كانت مصدر إلهام.. عراقيون ينعون رحيل حامية مكتبة البصرة عالية الخفاجي

نعى عراقيون عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي الأمينة العامة للمكتبة المركزية في البصرة (جنوبي العراق) عالية الخفاجي، التي اشتهرت بمنع سرقة وإتلاف 30 ألف كتاب ومخطوطة بعد غزو العراق واحتلاله عام 2003.
نعزّي برحيل أمينة التراث العراقي السيدة البصرية العراقية الأصيلة عالية الخفاجي التي أنقذت الآلاف من الكتب والمخطوطات العراقية من النهب والضياع أثناء سنوات الحرب والفوضى. سينهض العراق صاحب أول مكتبة في العالم بالحفاظ على تراثه وإرثه وأصالة قيمه الحضارية والإنسانية.
— Mustafa Al-Kadhimi مصطفى الكاظمي (@MAKadhimi) August 15, 2021
وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، معزيا في رحيل الخفاجي، "نعزّي برحيل أمينة التراث العراقي السيدة البصرية العراقية الأصيلة عالية الخفاجي التي أنقذت الآلاف من الكتب والمخطوطات العراقية من النهب والضياع أثناء سنوات الحرب والفوضى".
وأضاف الكاظمي "سينهض العراق صاحب أول مكتبة في العالم بالحفاظ على تراثه وإرثه وأصالة قيمه الحضارية والإنسانية".
تعازينا الصادقة لأسرة السيدة عالية محمد باقر. شغلت الفقيدة منصب الأمين العام للمكتبة المركزية بالبصرة وكانت مثالاً طيباً للأمانة والوطنية خلال مسيرتها المهنية. حفظت ٣٠ الف كتاب ومخطوطة من الضياع أثناء توغل القوات البريطانية في البصرة في العام ٢٠٠٣. pic.twitter.com/QNA2qNRCoc
— Hassan Nadhem (@HassanNadhem) August 13, 2021
وقدم وزير السياحة والآثار العراقي حسن ناظم، عبر حسابه على تويتر، تعازيه لعائلة الخفاجي، مشيرا إلى أنها "كانت مثالا طيبا للأمانة والوطنية خلال مسيرتها المهنية".
وأكد ناظم أن عالية الخفاجي "حفظت 30 ألف كتاب ومخطوطة من الضياع أثناء توغل القوات البريطانية في البصرة في العام 2003".
وقال ضرغام الأجودي نائب محافظ البصرة إن الخفاجي "سطرت أبهى معاني الأمانة والشجاعة والإخلاص عندما جازفت بحياتها من أجل الحفاظ على ممتلكات المكتبة المركزية العامة خلال أحداث عام 2003".
وأكد أن الخفاجي كانت رمزا وطنيا بعد أن نقلت محتوى مكتبة البصرة إلى منزلها خلال الحرب على العراق عام 2003، وأعادتها إلى المكتبة بعد ذلك، مشيرا إلى أن حكومة البصرة ستخلد ذكراها برمزية معينة في المحافظة.
🟦انتقلت الى رحمه الله تعالى امس متأثرة بمضاعفات كوفيد 19 السبدة عاليه الخفاجي التي أنقذت تاريخ العراق وكتبه إبان الاحتلال الامريكي للعراق 2003 🔵عالية محمد باقر ، أمينة المكتبة المركزية في البصرةيتبع pic.twitter.com/DqOGQKuwiN
— Dr.Adnan Albideri (@albideri) August 14, 2021
وكتب الأكاديمي العراقي عدنان البديري أن من بين ما أنقذته الخفاجي في مكتبة البصرة "مخطوط كتاب سيرة النبي محمد (صل الله عليه وسلم) الذي يعود تاريخه إلى حوالي 1300 سنة".
وأشار البديري إلى أن قصة الخفاجي "بطولية وشكّلت مصدر وحي وإلهام لتأليف كتابين يرويان حكايات البطولة في أوقات الشدّة".
رحيل بطلة البصرة المكتبية عالية الخفاجي …
تنعى مكتبات بغداد العامة والمركز الثقافي البغدادي امينة المكتبة المركزية العامة السابقة في محافظة البصرة السيدة عالية محمد الخفاجي والتي استطاعت من إنقاذ 30000 من الكتب والمخطوطات النادرة من الدمار اثناء الحرب على العراق سنة 2003. pic.twitter.com/xIhOGXU4Tf— طالب العيسى (@Baghdad762) August 13, 2021
وكانت الجزيرة نت قد أجرت لقاء عام 2019 مع السيدة عالية الخفاجي، حيث ذكرت قصتها في حماية مكتبة البصرة، قائلة إنه في أبريل/نيسان 2003 ومع اقتحام القوات البريطانية المشاركة في غزو العراق مدينة البصرة، اتخذت (الخفاجي) قرارها رغم معارضة المسؤولين الحكوميين، لتنقل أهم الكتب والمخطوطات بالتعاون مع موظفيها من المكتبة المركزية إلى منازلهم، خشية أعمال النهب والتخريب التي تعرضت لها المؤسسات الحكومية.
وبيّنت حينها لمراسل الجزيرة نت أنها شغلت منصب أمينة مكتبة البصرة نحو 33 عاما، "لم يكن يدفعني إلى تلك المهمة اعتبارات وظيفية بل كانت تدفعني إنسانيتي وتعليمي ومجتمعي وأخلاقي للحفاظ على الكتب من الضياع".
وأضافت "بعد أن تحوّلت المكتبة إلى ثكنة عسكرية يشغلها محافظ البصرة خلال حرب 2003، طلبت منه نقل الكتب لكنه رفض الطلب، وخوفا من تعرضها للقصف اتفقت سرا مع الموظفين على نقلها إلى منازلنا، ومع دخول قوات الاحتلال إلى المدينة تعرضت المكتبة لسرقة الأثاث والأجهزة".
لم يخطر في بال الخفاجي في تلك اللحظات الحرجة غير الحفاظ على أكبر كمية من كتب المكتبة المركزية في البصرة، والتي تأسست عام 1931، فبادرت لنقل الكتب إلى المطعم المجاور قبل أن تنقلها إلى منازل بعض موظفيها وعمال المطعم الذين ساعدوها في مهمتها، حتى تمكنت من حماية قرابة 30 ألف عنوان من أهم الكتب والمخطوطات قبل أن تُحرَق المكتبة كباقي المؤسسات الحكومية.