شاهد- أفغانستان منذ عصر الإسكندر المقدوني في رسوم تاريخية

لوحة فنية توضح مدينة غزنة خلال الحرب الأفغانية البريطانية الأولى التي بدأت عام 1838 (غيتي)

كانت هذه الأرض الحبيسة التي تربط بين شرق آسيا وغربها وجنوبها ووسطها موطنا للعديد من الممالك والحضارات القديمة، فضلا عن كونها ساحة للحروب والصراعات منذ القدم وحتى الأزمنة الحديثة.

يعيش في أفغانستان عرقيات مختلفة ومن أبرزها البشتون والطاجيك والأوزبك والهزارة والتركمان ويتحدثون عدة لغات، من أبرزها الفارسية الدرية والبشتونية والأوزبكية فضلا عن التركمانية والأوردية والإنجليزية والبلوشية والعربية وغيرها.

موقع أفغانستان الجغرافي جعل البلاد في حالة حرب دائمة؛ فهي تقع على "طريق الحرير"، وهو مصطلح يستخدم لوصف الطريق الذي يصل أوروبا بالهند.

كانت البلاد هدفا لكثير من الشعوب الغازية والفاتحين منذ عهد المقدونيين القدماء تحت حكم الإسكندر الأكبر، ومرورا بالفتوحات الإسلامية وحكم المغول وغيرهم.

ارتبطت مدينة أراشوسيا في قندهار -التي يعتقد بعض الباحثين أن اسمها مشتق من الإسكندرية نسبة للإسكندر المقدوني- بحملة القائد التاريخي تجاه الهند.

الإسكندر المقدوني (الأكبر) في أراشوسيا التي كانت تسمى "الأسكندرية" في قندهار عام 329 قبل الميلاد (الصحافة الأجنبية)

كانت أفغانستان منبعا للعديد من الممالك، مثل مملكة باكتريا الإغريقية، والكوشانيين، والهياطلة السامانيين، والغزنويين التيموريين، وممالك أخرى ظهرت في أفغانستان، فشكلت دولا عظمى هيمنت على جيرانها من الممالك الأخرى.

وقعت الحرب الإنجليزية الأفغانية بين الراج البريطاني (الاستعمار البريطاني لشبه القارة الهندية) وإمارة أفغانستان من عام 1878 حتى عام 1880، بدأت بالغزو البريطاني عام 1878 حيث أجبر الأمير شير علي خان للهروب في حين وقع خليفته محمد يعقوب خان معاهدة غانداماك للسلام مع البريطانيين، لكن سرعان ما اشتعلت جذوة الحرب وتنازل يعقوب عن السلطة في سياق ما كان يعرف باللعبة الكبرى بين الإمبراطوريتين البريطانية والروسية.

وكانت الحملة الثانية عام 1880 حيث هزم البريطانيون أيوب خان، واختاروا أميرا هو عبد الرحمن خان الذي وقع مجددا على معاهدة غاندماك، وتلا ذلك الحرب البريطانية الأفغانية الثالثة عام 1919 التي استقلت فيها البلاد وسيطر الأفغان بعدها على شؤونهم الخارجية، واعترفت بريطانيا بأفغانستان دولة مستقلة قبل اعترافها بالهند وباكستان.

أمير أفغانستان من 1880 إلى 1901 عبد الرحمن خان أعاد تأسيس بلاده بعد فوضى الحرب الأفغانية البريطانية الثانية (غيتي)

 

جنود بريطانيون في كابل (غيتي)

 

هجوم ومذبحة على دار المندوب السامي البريطاني في كابل (غيتي)

 

مقتل الدبلوماسي الأسكتلندي ألكسندر بيرنز عام 1841 (غيتي)

 

الجراح البريطاني ويليام برايدون من شركة الهند الشرقية البريطانية كان الرجل الوحيد من جيش مكون من 4500 رجل الذي وصل لبر الأمان في جلال آباد نهاية الانسحاب البريطاني من كابل بعد مذبحة جيش إلفينستون 1842 التي قتل فيها أكثر من 16 ألفا من جنود الجيش البريطاني على يد مقاتلين أفغان (غيتي)

الأفغان شعب معروف في التاريخ الإسلامي من الشعوب الآرية (أخوة الفرس والأكراد والطاجيك)، وصفهم عدد كبير من المؤرخين بالقوة والبأس الشديد، ومن بينهم الرحالة ابن بطوطة عند زيارته مدينة كابل وما جاورها.

وفي الجزء الثالث من كتابه "رحلة ابن بطوطة"، يقول ابن بطوطة عن كابل "ثم سافرنا إلى كابل وكانت فيما سلف مدينة عظيمة، وبها الآن قرية يسكنها طائفة من الأعاجم يقال لهم الأفغان، ولهم جبال وشعا، وشوكة قوية، وأكثرهم قطّاع الطريق، وجبلهم الكبير يسمى كوه سليمان، ويذكر أن نبي الله سليمان عليه ‌السلام صعد ذلك الجبل، فنظر إلى أرض الهند وهي مظلمة فرجع ولم يدخلها فسمي الجبل به، وفيه يسكن ملك الأفغان".

احتلال الجيش البريطاني غزنة في الحرب الأفغانية البريطانية الأولى (غيتي)

 

الملك الأفغاني أمان الله خان وزوجته ثريا ترزي هانم مع الرئيس التركي مصطفى كمال أتاتورك عام 1928 (غيتي)

 

FILE - In this Feb. 15, 1989 file photo, Soviet Army soldiers wave their hands as their last detachment crosses a bridge on the border between Afghanistan and then Soviet Uzbekistan near the Uzbek town of Termez, as they leave Afghanistan after waging a 10-year war. The Soviet Union lost some 15,000 soldiers in the war, which began in 1979 when Moscow sent in troops to battle guerrillas who were fighting a Soviet-supported government. For 10 years, ever since the towers fell, the United States has fought a war in a distant land _ in hopes, it says, of protecting American interests and making the world safer from terrorism. Now, as President Barack Obama plans to end U.S. combat operations in Afghanistan by 2014, the question remains as muddy as ever: What happened here?.
صورة أرشيفية بتاريخ 15 فبراير/شباط 1989، جنود من الجيش السوفياتي يلوحون بأيديهم في حين تعبر مفرزتهم الأخيرة جسرًا على الحدود بين أفغانستان ثم أوزبكستان السوفياتية بعد هزيمة كلفتهم 15 ألف جندي في الحرب التي بدأت عام 1979 (أسوشيتد برس)
المصدر : الجزيرة