أدب اليافعين في تونس.. روايات الجيب تصالح الصغار والكبار مع الكتب

منيرة حجلاوي_سلسلة روايات الجيب التونسية ستيغما للكاتب المصري المقيم بتونس جاسر عيد_تونس_خاص الجزيرة نت
سلسلة روايات الجيب التونسية ستيغما للكاتب المصري المقيم بتونس جاسر عيد (الجزيرة)

مُراوِحَةً بين الإثارة والتشويق والحركة، صدرت مؤخرا أول سلسلة روايات جيب تونسية تضمنت 4 سلاسل مصغرة، وهي: "ستيغما" للكاتب المصري المقيم بتونس جاسر عيد، و"إيماجيثوس" للكاتب التونسي طارق اللموشي، و"العقد الأسود" للكاتب التونسي سامي المقدم، و"وكر النسور" للكاتب التونسي عاطف حاتمي.

وتعني كلمة "إيماجيثوس" مدينة الأحلام، وهي تروي مغامرة مجموعة من الشخصيات في عالم خيالي ستقوم برحلة للوصول إلى هذه المدينة لتحقيق نبوءة ما، وستمكّنهم هذه الرحلة من اكتشاف أنفسهم.

وتطرح السلسلة بعض القضايا التي تهم البشرية كالخلود وعلاقة الإنسان بالسياسة والديانات، في إطار مغامرة شيقة مليئة بالأحداث والحركة لشد انتباه القرّاء.

أما "العقد الأسود" فهي عبارة عن فانتازيا تاريخية تراوح بين الخيال والواقع، وترمز إلى السنوات العشر الفاصلة بين 1250 و1260 ميلادية التي شهدت مواجهات بين المسلمين والمغول والمسلمين والصليبيين ومشاكل بين قشتالة وغرناطة في الأندلس، وهي سلسلة ثرية بالشخصيات على غرار شجرة الدر والمماليك وجلال الدين الرومي.

أما "وكر النسور" فهي سلسلة خيال علمي تدور أحداثها في تونس في حقبة زمنية مستقبلية، بعد تحول تونس إلى دولة عظمى مما أكسبها أعداء كثرا فأحدثت جهازا أمنيا أسمته "وكر النسور" للتصدي لكل المخاطر المحدقة بها.

وأراد الكتاب من وراء السلسلة أن يمنح بريق أمل لبناء تونس جديدة منشودة وأفضل لتجاوز الواقع الموجود بأسلوب المغامرة والحركة.

وبالنسبة إلى "ستيغما" فتعني الوصم، وهي تتحدث عن لعنة تتابع البطل بعد خوضه مغامرة وتعرضه لحادثة جعلته يعيش مع وصمة في محيطه، وتتلخص أحداث المغامرة حول كيفية تعامل البطل مع لعنته عبر أسلوب طريف وساخر ومضحك.

وتنطلق القصة من صميم الواقع التونسي مع جانب من الخيال، حيث جاء العدد الثاني من السلسلة "الغميضة" -مثلا- على ذكر القرى الأمازيغية في الجنوب التونسي.

وتحوم بعض نقاط الاستفهام حول هذه المبادرة الشبابية، وتتعلق بالغاية من إطلاقها ومدى نجاحها واستمراريتها وأوجه الشبه بينها وبين روايات الجيب المصرية، سيوضّحها كتّاب السلسلة للجزيرة نت.

كيف بدأت روايات الجيب التونسية؟

يوضح الكاتب طارق اللموشي للجزيرة نت أن الفكرة راودتهم منذ طفولتهم بعد قراءتهم مختلف سلاسل روايات الجيب المصرية وتعلقهم بها، فبادروا اليوم لتحقيق الحلم بإصدار نسخة تونسية بحتة.

منيرة حجلاوي_سلسلة روايات الجيب التونسية حلم طفولة صار حقيقة (المتحدث الكاتب التونسي طارق اللموشي)_تونس_خاص الجزيرة نت
الكاتب التونسي طارق اللموشي يقول إن الفكرة راودتهم منذ طفولتهم (الجزيرة)

بدوره، يؤكد الكاتب المصري المقيم في تونس جاسر عيد للجزيرة نت أن سلسلة روايات الجيب التونسية هي وفاء لروح نظيرتها المصرية، وتكريم لكتّابها المبدعين أمثال نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق، و"تأتي متأخرة خير من ألا تأتي أبدا".

ما أهداف هذه التجربة الأولى في تونس؟

يقول الكاتب عاطف حاتمي للجزيرة نت إنهم يسعون إلى تقليص فجوة القراءة بين جيل الصغار والكبار، بخلق روايات خاصة بجيل اليافعين لترغيبهم في المطالعة.

ويوضح الكاتب سامي المقدم للجزيرة نت أن روايات الجيب التونسية هي محاولة لسد الفراغ الفكري لدى فئة اليافعين والمراهقين الذين لا يملكون روايات تناسب سنهم.

منيرة حجلاوي_وكر النسور هي بريق أمل لبناء تونس جديدة أفضل (المتحدث الكاتب عاطف حاتمي)_تونس_خاص الجزيرة نت
الكاتب عاطف حاتمي يقول إن الروايات هي بريق أمل لبناء تونس جديدة أفضل (الجزيرة)

ويضيف أنهم ركزوا في كتاباتهم على الأحداث المثيرة والأسلوب الخفيف لشد انتباه هذه الفئة، إضافة إلى المساهمة في تكوين شخصيتها من خلال مختلف المعلومات التاريخية والعلمية والجغرافية التي تضمنتها السلاسل.

أما جاسر عيد، فيؤكد أنها مبادرة "لتحقيق المصالحة بين المراهقين واليافعين مع المطالعة، خاصة أنها سلاسل صغيرة الحجم صالحة للقراءة في كل مكان وزمان".

ما أوجه الاختلاف بين التجربة التونسية والمصرية؟

يقول عيد إن روايات الجيب التونسية تتميز بطابعها التونسي وبمواكبتها لتطورات العصر، من خلال استعمال وسائل الاتصال والتواصل والتكنولوجيا الحديثة، لأنها موجهة للعصر الحاضر والمستقبل.

أما اللموشي فيتحدث عن اختلاف المحتوى الذي تدور كافة أحداثه في تونس، وعن اختلاف الشكل حيث ستقتصر كل سلسلة على 10 حلقات فحسب.

ما مستقبل روايات الجيب التونسية؟

يوضح جاسر عيد أن من المنتظر أن يتم إصدار عدد من هذه السلسلة كل شهرين، خاصة أن غالبية ردود الأفعال على الأعداد الأولى كانت إيجابية، وقد نجحت السلسلة في تقليص إدمان العديد من القراء على الألعاب الإلكترونية وشدهم إلى القراءة، وفتحت شهيتهم نحو الكتابة بهذا الأسلوب.

وتحدث المقدم عن نجاح كبير فاقت فيه المبيعات أكثر من 500 نسخة من الكتاب الواحد، بانتظار إصدار العدد الثالث من السلسلة في يونيو/حزيران الجاري، وفي حال استمرار النجاح فسيتم إصدار الموسم الثاني من السلسلة.

كما أشار إلى طموح الكتاب الأربعة إلى انضمام أقلام أنثوية إلى المجموعة، لإثراء السلسلة.

المصدر : الجزيرة