التعسف الإسرائيلي يكبد الزراعة الفلسطينية خسائر كبيرة

المزارع مصطفى الاغا من وسط مزرعته التي لم يتمكن من قطفها


أحمد فياض-غزة

لم يكد مزارعو قطاع غزة يتنفسون الصعداء بعد توقف تدمير الآلة العسكرية الإسرائيلية لمنازلهم وأراضيهم، حتى عاد الاحتلال ليكمل مسلسل التخريب بإغلاقه المعابر أمام المنتجات الزراعية المصدرة إلى الضفة الغربية ودول عربية وأوروبية، ليجهض بذلك الآمال المرجوة لإعادة ما دمره جيش الاحتلال خلال أكثر من أربعة أعوام.

ولم يتمكن المزارعون بالقطاع خلال هذا الموسم من تصدير 30 ألف طن من الطماطم، و600 طن من محصول الخيار، وألفي طن من محصول التوت الأرضي، ونحو 30 مليون زهرة كان من المفترض أن يتم تصديرها إلى دول الاتحاد الأوروبي. وأوضحت الإدارة العامة للتسويق والمعابر في السلطة الفلسطينية أن خسائر القطاع الزراعي نتيجة إغلاق المعابر في الموسم الحالي تجاوزت ألـ 20 مليون دولار .

فوسط إحدى المزارع المتوشحة بحمرة ثمار الطماطم جنوب القطاع، جلس المزارع مصطفى الأغا متحسرا على ما لحق به من خسائر جراء عدم تمكنه من تصريف محصوله إلى الضفة الغربية نتيجة استمرار إغلاق المعابر بعد انقضاء ثلاثة أشهر على موعد جني المحصول.

الأغا أحد آلاف المزارعين الذين أغبطهم إعلان إسرائيل عن تسهيلات على المعابر والحواجز إبان انتخاب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والتزام الفصائل الفلسطينية بالتهدئة، لكن سرعان ما تبددت غبطتهم على صخرة تعنت الاحتلال الذي واصل إغلاق المعابر والطرقات .

خسائر باهضة
من جانبه حذر مدير جمعية خان يونس الزراعية محمد الأسطل من مغبة انهيار القطاع الزراعي في قطاع غزة ما لم يتم دعم المزارعين، مشيراً إلى أن المزارعين لم يعد بإمكانهم توفير لقمة العيش لأبنائهم .

وقال الأسطل في تصريح للجزيرة نت، إن إغلاقات المعابر ساهمت في تكدس المنتجات الزراعية مما تسبب في خفض أسعارها في الأسواق المحلية إلى مستويات متدنية للغاية، ترتب عليها خسائر باهظة طالت كافة المزارعين.

وأشار الأسطل إلى أن الديون والقروض المستحقة على المزارعين أرهقت كاهلهم مما دفع الكثيرين منهم إلى ترك الزراعة نتيجة تلف مزروعاتهم وانهيار أسعارها.

إعاقات متعمدة
وإزاء رزمة التسهيلات التي أعلنت عنها سلطات الاحتلال على المعابر والحواجز الإسرائيلية قال خالد زريد مدير عام  الإدارة العامة للتسويق والمعابر في السلطة الفلسطينية، إن إسرائيل تقوم بحملة ترويجية بشان إدخال تسهيلات على عمل المعابر وزيادة طاقة العمل وساعاته اليومية، غير أن الواقع على الأرض يخالف ذلك تماماً. وأشار في مقابلة مع الجزيرة نت إلى أن إسرائيل تحاول إبقاء السوق الفلسطيني حكراً على منتجاتها عبر عرقلتها المبرمجة لحركة تصدير المنتوجات الزراعية الفلسطينية.

وأوضح زريد أن الاحتلال يتعمد هذه العرقلة خلال ذروة موسم تصدير وتسويق المنتجات الزراعية وبالتزامن مع ذلك يتعمد عرقلة استيراد مدخلات الإنتاج على المعابر والموانئ الإسرائيلية لأيام طويلة مما يترتب عليه زيادة نفقات النقل وارتفاع أسعارها التي تقع على كاهل المزارعين.
 
ويستدل من إحصاءات وزارة الزارعة الفلسطينية أن خسائر القطاع الزراعي جراء عدوان الاحتلال واعتداءاته على الأراضي الفلسطينية منذ بداية انتفاضة الأقصى بلغت أكثر من مليار ومائة مليون دولار .
_______________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة