مثقفون تونسيون في انتخابات الرئاسة.. إشادة بالديمقراطية وتباين الخيارات

Omran Abdullah - الهيئة العليا للانتخابات تعلن نسب المشاركة في الاقتراع (رويترز) - مثقفون تونسيون في انتخابات الرئاسة.. إشادة بالديموقراطية وتباين الخيارات
الهيئة العليا للانتخابات تعلن نسب المشاركة في الاقتراع (رويترز)

تباينت آراء المثقفين والكتاب التونسيين من انتخابات الرئاسة التونسية، التي أسفرت عن تصدر المرشح المستقل قيس سعيّد، يليه رجل الأعمال الموقوف المرشح عن حزب "قلب تونس" نبيل القروي، ليمرا معا إلى الدور الثاني، في حين جاء مرشح حزب حركة النهضة في المرتبة الثالثة، وحلّ بعدهم وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي، ثم رئيس الحكومة يوسف الشاهد.

وعبّر جمع من المثقفين عن ثقتهم في خيارات الناخب التونسي، وأبدى كثير من المثقفين مواقفهم السياسية بصراحة، مفضلين مرشح بعينه على المرشحين الآخرين، ومع ذلك غلب على تعليقات المثقفين قبول نتائج العملية الانتخابية.

واعتبر الروائي التونسي كمال الرياحي أن اختيار قيس "فرضه الشباب اليائس من السياسيين"، مشيرا إلى أن ما حدث يعد "ثورة ناعمة"، وأضاف أن الشعب الذي جرى تهديده بانقلاب عسكري على الثورة ومحاصرة البرلمان بالدبابات، قام بانقلاب وأتى بأستاذ للقانون الدستوري، متصدرا نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات.

وطالب الروائي -الذي فازت روايته "المشرط" بجائزة الكومار الذهبي عام 2007 لأفضل رواية تونسية- الشعب التونسي بالالتفاف حول سعيد "لإنقاذ تونس"، مؤكدا أن هذه هي الديمقراطية التي يجب أن نقبل بها جميعا.

وأعرب الفيلسوف التونسي محمد الحبيب المرزوقي عن تأييده المرشح المستقل، ودعا للتصويت لسعيد "ضد المافيا"، رغم عدم رضاه عنه، ودعا المرزوقي -الذي سبق أن انتخب عضوا في المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) عن حركة النهضة- لمواصلة الثورة "إما في الحكم أو في المعارضة"، مجددا دعوته لحركة النهضة لتفضيل خيار معارضة ذات وزن على مشاركة تابعة في الحكم، حسب تعبيره. 

وأبدت الأكاديمية والكاتبة التونسية ألفة يوسف بعد نتائج الانتخابات عدم ندمها على مساندة المرشح عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع التونسي السابق، وانتقدت -في الوقت ذاته- ما أسمته "الأنانية وغياب النضج السياسي".

وكتب الروائي والقاص عبد القادر اللطيفي قائلاً إنه لم يصوّت لقيس سعيد، ولكنه يشعر بالرضا عن صعود مرشح غير أيديولوجي.

وفي مفارقة عائلية معتادة في تونس، كتبت صاحبة "امرأة من زمن الثورة" الكاتبة فاطمة بن محمود قائلة إنها وابنتها انتخبتا مرشحين مختلفين. 

قلق وترقب
وأبدى صاحب رواية "برج الرومي" الأديب سمير ساسي تخوفه من عدم الاستقرار، سواء وصل سعيد أو القروي لمنصب الرئاسة، وكتب "الأحزاب كلها في سكرتهم يعمهون".

ونشر الشاعر والروائي نصر سامي قصيدة من ديوانه "سفر البوعزيزي" بمناسبة الانتخابات، وقال متهكما: 

انتخبهم مرّة أخرى

لأنّ اللّه في عليائه،

أسرى بهم

وبنى لهم جنّاته

وأمدّهم، من دوننا، بالحكمة العمياء:

أن يرثوا تراث جدودنا

ويستبيحوا، هم وحاميهم، جميع حدودنا.

وأغلقت أبواب الاقتراع للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في تونس أبوابها مساء الأحد، بنسبة تصويت بلغت 45% في الداخل، و27.4% في الخارج، حسب ما أعلنته الهيئة العليا للانتخابات، واعتبرت أرقام المشاركة ضعيفة ودون المستوى المأمول، وتحدث مراقبون عن ضعف المشاركة من فئة الشباب. 

ومن المرتقب أن تجرى جولة ثانية من انتخابات الرئاسة في تونس نهاية الشهر الجاري أو مطلع الشهر المقبل بين المرشح المستقل والأستاذ الجامعي قيس سعيد، ومرشح حزب "قلب تونس" نبيل القروي، الموقوف على ذمة قضية تبييض أموال وتهرب ضريبي، بعد الانتهاء من فترة الطعون والحملة الانتخابية للدور الثاني.

المصدر : الجزيرة