تراث وتاريخ صيد اللؤلؤ كما ترويه مدينة الزبارة الأثرية شمال قطر

تمتد الزبارة -وهي مدينة ساحلية تاريخية غير مأهولة بالسكان حاليا- على الساحل الشمالي الغربي، وقد تم إنشاؤها منتصف القرن الـ18، وتطورت المدينة لتصبح أحد أكبر مراكز التجارة بالمنطقة، وتحديدا تجارة اللؤلؤ.

يحتفل العالم في 18 أبريل/نيسان من كل عام بيوم التراث العالمي الذي حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية (ICOMOS) برعاية منظمة اليونسكو ومنظمة التراث العالمي من أجل حماية التراث الإنساني

وعلى بعد 105 كيلومترات عن الدوحة في بلدية الشمال بقطر تقع مدينة الزبارة الأثرية التي كانت معلما تاريخيا لمدينة تم إنشاؤها منتصف القرن الـ18، وتطورت لتصبح أحد أكبر مراكز التجارة بالمنطقة، وتحديدا تجارة اللؤلؤ.

وأدرجت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) مدينة الزبارة الأثرية في قطر ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمية، وجاء ذلك ضمن جلستها الـ37 التي أقيمت بالعاصمة الكمبودية بنوم بنه عام 2013.

وصنف فريق من علماء الآثار الدانماركيين مدينة الزبارة -التي تعني الأرض المرتفعة- موقعا أثريا للمرة الأولى بالخمسينيات، ليقوم بعدها فريق من علماء الآثار القطريين والدانماركيين بأعمال التنقيب في الموقع.

وعقب إجراء دراسات وأبحاث على الموقع، تم العثور على مجموعة كبيرة من المكتشفات الأثرية التي تعود إلى الفترة الممتدة ما بين القرنين الـ18 والـ19، وهي موجودة الآن ضمن المجموعة الدائمة الخاصة بمتحف قطر الوطني، والتي عرضت بصالات عرض المتحف كما بمدينة الزبارة.

 

وتمتد الزبارة -وهي مدينة ساحلية تاريخية غير مأهولة بالسكان حاليا- على الساحل الشمالي الغربي، وقد تم إنشاؤها منتصف القرن الـ18، وازدهرت لتصبح أحد أهم وأكبر المناطق السكانية بقطر آنذاك. وقد استقطب ازدهارها اهتمام القوى العظمى الأخرى بمنطقة الخليج في ذلك الوقت.

وقد انتهى دور المدينة التجاري عام 1811، ولم تتم إعادة إعمارها بشكل كامل، فهجرها أهلها منتصف القرن الـ20. وتغطي الزبارة مساحة تبلغ 60 هكتارا، وتحتوي على بقايا بيوت ومساجد ومبان كبيرة محصنة وسوق.

موقع تراثي عالمي

بحسب موقع متاحف قطر، كانت الزبارة ذات يوم ميناء مزدهرا يعج بالصيادين والتجار، وقد سجلت المنطقة عام 2009 كمنطقة محمية، ومنذ ذلك الحين ترأست متاحف قطر زمر من العلماء وعلماء الآثار لإجراء تحريات أثرية بالموقع، حيث قاموا -من خلال أبحاثهم وإشراك المجتمعات المحلية- بتوثيق فترات ازدهار هذه المنطقة الفريدة من نوعها، وانهيارها، ثم بتسليط الضوء عليها.

ويتألف الموقع المُدرج من 3 أجزاء رئيسية أكبرها البقايا الأثرية للمدينة التي يعود تاريخها إلى 1760. أما قلعة مرير فهي مستوطنة مترابطة بمدينة الزبارة الأولى، حُصّنت من أجل حماية الآبار الداخلية للمدينة. بينما تُعد قلعة الزبارة التي شُيّدت عام 1938 أحدث تلك العناصر وأبرزها في الموقع.

وتكشف الزبارة ومحيطها الثقافي عن التحول الاجتماعي والاقتصادي للأرض، وعن تاريخ تقاليد التجارة الحضرية وصيد اللؤلؤ اللذين شكّلا مصدر عيش المدن الساحلية الكبرى من الفترة الإسلامية المبكرة إلى القرن الـ20، فالزبارة مثال قيّم على قدرات التخطيط العمراني في تلك الفترة.

وتبعث زيارة الموقع الأثري على التأمل في التعايش والتآلف بين ثقافات ومجموعات عرقية من شبه الجزيرة العربية في تلك الفترة من الزمن، كما تقدم أمثلة على التقنيات القطرية التقليدية للبناء.

المصدر : الجزيرة + الأناضول