عقد الأزمات والنمو

Lucio Bernard, diesel engine director at the Fiat Powertrain Technologies research center gestures during a Reuters interview at the research center in Orbassano
جوهر النمو يكمن في الأفكار الجديدة الخلاقة (رويترز)

ربما كان العقد الماضي عقد الأزمات ابتداء من 11 سبتمبر/أيلول ومرورا بحربي العراق وأفغانستان ثم الأزمة المالية، لكن بالمقياس الاقتصادي كانت السنوات العشر الماضية جيدة بالنسبة للكثيرين في العالم.

 
وقالت صحيفة نيويورك تايمز في تحليل إن أكثر الدول في العالم كثافة سكانية -عدا الولايات المتحدة- وهي الصين والهند وإندونيسيا والبرازيل -وتمثل أكثر من 40% من سكان العالم- استطاعت تحقيق إنجازات كبيرة خلال العقد الماضي.
 
فقد استطاعت إندونيسيا أن تحافظ على نسبة نمو بين 5 و6% في السنوات العشر الماضية التي جاءت في أعقاب الأزمة المالية التي عصفت بآسيا في تسعينيات القرن الماضي.
 
كما حققت البرازيل نموا وصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 5%. ونفس القول ينطبق على دول في أميركا الجنوبية مثل كولومبيا وبيرو وتشيلي.
 
ورغم أن القارة الأفريقية لا تزال تعاني من البؤس فإن مستوى المعيشة ارتفع بصورة متفاوتة في دول كثيرة في القارة وزاد معدل النمو ليصل أحيانا إلى أكثر من 5%. كما أصبحت المياه والكهرباء والرعاية الصحية وخطوط الهاتف متوفرة أكثر من ذي قبل.
 
وقالت نيويورك تايمز إن تحقيق معدل نمو بـ5% يعني مضاعفة المستوى المعيشي كل 14 سنة.
 
وبالنسبة للولايات المتحدة فإن مسألة ما إذا كان العقد سيئا أم جيدا من الناحية الاقتصادية, قابلة لنقاش.
 
فلم تزد معدلات الأجور بصورة كبيرة, إن كانت سجلت أي زيادة على الإطلاق، كما اتضحت بصورة أكبر تكلفة الأزمة المالية والسياسات المالية غير المسؤولة. وتعزز هذه الحقائق الرأي الذي يميل إلى التشاؤم.
وتفيد الأمثلة الاقتصادية بأن جوهر النمو يكمن في الأفكار الجديدة الخلاقة التي تساعد في زيادة الإنتاج من المصادرة المتوفرة.
 
فالصين تتجه نحو تكثيف الأبحاث في مجالات مثل الطاقة الشمسية والأدوات العلمية والهندسة وعلم النانو. وخلافا لما كان سائدا قبل بضعة عقود فإن النوابغ يستطيعون أن يصبحوا علماء محليا أو عالميا بسبب توفر البيئة المناسبة حاليا.
 
وتقول نيويورك تايمز إن نمو الصين والهند والبرازيل وإندونيسيا يعني خلق المزيد من الاختراعات وخلق فرص للذين يقومون بها بغض النظر عن مكان وجودهم. فهناك مثلا تحسينات على الهواتف الخلوية بسبب وجود عملاء لها في العديد من الدول. وأكدت الصحيفة أن الجميع يستفيدون من الإبداع في الدول الأخرى "حتى وإن كان لا يشعرنا دائما بأننا نتربع على القمة".
 
إن من الصعب الحكم على نتيجة العقد الماضي حاليا وسوف يحتاج ذلك إلى المزيد من الوقت، "وإذا نظرنا من السطح إلى الأسفل فإن الصورة ستبدو أكثر إشراقا مما نعتقد".
المصدر : نيويورك تايمز