وفاة العلامة السوري محمد علي الصابوني صاحب "صفوة التفاسير"
عن عمر ناهز 91 عاما، توفي اليوم الجمعة الشيخ محمد علي الصابوني، رئيس رابطة العلماء السوريين وأحد أبرز العلماء وأشهر المفسّرين والمصنّفين في علم التفسير والحديث والقرآن.
ونعى أقارب وتلاميذ العلامة السوري الراحل -عبر منصات التواصل الاجتماعي- الشيخ الذي وافته المنية بمدينة يلوا شمال غربي تركيا.
رحم الله أخانا الشيخ محمد علي الصابوني، رئيس رابطة العلماء السوريين، وأحد أبرز علماء التفسير في عصرنا، أسأل الله أن يغفر له ويرحمه، ويجزيه عن الإسلام ودعوته وأمته: خير ما يجزي الدعاة الصادقين، والعلماء العاملين. pic.twitter.com/7R5fAdwhJg
— يوسف القرضاوي (@alqaradawy) March 19, 2021
ولد الصابوني في حلب عام 1930، في زمن الانتداب و"الجمهورية السورية الأولى"، وتعلم أولا على يد والده الشيخ جميل الصابوني أحد كبار علماء حلب، ودرس علوم اللغة والدين على يد شيوخ المدينة مثل محمد سعيد الإدلبي ومحمد راغب الطباخ.
التحق بثانوية حلب الشرعية (الخسروية)، حيث درس علوم التفسير والحديث والفقه والعلوم الطبيعية ليتخرج منها عام 1949، وابتعثته وزارة الأوقاف السورية ليدرس في الأزهر الشريف على نفقتها، حيث نال شهادة كلية الشريعة عام 1952 وحصل على درجة التخصص "العالمية" في القضاء الشرعي عام 1954.
عاد الصابوني شابا إلى سوريا ليعمل أستاذا للثقافة الإسلامية في ثانويات مدينته حلب، وبقي مدرسا حتى عام 1962 حيث انتدب للتدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية التربية بالجامعة في مكة المكرمة قرابة ثلاثة عقود، وكان له درس يومي في المسجد الحرام، وآخر أسبوعي في أحد مساجد جدة، حيث فسّر القرآن الكريم لطلاب العلم.
انتقل إلى رحمة الله تعالى صباح اليومِ الجمعة 6 شعبان 1442هـ، الموافق 19 مارس 2021 : العلامةُ المفسِّر المعمَّر الشيخ محمد علي بنُ جميلٍ الصابونيُّ الحلبي، صاحبُ (صفوة التفاسير) وغيرِه من المصنفات ، رحمه الله تعالى وأسكنه الفردوس الأعلى في صحبة نبينا المصطفى ﷺ pic.twitter.com/8YvrhzIPnf
— أ.د.أحمد عيسى المعصراوي (@elmasrw) March 19, 2021
وفاة الشيخ محمد علي الصابوني ب #تركيا أحد أبرز علماء الإسلام ومن المتخصصين في علم تفسير القرآن، وهو مؤلف كتاب "صفوة التفاسير" أحد أشهر كتب التفسير ..
نسأل الله له الرحمة والمغفرة .. وأن يجازيه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء ..#الشيخ_محمد_الصابوني_في_ذمة_الله pic.twitter.com/M1nQhGKyEK— جابر الحرمي (@jaberalharmi) March 19, 2021
وعينته بعدها جامعة أم القرى باحثا علميا في مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، ثم عمل بعد ذلك في رابطة العالم الإسلامي مستشارا في هيئة الإعجاز العلمي بالقرآن والسنة، لسنوات.
والشيخ الراحل تولى رئاسة رابطة العلماء السوريين، وبلغ عدد مؤلفاته 57 كتابا، أبرزها "صفوة التفاسير" الذي صدر قبل 40 عاما، وضم خلاصة أقوال أئمة التفسير ومعاني الآيات ودلالتها بأسلوب ميسّر، إضافة إلى "مختصر تفسير ابن كثير"، و"مختصر تفسير الطبري"، و"التبيان في علوم القرآن"، و"روائع البيان في تفسير آيات الأحكام"، و"قبس من نور القرآن".
كما حظيت شاشات التلفاز بفرص وفيرة من علم الشيخ الصابوني، إذ سجل الراحل أكثر من 600 حلقة تلفزيونية في تفسير القرآن الكريم.
مواقفه السياسية
منذ مطلع 2011، انحاز الشيخ الراحل لثورات الربيع العربي، وقال في عدة لقاءات متلفزة إن "الحاكم الذي يتجبر على شعبه وينحرف كل الانحراف عن دين الله، هو مجرم ويجب مقاومته".
رحل عنا اليوم العلامة الجليل #الإمام_محمد_الصابوني
رحمه الله
أوقف الشيخ جزء من عمره لتحرير تفسير مبسط وجامع يساعد المسلمين على فهم القرآن
وواجه بلاء الغلاة لدرجة إحراق كتبه رغم أنه شرعي التأهيل
وكان يحضر ببسمته وروحه المتواضعةفي لقاءاته وينفتح على الشباب
خالص التعازي لذويه ومحبيه pic.twitter.com/XS3MmuaVWb— مهنا الحبيل (@MohannaAlhubail) March 19, 2021
فقد العالم الإسلامي اليوم واحداً من كبار علمائه هو فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني المفسر ذي المؤلفات النافعة.
أسأل الله تعالى أن ينزله منازل الصديقين وأن يجزيه خير الجزاء وأوفاه.
خالص العزاء والمواساة لأسرة الشيخ وأصهاره وطلابه ومحبيه وإنا لله وإنا إليه راجعون.— د. عبد الكريم بكار (@Drbakkar) March 19, 2021
ووقف الشيخ الصابوني إلى جوار الحراك الشعبي السوري ضد النظام، وهاجم مرارا بشار الأسد، واصفا إياه بـ"مسيلمة الكذاب"، احتجاجا على قمع النظام السوري للمتظاهرين السلميين.
وفي اتصال مع قناة الجزيرة يوم 21 إبريل/نيسان 2011، ومع اندلاع المظاهرات في عموم سوريا، أكد الصابوني تضامنه مع المتظاهرين ومطالبهم من إطلاق الحريات ومحاربة الفساد ورفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المسجونين.
وأضاف الصابوني آنذاك أن مطالب المتظاهرين من واجب الدولة صيانتها للشعب، منتقدا "إثارة النظام الفتنة بين الشعب"، وقال إنهم "انتظروا الإصلاحات 11 عاما"، لكن "لم يروا شيئا من الخير إلا زيادة الفساد والظلم على الشعب".
وقال الصابوني في أحد اللقاءات التلفزيونية: "لقد رأى علماء الأمة وجوب الخروج على مسيلمة الكذاب، الذي يسمى بشار الأسد، بعد أن استفحل طغيانه قتلا للبشر".
ونعى علماء القرآن والسنة في مختلف الدول العربية الشيخ الصابوني، معتبرين وفاته "خسارة لصوت الحق في وجه سلطان جائر".