ترشيد الإنفاق سياسة مرسي المرتقبة

epa03286435 A handout picture released by the Egyptian Presidency shows president-elect Mohamed Morsi speaking during a meeting with chief-editors of Egyptian newspapers, in Cairo, Egypt, 28 June 2012. Morsi, of the Muslim Brotherhood group that was banned under Hosni Mubarak, has become on 24 June Egypt's first freely elected president. He has promised an administration that includes Christians, women and youth, seeking to appeal to liberal and leftist Egyptians who fear rising Islamists will undermine democracy and human rights. EPA/AHMED FOUAD/EGYPTAIN PRESIDENCY HANDOUT EDITORIAL USE ONLY/NO SALES
undefined

عبد الحافظ الصاوي-القاهرة

في خطوة لها دلالاتها في المناخ العام الذي أفرزته ثورة 25 يناير، طالب المتحدث الإعلامي باسم الرئاسة في مصر بمنع نشر إعلانات تهاني فوز الرئيس محمد مرسي في وسائل الإعلام المختلفة، كما قرر عدم طبع صورة الرئيس وتوزيعها على المؤسسات الحكومية.

وكان في السابق تقضي التقاليد بأن تعلق صورة رئيس الجمهورية في كافة مؤسسات الدولة. ويرى الخبراء أن هذه الخطوة بداية توجه صحيح لترشيد الإنفاق العام ولممارسة سياسية سليمة، وطالبوا أن تطال هذه الخطوة السلوك الإنفاقي داخل كافة أروقة المؤسسات العامة.

وتعليقا على إجراء منع نشر صور الرئيس، وصفه عميد كلية التجارة بجامعة قناة السويس حامد مرسي بالخطوة السليمة في إطار ترشيد الإنفاق العام في مصر ما بعد الثورة، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد حيث ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.

وطالب في حديث للجزيرة نت بضرورة توجيه النفقات العامة لخدمة الفقراء، والمشروعات الإنتاجية لتشغيل الشباب.

أما عن وقف إعلانات التهاني لرئيس الجمهورية في وسائل الإعلام، فيرى حامد أنه بالنسبة للقطاع الخاص فليفعل ما يشاء، وإن كان الأولى أن توجه هذه الأموال لأعمال النفع العام.

أما مؤسسات الدولة والقطاع العام فهذه الأموال ليست أموال القائمين عليها ولكنها أموال الشعب، وليس من حقهم إنفاقها في التهاني والتعازي، فالأولى بها الخزانة العامة للدولة التي تعاني من عجز دائم وتفاقم في الدين العام المحلي.

حامد مرسي: لا بد من توجيه النفقات لخدمة الفقراء وتنفيذ مشروعات إنتاجية (الجزيرة نت)
حامد مرسي: لا بد من توجيه النفقات لخدمة الفقراء وتنفيذ مشروعات إنتاجية (الجزيرة نت)

توجه للترشيد
ورجح حامد وجود اتجاه لترشيد الإنفاق العام خلال الفترة القادمة في ضوء هذه "البداية الصحيحة" لقرارات مؤسسة الرئاسة، وتمنى أن تطال هذه القرارات كافة صور الإنفاق بمؤسسات الدولة.

من جهته اعتبر الباحث في الشؤون السياسية علاء النادي أن قرار مؤسسة الرئاسة منع إعلانات التهاني وعدم تعليق صورة الرئيس بالمؤسسات العامة، أعطى العديد من الدلالات الرمزية الإيجابية التي توحي بالإصرار على عدم عودة أسلوب النظام القديم.

وقدر النادي في حديث للجزيرة نت أن تكلفة طباعة صورة الرئيس وتعليقها في كافة مؤسسات الدولة بنحو 50 مليون جنيه (تسعة ملايين دولار) في أقل التقديرات، مضيفا أنه رغم قلة المبلغ مقارنة بحجم الموازنة العامة للدولة، فإنه يمكن توظيفه لتحسين الأوضاع المعيشية للعديد من الأسر الفقيرة.

وعن منع تهاني فوز الرئيس بوسائل الإعلام، يرى النادي أنها رسالة قوية لرجال الأعمال بأنه لم يعد هناك طريق لتملق البعض إلى رئيس الجمهورية تمريرا لمصالحهم، كما كان يحدث في عهد ما قبل الثورة.

النادي: المؤسسات العامة تنفق أموالهافي التهاني لتغطي مخالفاتها (الجزيرة نت)
النادي: المؤسسات العامة تنفق أموالهافي التهاني لتغطي مخالفاتها (الجزيرة نت)

دلالات رمزية
وأضاف النادي أنه رغم بساطة هذه القرارات فإنها تدلل على مدى قرب الرئيس الجديد من رغبات الشارع المصري، وأنه على دراية واضحة بنبض الشارع وما يؤثر به.

أما عن المؤسسات العامة فيرى النادي أن معظمها اعتادت إنفاق أموالها في تهاني المسؤولين الكبار كنوع من النفاق السياسي لتغطية مخالفاتها المالية أو للإبقاء على مسؤوليها  في مناصبهم، وهو ما لم يعد مناسبًا لمتطلبات تحقيق أهداف الثورة.

وحث النادي مؤسسة الرسالة وغيرها من مؤسسات الدولة على ترشيد الإنفاق وحسن توظيف الموارد لما فيه مصلحة الشعب، ولتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير المتطلبات الأساسية للمواطنين من رعاية صحية وتعليمية ووسائل انتقال عامة مناسبة وخاصة الفقراء منهم.

المصدر : الجزيرة