ازدهار صناعة إصدار الصكوك الإسلامية

المؤتمر العالمي لصناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية 2
undefined

شهد عام 2011 ازدهارا بالنسبة لصناعة إصدار الصكوك الإسلامية، حيث تم إصدار صكوك بقيمة 85 مليار دولار، وهو ما يعادل مرتين ونصف قيمة الصكوك التي تم إصدارها قبيل الأزمة المالية عام 2008 والتي تقدر بنحو 33 مليار دولار.

وفي كلمة له بالمؤتمر العالمي السنوي الثامن لصناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية الذي افتتح بالمنامة اليوم وتستمر فعالياته غدا، قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة لوكسمبورغ للتمويل فيرناند جرولمز إن هذه الزيادة الضخمة تشير إلى أن أسواق رأس المال الإسلامية عادت إلى صدارة المشهد مرة أخرى.

وأضاف جرولمز أنه مع ذلك يجب وضع هذا الرقم الكبير في السياق الخاص به. ففي أسواق الدين التقليدية، وفي عام 2011، تم إصدار صكوك بقيمة 5.4 تريليونات دولار بالولايات المتحدة الأميركية وحدها، وكانت سوق الصكوك عام 2011 مدفوعةً إلى حد كبير بالسوق الماليزية.

وأكد أنه لا تزال أنشطة أسواق رأس المال المتوافقة مع الشريعة الإسلامية تمثل سوقاً واعداً في الوقت الراهن، بيد أنه يمكنها زيادة وجودها وحجمها على الصعيد العالمي أيضاً.

كما لفت جرولمز إلى أن التمويل الإسلامي لم يعد مقصوراً على البلدان التي بدأ فيها، أو على أوائل الشركات التي تبنته. وتتمثل إحدى العقبات الرئيسية لتحقيق انتشار ووجود هذه الصناعة على الصعيد العالمي في انعدام الشفافية بالمناطق التي تقوم بتطوير هذه المنتجات.

ويكشف عدم وجود مجموعة متناسقة من القواعد القانونية بالأسواق عن عدم الكفاءة وعدم اليقين وزيادة الوقت لدخول السوق وزيادة التكاليف، وهي العناصر التي لا تحبذها الأسواق.

الإصدارات عام 2012
وقال المدير التنفيذي للمؤتمر ديفد ماكلين في تصريحات للصحفيين إنه في ظل البداية القوية التي حظيت بها أسواق الصكوك بالفعل عام 2012، تشير التقارير الأخيرة إلى أنه ستكون هناك زيادة كبيرة في الإصدارات خلال هذا العام.

جانب من المؤتمر العالمي لصناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية (الجزيرة)
جانب من المؤتمر العالمي لصناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية (الجزيرة)

وأشار إلى أن إصدارات الصكوك بالربع الأول من عام 2012 وصلت بالفعل إلى ما يقرب من 43 مليار دولار بجميع أنحاء العالم، وهو ما يقرب من نصف إجمالي الإصدارات عام 2011.

وقد يشهد مايو/أيار الحالي انضمام مناطق جديدة للأسواق المالية الإسلامية ولاسيما من منطقة آسيا والمحيط الهادي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأضاف أنه نظراً للبنية التحتية القوية وحجم الإنفاق الكبير على التنمية الاجتماعية بهذه الأسواق الرئيسية بالإضافة لظروف سوق السندات التقليدية العالمية الصعبة، تسعى شركات الإصدار بالسوق لتنويع مصادرها والتحول لمصادر التمويل البديلة الأخرى.

وأضاف قائلاً " نظرا لاستمرار مستوى السيولة داخل قاعدة المستثمرين الإسلامية بشكل عام، تعتبر أسواق الصكوك الإسلامية آخذة في الظهور كبديل أكثر جاذبية وفعالية."

من جانبه، أعرب المدير العام للائتمان والمخاطر لدى البنك الإسلامي البحريني صلاح الدين عبد القادر سعيد، عن رأي مماثل حيث قال إن الاهتمام العالمي المتزايد بقطاع التمويل الإسلامي، وبخاصة الصكوك، يمثل فرصة فريدة لصناعة التمويل الإسلامي لتقوم على نحو فعال بتوجيه مجموعة كبيرة من الأموال الفائضة نحو فرص الاستثمار المنتجة واسعة النطاق داخل وعبر الاقتصادات الناشئة.

وقد يسّرت أسواق الصناديق والاستثمارات الإسلامية فرصة جمع الأموال من قبل الشركات، في الوقت الذي وفرت فيه للمستثمرين مجموعة من الأدوات للاستثمار، وهو ما سهل بالتالي جمع وتخصيص الأموال اللازمة لإقامة الأنشطة الاقتصادية المنتجة التي تتجاوز الحدود المحلية.

ويعقد المؤتمر العالمي لصناديق الاستثمار والأسواق المالية الإسلامية بمشاركة نخبة من قادة الفكر والمشرعين واللاعبين الرئيسيين في مجال صناعة الاستثمارات والصناديق الإسلامية على الصعيد العالمي. وتتركز مناقشاته على صياغة آفاق جديدة للنمو وتوسيع وجود وحضور الاستثمارات والصناديق الإسلامية على الصعيد العالمي. 

المصدر : الجزيرة