فرنسا تقايض محادثات التجارة العالمية بدعم مزارعيها

French President Nicolas Sarkozy (R) shakes hands with German Chancellor Angela Merkel upon her arrival, on November 24, 2008

ديلي تلغراف: ساركوزي يحتاج مساندة من ميركل لدعم المزارعين (الفرنسية)

أوردت ديلي تلغراف أن فرنسا ستطلب من الاتحاد الأوروبي مساعدات لمزارعيها بقيمة سبعة مليارات جنيه إسترليني (أكثر من 10.6 مليارات دولار) قبل أن تقبل باريس بعقد محادثات دولية حول التجارة الحرة الشهر المقبل.


ونقلت الصحيفة البريطانية عن مسؤولين ودبلوماسيين قولهم إن باريس تحاول أن "تستغل" رئاستها الدورية للأوروبي"لتأخذه رهينة" عبر ربطها إعادة فتح محادثات التجارة العالمية بمساعدة مزارعيها.

وأضاف هؤلاء الدبلوماسيون أن باريس تنوي طرح هذا الملف على قمة الزعماء الأوربيين من المنتظر عقدها خلال أسبوعين، وأنها قد تستدعي رؤساء الحكومات من عطلة رأس السنة يوم 29 ديسمبر/كانون الأول المقبل إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بهذا الموضوع.

وقالت ديلي تلغراف إن هذا التطور يهدد بعدم الوفاء بالتزام كانت بريطانيا قد تعهدت به على عهد رئيس الوزراء السابق توني بلير، ويرمي إلى خفض دعم المزارعين بعد 2013.

يُذكر أن الدعم الحكومي للمزارعين بأوروبا كان من أهم قضايا الخلاف التي أثيرت بالمؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية بالدوحة في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري. وقد طالبت الدول النامية بضرورة إلغاء هذا الدعم من أجل تكافؤ فرص التنافسية، وهو مطلب هدد بفشل المفاوضات بالأيام الأولى للمؤتمر.

وكانت قمة مجموعة العشرين التي انعقدت مؤخرا قد دعت الاتحاد الأوروبي للإسراع بالانضمام إلى محادثات منظمة التجارة التي تهدف إلى خفض دعم المزارعين، ورفع الحواجز الجمركية.


سياسة موحدة
وقد دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي –الذي قالت ديلي تلغراف إنه سبق أن انتقد بشدة إنفاق أوروبا على المزارعين بينما يموت ثمانمائة مليون شخص جوعا- وزراء الزراعة إلى اجتماع خاص الجمعة لبحث "السياسة الزراعية الأوروبية الموحدة".

"
نقلت ديلي تلغراف عن مسؤولين ودبلوماسيين قولهم إن فرنسا تحاول أن "تستغل" رئاستها الدورية للاتحاد الأوروبي"لتأخذه رهينة" عبر ربطها إعادة فتح محادثات التجارة العالمية بمساعدة مزارعيها
"

وذكرت الصحيفة أن وثيقة سرية فرنسية تعتبر هذه السياسة الزراعية الأوروبية الموحدة "مكسبا إستراتيجيا" يستند إلى مبادئ معاهدة روما التي تم توقيعها منذ خمسين عاما.

وأوضحت أن باريس ترى أن هذه السياسة يجب أن تستمر إلى ما بعد عام 2013، حيث ستبدأ ميزانية أوروبية جديدة لخمس سنوات.


حصة الأسد
وقالت ديلي تلغراف إن باريس بسعيها لاعتماد سياسة زراعية موحدة، تظهر وكأنها تريد أن تستأثر بحصة الأسد من الميزانية الأوروبية السنوية للمزارع التي تبلغ 42 مليار إسترليني.

وأضافت أن ساركوزي سيكون بحاجة إلى دعم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي التقاها أمس، مذكرة بأن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك كان قد وقع عام 2002 مع المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر اتفاقا ينص على الحفاظ على مستويات عالية من الإنفاق بالسياسة الزراعية الموحدة.

وأشارت ديلي تلغراف إلى أنه بعد ست سنوات من هذا الاتفاق تبدو الإدارة الألمانية الجديدة غير متحمسة لضمان مزيد من الدعم الذي ستستفيد منه المزارع الفرنسية.

المصدر : تلغراف