بنوك مركزية تحذر من تداعيات أزمة الرهن العقاري

REUTERS/Homes are advertised for sale at a new housing subdivision in San Marcos, California,
عدد المساكن المعروضة للبيع بالولايات المتحدة يشكل خطرا على الاقتصاد الأميركي(رويترز-أرشيف)

حذر رؤساء بنوك مركزية من تفاقم أزمة القروض العالمية بعد إعلان بنك كوميرسبانك -ثاني أكبر بنك ألماني- وبنك آخر أميركي، خسائر بسبب تداعيات أزمة قروض الرهن العقاري الأميركية.

 
وقال بنك إندي ماك بانكورب إنك -أحد أكبر البنوك التي تقدم قروضا عقارية بالولايات المتحدة- إنه مني بخسائر في الربع الثالث بلغت خمسة أضعاف ما توقعه سابقا, في حين خفض البنك الألماني توقعاته بالنسبة للأرباح بسبب كبر حجم القروض العقارية التي قدمها.
 
وقال محافظ بنك إنجلترا المركزي ميرفن كنغ في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية الثلاثاء إن البنوك ستحتاج إلى وقت أطول قد يصل إلى أشهر عدة, للتغلب على الخسائر الناتجة عن قروض الرهن العقاري الأميركية مرتفعة المخاطر.
 
وأعلنت البنوك -خاصة في الولايات المتحدة- خسائر كبيرة مرتبطة بقروض الرهن العقاري.
 
وقال بنك إندي ماك بانكورب إنك إن خسائره وصلت إلى 202.7 مليون دولار في الربع الثالث من العام مقارنة بأرباح وصلت إلى 86.2 مليونا في نفس الفترة من العام الماضي، بسبب تخلف المقترضين عن السداد وعزوف المستثمرين عن القروض.
 
أما كوميرسبانك الألماني فقد أعلن أرباحا صافية في الربع الثالث أقل من المتوقع وصلت إلى 339 مليون يورو (493 مليون دولار), بعد التخلص من 291 مليون يورو في أصول معرضة لسوق قروض الرهن العقاري مرتفعة المخاطر بالولايات المتحدة.
 
وكان محللون توقعوا أن يحقق البنك أرباحا تصل إلى 450 مليون يورو في الفترة المشار إليها.
 

"
أكد رئيس الاحتياطي الاتحادي الأميركي السابق ألان غرينسبان ورجل الأعمال جورج سوروس أن تداعيات أزمة القروض لم تنعكس بعد على معدل النمو الاقتصادي في العالم
"
ضحايا آخرون
وأعلنت بنوك أخرى خسائر أكبر جراء أزمة القروض، فقد استقال رئيس مجموعة سيتي غروب البنكية تشارلز برنس الأحد الماضي بعد تحمله مسؤولية خسائر للمجموعة تقدر بما بين 8 و11 مليار دولار -قبل احتساب الضرائب- بالإضافة إلى شطب قروض تقدر بـ6.5 مليارات دولار قبل ثلاثة أسابيع.
 

وجاءت استقالة برنس بعد خمسة أيام من إقالة رئيس مؤسسة ميرل لينش المالية ستانلي أونيل بعد خفض تقديرات قيمتها 6.5 مليارات دولار الأسبوع الماضي.

 

وأكد رئيس الاحتياطي الاتحادي الأميركي السابق ألان غرينسبان ورجل الأعمال جورج سوروس أن تداعيات أزمة القروض لم تنعكس بعد على معدل النمو الاقتصادي في العالم.
 
وأوضح غرينسبان في منتدى بطوكيو أن عدد المساكن المعروضة للبيع بالولايات المتحدة يشكل خطرا على الاقتصاد الأميركي، وأنه غير متفائل بشأن انخفاض عدد هذه المساكن في المستقبل القريب.
 
أما سوروس فقد أشار في محاضرة بجامعة نيويورك إلى أن الاقتصاد الأميركي "على شفا تصحيح خطير".
 
خسائر الخدمات المالية
وتتفاوت التقديرات بالنسبة لخسائر قطاع الخدمات المالية في العالم، إذ يصل بعضها عند 60 مليار دولار.
 
لكن بيل غروس مسؤول الاستثمارات في صندوق بيمكو -أكبر مؤسسة للاستثمار في السندات في العالم- قال إنها "أزمة تتعلق بتريليون دولار".
 
وقال الاقتصادي الإسترايتجي في بنك فورتيس ببروكسل فيليب غيسلز "إن هناك الكثير من عدم اليقين خاصة بعد أزمة مجموعة سيتي غروب, ما يعطي الانطباع بأننا لم نصل بعد إلى النهاية".
المصدر : وكالات