باروسو: وحدة أوروبا أو التشرذم

European Commission President Jose Manuel Barroso delivers a speech on Europe at the Konrad Adenauer Foundation, in Berlin on November 9, 2011. The speech is an annual recurrent comment on idea and condition of Europe.

وجه رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو اليوم تحذيرا حادا للمتشككين في الوحدة الأوروبية، خصوصا في صفوف حكومة لندن، مشدددا على أن أوروبا تحتاج للوحدة والعمل معا أو تواجه مخاطر الانقسام والتفكك، في إشارة إلى طريقة التعامل مع أزمة الديون السيادية.

 

وقال -في مقال نادر له لصحيفة أوبزيرفر البريطانية- "يجب النظر إلى الأزمة الحالية على أنها فرصة لتعزيز الارتباط بالاتحاد الأوروبي وليس فرصة للانسحاب منه"، معتبرا "أن تقدم الاندماج الأوروبي يجب ألا يتوقف من الآن فصاعدا على سرعة أكثر أعضاء الاتحاد بطئا أو ممانعة".

 

وخلال حديثه عن ماضي الحروب في أوروبا قال إن "دينامية العولمة لا تقتصر على بعدها المالي أو الاقتصادي بل لها بعد جيوسياسي، وبالتالي فالأوروبيون يواجهون خيارا واحدا إما العيش معا واقتسام مصير مشترك ونيل مكانة في العالم أو مواجهة الانقسام والانحدار".

 

وأضاف باروسو -الذي شغل منصب رئيس الوزراء البرتغالي الأسبق- أن الطبيعة المتغيرة لمنطقة اليورو يجب ألا تستعمل كذريعة لاستبعاد الدول غير الأعضاء فيها كبريطانيا من اتخاذ القرارات الكبرى.

 

ويعبر مقال باروسو بعد أسبوع مليء بالاضطراب، نتيجة تفاقم المخاوف إزاء الوضع الاقتصادي والسياسي بإيطاليا، عن مقدار القلق لدى المفوضية الأوروبية بشأن مستقبل العملة النقدية الموحدة اليورو والاتحاد الأوروبي.

 

وفضلا عن بلوغ كلفة استدانة إيطاليا من الأسواق مستوى قياسيا فإنه تم الحديث في الأسبوع الماضي عن فكرة تناقشها ألمانيا وفرنسا بشأن إحداث منطقة مصغرة لليورو، والسماح لدول ضعيفة كاليونان بمغادرة الاتحاد النقدي.

 

كما جدد الجناح المتشكك في الوحدة الأوروبية في حزب المحافظين الحاكم ببريطانيا دعوته لتنسحب لندن جزئيا أو كليا من الاتحاد الأوروبي.

 

"
باروسو يرى أن تقدم الاندماج الأوروبي يجب ألا يتوقف من الآن فصاعدا على سرعة أكثر أعضاء الاتحاد بطءا أو ممانعة
"

بريطانيا وألمانيا

وفي بريطانيا نفسها اتهم زعيم حزب العمال أد ميليباند رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون ومستشاره باستخدام أزمة أوروبا كذريعة لتبرير التحرك لفائدة النمو الاقتصادي في بريطانيا، وقال ميليباند في مؤتمر حزبي إنه حان الوقت ليتحمل كاميرون وأوزبورن (وزير المالية البريطاني) المسؤولية بشأن ما يحدث للاقتصاد البريطاني.

 

وأبدى وزير الاقتصاد الألماني فيليب روسيلر موقفا متشددا إزاء "دول منطقة اليورو المبذرة"، حيث دعا للقيام بعملية إفلاس منظم للدول التي أخلت بمسؤوليتها في الجوانب المالية، وأضاف زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار -الشريك في الائتلاف الحاكم بألمانيا- خلال كلمته بمؤتمر حزبي أن "أوروبا تحتاج لإصلاح قيمها وليس فقط آلياتها ومؤسساتها".

 

من جانب آخر، قال الرئيس الأميركي -على هامش قمة منتدى دول آسيا والمحيط الهادي- إنه يرى إشارات ايجابية في جهود أوروبا لمعالجة أزمة ديونها، حيث يركز زعماؤها ليس فقط على اليونان وإنما على المشكلات التي تؤثر على منطقة اليورو بشكل أوسع.

 

أميركا وروسيا

وأضاف باراك أوباما أن مشاكل إيطاليا لا يمكن معالجتها بين عشية وضحاها ولكن من المهم أن تدعم أوروبا أعضاءها في منطقة اليورو، ورحب أوباما بالتغييرات السياسية بكل من أثينا وروما قائلا إنها قد تساعد على تعزيز الثقة في الأسواق.

 

ودافع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيدف عن اليورو، وقال إنه عنصر جوهري في النظام المالي العالمي، وإن قرابة نصف احتياطي روسيا من النقد الأجنبي مقوم باليورو، مضيفا أنه لو لم تكن العملة الأوروبية الموحدة إبان الأزمة المالية العالمية فإن الوضع ربما كان أكثر صعوبة على روسيا وعلى الدولار الأميركي.

المصدر : أوبزرفر + وكالات