قصة نجاح لتوظيف السعوديين

مجموعة من المتدربين بإحدى القاعات الدراسية الجزيرة.نت

مجموعة من المتدربين بإحدى القاعات الدراسية في المعهد السعودي (الجزيرة نت)

ياسر باعامر-جدة

يعتبر قطاع البيع بالتجزئة النشاط الاقتصادي الأول في السعودية من ناحية عدد العاملين به في القطاع الخاص، حيث يبلغ تعدادهم نحو 1.5 مليون غالبيتهم من غير السعوديين.

وتأكيدا لأهمية هذا القطاع أشار محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص إلى ضرورة تطبيق سعودة الوظائف في هذا القطاع عبر منهجية تأهيلية تدريبية.

وتحظى السعودية بتجربة لاقت إشادة من قبل الجهات الحكومية عن نظام العمل، تمثلت في تجربة المعهد السعودي للبيع بالتجزئة الذي مثل شراكة مدنية خاصة مع أحد القطاعات الحكومية المعنية بتأهيل الشباب للعمل وهو إدارة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.

وأهم شروط الالتحاق بالبرنامج التدريبي تتمثل في أن يكون المتقدم سعوديا وضمن نطاق الفئة العمرية من 18 و30 عاما وممن لا تتوفر لديهم أدنى خبرة في مجال تجارة البيع بالتجزئة.


متدربون في برنامج عملي لإجراءات البيع في سوق الخضار (الجزيرة نت)
متدربون في برنامج عملي لإجراءات البيع في سوق الخضار (الجزيرة نت)

حيثيات التجربة
وفي تعليق على الأمر أوضح الرئيس التنفيذي للمعهد الدكتور عبد العزيز إسماعيل أن بيع التجزئة يعد من الأنشطة التي يقبل الشباب السعودي على الالتحاق بها بنسبة تفوق المجالات الأخرى باستثناء الوظائف الحكومية.

وعزى في حديث للجزيرة نت الإقبال إلى أن بيئة العمل في هذا القطاع تعتبر مقبولة عند السعوديين نسبياً مقارنة بالعمل على خطوط الإنتاج في المصانع أو الورش المهنية.

وأضاف إسماعيل أن المرحلة التجريبية للبرنامج بدأت بجدة في مايو/أيار 2009 بأربعة عشر متدربا، ثم توسعت التجربة لتتواجد في مناطق أخرى شملت الرياض والإحساء والمدينة المنورة والدمام وعسير. وأشار إلى أنه تخرج حتى الآن أكثر من ألف متدرب.

ولفت الرئيس التنفيذي للمعهد إلى أن شركات كبيرة قدمت عقود توظيف لخريجي المعهد في قطاعات التجزئة، معتبرا أن ذلك مؤشر نجاح مهم.

وكشف عن وجود "اتفاقية بين المعهد والمؤسسة العامة لتخريج عشرة آلاف شاب متدرب خلال الفترة المقبلة لصالح إحدى الشركات المهتمة بالتموين الغذائي".


جانب من التدريب العملي (الجزيرة نت)
جانب من التدريب العملي (الجزيرة نت)

أهداف البرنامج
وعن أهداف البرنامج التدريبي، فهي تتركز -حسب أدبيات المعهد- في تلبية احتياج قطاع التجزئة بالكفاءات الوطنية المدربة، مع تبني تطوير الشباب السعودي كجزء من المسؤولية الاجتماعية من خلال تطوير المهارات والقدرات.

والبرنامج التدريبي يستمر 16 أسبوعا، يحصل المتدرب خلاله على مكافأة رمزية تقدر بـ300 دولار، وبعد أن يستكمل برنامجه يوظف مباشرة بأحد القطاعات التموينية الكبرى المتعاقدة مع المعهد براتب أولي يصل إلى 800 دولار، مضافا إليه البدلات والتأمينات الاجتماعية والصحية.

ويقوم البرنامج التدريبي للمعهد على التدريب النظري بنسبة 25% في حين يحظى العملي بالنسبة المتبقية وذلك ضمن سبعة أقسام حددتها إستراتيجية المعهد، وهي قسم الخضار وقسم الأجبان وقسم اللحوم وقسم تصفيف البضائع وقسم الإلكترونيات وقسم محاسب المبيعات وقسم المخبز.

ووفقا لإسماعيل فإن خريجي المعهد سيلتحقون بالمسار الوظيفي التالي "موظف في الأسواق، وموظف خدمة شامل بعد إتقانه للمهارات المطلوبة في الأقسام السابقة، ومشرف قسم، ومدير قسم، ومساعد مدير سوق، ومدير سوق".

تجربة حية
من جهته تحدث فارس بن فهد القرشي –أحد متدربي المعهد بفرع جدة- عن تجربته في البرنامج قائلا "كنت عاطلا عن العمل، ومن ثم عملت في بعض الوظائف التي لم أستمر في بعضها إما بسب قلة الراتب وإما لصعوبة الدوام".

وأوضح أنه تعرف على المعهد من خلال موقعه على الإنترنت، وتمت الإجراءات الإدارية بسرعة من قبل إدارة المعهد بعد تسجيل طلب الانضمام.

وأشار إلى أنه يعتبر نفسه قد وجد الفرصة المناسبة التي كان يبحث عنها للحصول على عمل مناسب يحقق طموحه ويراعي وضعه الاجتماعي.

المصدر : الجزيرة