زيارات ومعارض ومهرجانات.. قطر تكشف عن فعاليات العام الثقافي مع فرنسا

العام الثقافي القطري الفرنسي يعبر عن العلاقات القوية بين البلدين

عماد مراد-الدوحة

عام من التبادل المعرفي والثقافي مع فرنسا أعلنته قطر اليوم في تقليد سنوي منذ عام 2012، حيث تتعاون متاحف قطر مع دولة مختلفة كل عام في أنشطة تسهم في تعزيز التفاهم بين البلدين، وتتيح الفرصة أمام شعبيهما للاطلاع على ثقافة وعادات وإبداعات الطرف الآخر.

وبعد اختتام العام الثقافي بين قطر والهند الذي كان حافلا بالفعاليات خلال العام الماضي سيكون عام 2020 على موعد مع سلسلة من الأنشطة الثقافية والترفيهية مع فرنسا في إطار العام الثقافي القطري الفرنسي الذي سيوفر للجمهور في البلدين تجارب مميزة مليئة بالمتعة والتشويق، وللتعبير عن العلاقات الوطيدة بين الدوحة وباريس.

النسخة التاسعة من برنامج العام الثقافي -التي كشف عنها اليوم خلال مؤتمر صحفي بمتحف قطر الوطني- ستشمل باقة واسعة من المعارض والمهرجانات وأنشطة التبادل المعرفي والثقافي تقام على مدار 12 شهرا في كل من قطر وفرنسا.

فعاليات عدة
انطلاق الفعاليات سيكون في العاشر من يناير/كانون الثاني الجاري، حيث ستحتضن دار الأوبرا القطرية بالحي الثقافي "كتارا" حفل أوركسترا قطر الفلهارمونية من خلال عزف باقة من كلاسيكيات الموسيقى الفرنسية المميزة تحت قيادة مارك بيوليه أحد أكثر أبناء عصره إمتاعا وتنوعا في مجال الموسيقى.

جانب من حضور المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن فعاليات العام الثقافي القطري الفرنسي(الجزيرة نت)
جانب من حضور المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن فعاليات العام الثقافي القطري الفرنسي(الجزيرة نت)

وخلال فبراير/شباط المقبل، سيحتضن قصر طوكيو في باريس معرضا بارزا في الفن المعاصر بعنوان "العالم يحترق" من تنظيم المتحف العربي للفن الحديث وقصر طوكيو في باريس.

وسيضم المعرض أعمالا لفنانين من قطر ومنطقة الخليج، هذا إلى جانب مشاركة مؤسسة الدوحة للأفلام بعدد من العروض السينمائية في مهرجان كان السينمائي الدولي ومهرجان "كليرمون فيران" للأفلام القصيرة، فضلا عن عروض "أسبوع الثقافة القطرية" الذي سيقام في أكتوبر/تشرين الأول 2020 بمعهد العالم العربي في باريس.

وفي مارس/آذار سينظم "كراج غاليري" في مطافئ معرضا بعنوان "أستديوهات بيكاسو"، وسيضم المعرض مجموعة من الروائع الفنية التي أبدعها الفنان بابلو بيكاسو أحد أشهر فناني القرن العشرين، وهي أعمال ستستعار من متحف بيكاسو الوطني في باريس، وسيحتضن الشهر ذاته أيضا معرضا للفنانة إيتو بارادا.

وفي خريف هذا العام ستستضيف صالة المعارض المؤقتة في متحف قطر الوطني معرضا تحت إشراف مؤرخة الفن الفرنسي المشهورة كاثرين جرونييه يناقش موضوع الابتكار الباريسي الهائل في الفن الحديث، في حين يستعرض غاليري متاحف قطر-الرواق أعمالا للفنان الفرنسي المعاصر فيليب بارينو، هذا فضلا عن العديد من الفعاليات الأخرى التي سيعلن عنها خلال العام الجاري.

تواصل دائم
ويرى وزير الثقافة والرياضة القطري صلاح بن غانم العلي أن بلاده على تواصل دائم مع شعوب العالم كافة وترحب بهم على أرضها عبر العديد من الأنشطة، إلا أن الأنشطة المصممة خصيصا للعام الثقافي لها طابع خاص ومكانة مميزة وتحظى باهتمام ومشاركة كبيرة.

وزير الثقافة والرياضة القطري يؤكد أن بلده يشجع التعاون مع كافة شعوب العالم(الجزيرة نت)
وزير الثقافة والرياضة القطري يؤكد أن بلده يشجع التعاون مع كافة شعوب العالم(الجزيرة نت)

وأعرب الوزير القطري عن تطلعه لأن يحقق العام الثقافي القطري الفرنسي الأهداف المرجوة منه، لتعريف فرنسا بأفضل ما في قطر وجلب أفضل ما في فرنسا إلى قطر، داعيا الشعبين القطري والفرنسي إلى مشاركة أفكارهما وتجاربهما، وأن يغتنما هذه الفرصة لتعزيز علاقاتهما.

واتفق سفير فرنسا لدى قطر فرانك جيلي مع تصريحات وزير الثقافة والرياضة القطرية، مؤكدا أن برنامج العام الثقافي قطر فرنسا 2020 سيواصل تعزيز لغة التفاهم المشترك وتوطيد أواصر الصداقة وأوجه الدعم بين البلدين، معبرا عن فخره بهذا التعاون بين الجانبين.

ويضيف جيلي أن برنامج العام الثقافي يتزامن مع علاقات قطرية فرنسية رائعة في المجالات كافة، معددا أوجه التعاون التي شهدها العام الماضي بالقول "تبادلنا زيارات رفيعة المستوى، ووقعنا سبع اتفاقيات مهمة في مجالات الدفاع والأمن والتعليم العالي والثقافة، ناهيك عن مستوى التعاون التجاري الثنائي الحيوي بين بلدينا الذي يشهد ازدهارا في الوقت الحالي، فقد ارتفع مؤخرا بنسبة ملحوظة بلغت 33% خلال العام، بالإضافة إلى التعاون الهائل في المجالات الثقافية".

أما رئيسة قسم الأعوام الثقافية في متاحف قطر عائشة العطية فأكدت في تصريح للجزيرة نت أن الهدف من الأعوام الثقافية -التي تحرص قطر على تدشينها سنويا- هو تشجيع الجماهير في قطر ودول الأعوام الثقافية على التبادل الثقافي والمعرفي وفهم الآخر، مشددة على أن العام الثقافي لا ينتهي بنهاية السنة ولكنه يستمر وفقا لأطر التعاون التي شهدها العام الثقافي، ويتم تشجيعها حتى بعد نهاية العام الثقافي.

وبشأن مغزى الإعلان عن العام الثقافي مع فرنسا في متحف قطر الوطني، قالت العطية إن مكان الإعلان له مغزى كبير، فهذا الصرح هو عنوان للتبادل الثقافي بين البلدين بالنظر إلى أن مصمم متحف قطر الوطني هو المهندس المعماري الفرنسي جان نوفيل، فضلا عن أن هذا المتحف هو بوابة فتحتها قطر للتعاون الثقافي مع العالم.

المصدر : الجزيرة