فطر صدأ الساق يهدد محاصيل القمح العالمية

Professor Stephen Baenziger holds a stalk of wheat at the greenhouse of the wheat breeding program at the Nebraska university in Lincoln, Nebraska, May 5, 2008.

العلماء يسابقون الزمن للقضاء على فطر مرض صدأ الساق الذي يصيب مزارع القمح (رويترز)

دق رواد علم المحاصيل على مستوى العالم ناقوس خطر انتشار فطر ينتقل بالرياح يمكن أن يدمر محاصيل القمح في الدول الفقيرة ويؤدي إلى انتشار الجوع والقلاقل المدنية في مناطق عدة وسط آسيا وداخل القارة الأفريقية.

فقد نقلت صحيفة غارديان البريطانية التي أوردت الخبر عن هؤلاء الخبراء المجتمعين هذا الأسبوع في المكسيك قولهم إن هذا الفطر المعروف بـUg99 نسبة إلى أوغندا التي ظهر بها أول مرة في العام 1999, هو نوع جديد من مرض قديم يسمى "صدأ الساق".

وقد انتشر الآن عن طريق الرياح من أفريقيا إلى إيران، وتكمن خطورته في أنه يستطيع أن يغزو المحاصيل خلال ساعات قليلة وأن سحبا هائلة منه لا ترى بالعين المجردة يمكن أن تنتقل عبر الرياح لمئات الأميال.

ويخشى العلماء المجتمعون في قمة عن هذا الفطر أن يستمر في الانتشار شرقا ليغزو المراكز الكبيرة لزراعة القمح في باكستان والهند وبنغلاديش التي تنتج 15% من محصول القمح العالمي وتوفر الغذاء لأكثر من مليار شخص من بين أفقر سكان العالم.

باكستان والهند وبنغلاديش تنتج 15% من محصول القمح العالمي لتطعم أكثر من مليار إنسان (رويترز)
باكستان والهند وبنغلاديش تنتج 15% من محصول القمح العالمي لتطعم أكثر من مليار إنسان (رويترز)

ويسابق أخصائيو استيلاد النبات الزمن لتطوير سلالات مقاومة جديدة وتوزيع بذورها عبر العالم بعد أن تأكد وجود هذا الفطر الآن في السودان وإثيوبيا وكينيا واليمن وإيران.

وكان الاعتقاد السائد هو أن  الفطر المذكور قد اختفى منذ ستينيات القرن الماضي عندما تم تطوير أنواع من البذور المقاومة له ونجحت زراعتها, لكن الملاحظ الآن هو أن هذا الفطر طور نفسه بشكل يجعله يستغل تلك الأنواع, والمعتقد الآن أن ما بين 80% و90% من كل أنواع بذور القمح التي تزرع في الدول النامية معرضة للإصابة بمرض صدأ الساق.

ويمكن للمزارعين شراء مواد كيميائية مضادة لمثل هذا الفطر لكنها غالية ويجب استخدامها مرات عدة لحماية نفس المحصول.

غير أن العلماء المجتمعين في المكسيك أعلنوا عن تحقيق تقدم سريع في تطوير أنواع جديدة من القمح مقاومة لهذا الفطر, بل إن بعض البلدان كبنغلاديش وباكستان يتم تقديم المساعدات لها حاليا لمضاعفة إنتاج هذا النوع من البذور بغية استخدامه في أي حصاد مستقبلي.

ونقلت غارديان عن خبير المحاصيل ريك وورد قوله إن توزيع هذه البذور المضادة للفطر قد يستغرق خمس سنوات, قائلا "إننا نحقق تقدما سريعا لكن قد نحتاج بضع سنين لتوزيع ما يكفي من الأنواع الجديدة عبر العالم".

المصدر : غارديان