مكتبة "الرئاسة".. صرح الثقافة المفتوح للجميع في العاصمة التركية

تجذب مكتبة "الرئاسة" الزاخرة بملايين الكتب والتي تعد أكبر مكتبة في تركيا اهتمام آلاف المواطنين الأتراك والمقيمين، حيث ترحب بعشاق الكتب من جميع الأعمار وتأخذهم في رحلة ثقافية ومعرفية. 

وجرى افتتاح المكتبة من قبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمشاركة رئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيايف وعدد كبير من المدعوين في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة في 20 فبراير/شباط الجاري.

وتم تصميم المكتبة -التي تعتبر الأكبر في تركيا- بالمزج بين الفنين السلجوقي والعثماني، إضافة إلى الفن المعاصر.   

وبدأت أعمال التشييد عام 2016 بمساحة مغلقة بلغت 125 ألف متر مربع، وبقدرة استيعابية تقدر بـ5 آلاف شخص.

وتحتوي المكتبة على 4 ملايين كتاب مطبوع، وأكثر من 120 مليون منشور إلكتروني، إضافة إلى 550 ألف كتاب إلكتروني، وكتب أثرية نادرة.

بدأت المكتبة باستقبال زوارها من الأتراك وكافة الجنسيات منذ اليوم الأول لافتتاحها، حيث زارها في اليوم الأول حوالي 6 آلاف شخص، وفقا للمعلومات التي جمعها مراسل الأناضول، وتستقبل المكتبة زوارها طوال أيام الأسبوع وعلى مدار 24 ساعة.  

ويستطيع المواطنون والمقيمون الحصول على عضوية المكتبة من خلال بوابة الحكومة الإلكترونية على شبكة الإنترنت، كما يمكن للمواطنين الأجانب أيضا الاستفادة من خدمات المكتبة من خلال استصدار "بطاقات دخول مؤقتة".

وبالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات فقد خصصت المكتبة أقساما خاصة لهم، للمساهمة في زيادة تعلقهم بالكتاب.

وشيدت مكتبة الرئاسة مكتبة خاصة بالأطفال تدعى مكتبة "نصر الدين خوجة" (جحا بالأدبيات العربية)، ويمكن للطفل أن يتنقل بين مجموعات مكونة من 25 ألف كتاب.

كما تحتوي على مكتبة للشباب ومكتبة صوتية وقاعات للفيديو مخصصة للمستخدمين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاما، ويقدم الشاي والقهوة والمياه والكعك للزوار مجانا. 

مصحف ومخطوطات
وتوفر المكتبة لزوارها فرصة مشاهدة 78 مخطوطة تتبع لرئاسة هيئة المخطوطات التركية ومتحف الفنون التركية والإسلامية ومتحف آيا صوفيا ومتاحف إسطنبول للآثار القديمة ومكتبة جامعة إسطنبول للمخطوطات النادرة ومتحف قصر توب كابي من خلال زيارة معرض "أثر الحبر والمخطوطات" ضمن مكتبة الرئاسة.

ويحتوي المعرض على نسخة من كتاب "ديوان لغات الترك"، وهو أول قاموس تركي عربي شامل وأطلس جغرافي أعده اللغوي التركي محمود الكاشغري في الفترة بين 1072 و1074 في بغداد عاصمة الخلافة العباسية آنذاك.

ويحتوي أيضا على عينات من الشعر التركي القديم، والتي مثلت جميع أنواع الشعر الرئيسية من ملاحم وأدب وحكمة وشعر غنائي ورثائي.

وإضافة إلى ما سبق، يحتوي المعرض أيضا على كتب أدعية باللغة السريانية، والعهدين القديم والجديد (التوراة والإنجيل)، إضافة إلى مصحف شريف يزن 65 كيلوغراما.      

أما المعرض -الذي يحمل اسم "الخط السلطاني" (خط همايون)- فهو يحتوي على آلاف المراسيم السلطانية المختارة من ملايين الوثائق الصادرة في عهد الإمبراطورية العثمانية والعهد الجمهوري الأول والموجودة في المحفوظات الوطنية (الأرشيفات) التي تحمل اسم "خزينة الأفكار".     

ويتضمن المعرض العديد من المراسيم السلطانية الصادرة في فترات تاريخية مختلفة، بدءا من عهد السلطان العثماني سليمان القانوني وحتى عهد السلطان وحيد الدين آخر سلاطين آل عثمان.

المصدر : وكالة الأناضول