ثلاثية دسائس البلاط الملكي البريطاني.. "المرآة والضوء" ترشح كاتبتها للفوز بالبوكر مان للمرة الثالثة

Author Hilary Mantel attends a book signing for her new novel "The Mirror and the Light" at a book store in London
روايتان من ثلاثية الكاتبة البريطانية هيلاري مانتل فازتا بجائزة بوكر مان، وقد تحصد الرواية الأخيرة منها (المرآة والضوء) الجائزة الثالثة (رويترز)

أدرجت جائزة بوكر مان رواية هيلاري مانتل "المرآة والضوء" (The Mirror and the Light) -وهي الأخيرة ضمن ثلاثية تروي سيرة رجل الدولة الإنجليزي في القرن 16 توماس كرومويل- في قائمتها الطويلة، ما قد يرشح مؤلفتها البريطانية لتكون أول من يفوز بالجائزة نفسها ثلاث مرات.

وتتكون رواية مانتل من قرابة 900 صفحة، وفي الجزء الثالث تروي حكاية مستشار الملك وكبير وزرائه بعد أن افتتحت الرواية بقطع رأس زوجة الملك آن بولين في عام 1536، وترصد السنوات الأخيرة من حياة كرومويل الشخصية والسياسية.

ترشحت الرواية للفوز بعد دخولها القائمة الطويلة كواحدة من 13 رواية يمكن أن تفوز بجائزة هذا العام البالغة 50 ألف جنيه إسترليني. ومانتل هي واحدة من أربعة أدباء وكُتاب فازوا مرتين بالجائزة المرموقة وستكون الأولى التي تفوز بالجائزة للمرة الثالثة.

وسيتم الكشف عن قائمة قصيرة من ستة كتب في 15 سبتمبر/أيلول، مع الإعلان عن الفائز في نوفمبر/تشرين الثاني.

سيرة تشبه شخصياتها

في عام 1972، تزوجت مانتل من عالم الجيولوجيا جيرالد ماكوين، وفي عام 1974، بدأت في كتابة رواية عن الثورة الفرنسية، ونشرت لاحقًا عام 1992، وفي عام 1977 انتقلت مانتل إلى بوتسوانا مع زوجها حيث عاشا لمدة خمس سنوات.

وفي وقت لاحق، أمضوا أربع سنوات في جدة بالسعودية، ونشرت مانتل رواية ومذكرات عن هذه الفترة، وقالت فيها إنها بعد مغادرة جدة شعرت بأنه "أسعد يوم في حياتها"!

وأشاد النقاد برواية مانتل الطويلة لعام 2009 "قصر الذئاب" (Wolf Hall)، التي كانت أول ثلاثية توماس كرومويل، وتلقت عليها جائزة بوكر مان في العام نفسه، ووصفت لجنة الحكام الرواية بالقول إنها "قطعة غير عادية من رواية القصص"، بينما قالت مانتل عند تسلم الجائزة إنها ستنفق أموالها على النزوات الشخصية.

وأكملت مانتل في 2012 القصة بجزء ثان من الثلاثية حمل عنوان "أخرجوا الجثث" (Bring Up the Bodies)، لتفوز بجائزة بوكر مان للمرة الثانية، وتصبح أول كاتب بريطاني وأول امرأة تفوز بالجائزة المرموقة أكثر من مرة.

وحولت بعض الروايات إلى مسرحيات فنية أنتجتها شركة رويال شكسبير، كما تم إنتاجها كمسلسل مصغر لـ "بي بي سي".

السير توماس كرومويل

كان كرومويل (1485-1540) رجل دولة إنجليزي ووزير الملك هنري الثامن الذي تسبب بفصل كنيسة إنجلترا عن الكنيسة الكاثوليكية، نتيجة نزواته الشخصية وزيجاته المتعددة، ورغم نشأته البسيطة ترقى كرومويل في المناصب، متبنيا مشاريع للإصلاح والتحديث على حساب مكانة الكنيسة وامتيازات النبلاء.

وساهمت خطواته الجريئة في صناعة الكثير من الأعداء الذين وصفوه بالغرور، وتم قطع رأسه في النهاية بأوامر من الملك، بعد أن اعتبر واحدا من أقوى المؤيدين للإصلاح الإنجليزي، الذي حوّل البريطانيين إلى أمة من البروتستانت بعد أن كانوا تابعين للكنيسة الكاثوليكية.

وساعد كرومويل في إبطال زواج الملك من زوجته رغم رفض البابا الكاثوليكي للطلاق، وصادق البرلمان على تنصيب الملك رأسا للكنيسة الإنجليزية، ما منحه السلطة لإلغاء زواجه القائم والزواج من عشيقته آن بولين بشكل قانوني، ومع ذلك ساءت علاقة السير كرومويل ببولين، التي اعتقدت أنه تآمر عليها لصالح الملك الذي أصبحت له عشيقة جديدة.

ولعب مستشار الملك ووزيره دورا كبيرا في التوتر بين الكنيسة والملك، فبعد إقرار قانون السيادة الذي يبسط بموجبه الملك سلطته على الدولة والكنيسة في آن، رفض بعض الرهبان ورجال الدين مراسيم الملك، ما تسبب في حبسهم بقرارات قضائية شجع عليها كرومويل وتضمنت حل الأديرة ومصادرة ممتلكاتها.

ولكون الملك يعتنق المذهب الكاثوليكي فقد توسع في ملاحقة البروتستانت الذين يرفضون الكاثوليكية، وفي الوقت ذاته لاحق الكاثوليك الذين لا يقرون بسيادته على الكنيسة ويتبعون البابا بدلاً عن ذلك.

ولم تنجب آن بولين وريثا ذكرا للملك كما كان يتمنى، وتخلص منها الملك في النهاية باتهامها بالخيانة وتهديد المملكة وقطع رأسها سنة 1536.

ولم تتوقف التوترات الدموية حتى بعد وفاة الملك، حيث ألغت ابنته من زوجته الأولى الملكة ماري الأولى قوانين الإصلاح الديني ولاحقت البروتستانت وقُتل العديد من مساندي الإصلاح الملكي في عهد أبيها.

المصدر : الجزيرة + وكالات