادمة، قال طالب الرفاعي إن نقص المعطيات حول هذه الزيارة لا يتيح إمكانية للتعرف على التوجه الإيراني للسياحة بمصر.

ولفت الرفاعي إلى أن تنوع المقاصد السياحية بتركيا يمثل عاملا مساعدا لتكامل واعد مع السوق السياحية العربية، مشيرا إلى أن الطفرة السياحية التي حققتها تركيا مرشحة للتصاعد بشكل كبير خلال الفترة القادمة.

وأوضح أن بروز تركيا في مجالات عالمية كثيرة كان له إسهام كبير في طفرتها السياحية، ونوه بأن الحكومة التركية قدمت كل دعم ممكن لهذه الطفرة بعدما رأت ما حققته لاقتصاد البلاد من موارد كبيرة.

ودعا الرفاعي الدول العربية إلى تركيز اهتمامها وزيادة استثماراتها في السياحة الثقافية، مشيرا إلى أن مستقبل السياحة عالميا سيكون مرتبطا بهذا النشاط السياحي أكثر من أي نشاط آخر بما فيه السياحة الشاطئية التي تحظى بإقبال كبير حاليا.

المصدر : الجزيرة