فنانون يواكبون الثورة الشعبية في السودان بالقصائد والألحان

Omran Abdullah - أغاني ماو ألهبت حماس المعتصمين وكانت تبث عبر مكبرات الصوت في ساحة الاعتصام (مواقع التواصل) - أناشيد الانتفاضة السودانية.. فنانون واكبوا الثورة الشعبية بقصائدهم وألحانهم
الاعتصام غصّ بالأشعار والأغاني الشعبية والشعارات ذات الإيقاع الموسيقي خلال الثورة بالسودان (الجزيرة)
هبت رياح الحرية على أوساط الفنانين المستقلين في السودان، وانضموا بحماسة إلى الانتفاضة الشعبية التي دفعت الجيش إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير في نيسان/أبريل الماضي، ونظموا على أنغام موسيقى الراب والهيب هوب والإيقاعات الأفريقية أناشيد تماهت مع شعارات المحتجين وتناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي.
وغص الاعتصام بالأشعار والأغاني الشعبية والهتاف والشعارات ذات الإيقاع الموسيقي خلال الثورة بسبب ارتباط السودانيين بالموسيقى وميلهم لها، وحفظهم الأغاني والأشعار عن ظهر قلب.

وظل الغناء الثوري حاضرا منذ بدايات مقاومة المستعمر البريطاني، وحفز على اندلاع ثورة التغيير التي أطاحت بحكم العسكر بقيادة إبراهيم عبود منتصف ستينيات القرن الماضي، وعلى خروج المحتجين إلى الشارع في انتفاضة أبريل/نيسان 1985.

ويقول الطبيب عبد القادر (ثلاثون عاماً) -الذي يعرف في أوساط الفنانين باسم قدورة- "لقد كسرت الثورة حاجز الخوف، وباتت الأغاني أكثر جرأة. كنت مضطراً سابقا للجوء إلى الصور المستعارة للتعبير عن مواقفي السياسية أو التطرق لقضايا سياسية حساسة في الأغاني".

فض الاعتصام
يتحدث قدورة -الذي يعاين مرضاه في الصباح بمركز صحي ويتفرغ في المساء لموسيقى الراب- في آخر أغنية له بعنوان الدم عن فض الاعتصام الدامي أمام مقر الجيش بالخرطوم في الثالث من يونيو/حزيران الجاري، واتهم فيها قادة الاحتجاج قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن القمع العنيف للاعتصام.

وتقول كلمات أغنيته "الشعب طلع بشعار سلمية كايسين (باحثين) عن حرية، قابلتوه بمليشيات بربرية، الدم داه يفضل وشم في جبهتك للأبد".

وغنى أيمن ماو المقيم بأميركا طوال أربعة أشهر ونحو ثلاثة أسابيع من الاحتجاجات والاعتصامات أمام القيادة العامة للجيش لإلهام الثوار السودانيين قبل أن يلتحق بهم في ساحة الاعتصام بالخرطوم.

ويغني ماو على نسق أغاني الريغي والراب، ويعد ظاهرة ثورية في طريقة غنائه التي قد لا تتوافق مع الشرائح التقليدية بالسودان، غير أنها تحظى بإعجاب الشباب الذين شكّلوا وقود الحراك ونجحوا في اقتلاع النظام.

منبر الثورة
يتذكر الفنانون بألم الأجواء الاحتفالية التي سادت خلال فترة الاعتصام، ويقول أحمد حكمت المبرمج في إذاعة راديو كابيتال التي تبث باللغة الإنجليزية من داخل فيلا صغيرة "كانت هناك أنواع مختلفة من الموسيقى وساحة الاعتصام كانت منبراً للإبداع لكن ما من منصة لنشر أناشيد "الثورة" أفضل من الإنترنت، أداة التواصل الرئيسية".

ويضيف "كنا نكافح ضد النظام القديم من خلال الإنترنت، والآن نحن محرومون من وسيلة التواصل الرئيسية بالنسبة لنا، فمنذ فض الاعتصام باتت خدمة الإنترنت مقطوعة عن الهواتف الجوالة".

ويتحدث المغني مامان (28 عاما) عن الاعتصام بعبارات حالمة، ويقول "كنت أذهب إلى الاعتصام وأعود إلى الأستوديو مفعماً بالطاقة. لقد عبر الاعتصام عما نريده بالضبط لحياتنا في المستقبل".

ويغني مامان على أنغام غيتار كهربائي بصوت خشن يجود بنغمات خارجة من الحلق يتميز بها مغنو الفولكلور السوداني باللهجة المحلية قصيدة أنغورا التي تشكل مزيجاً من الكلمات العربية والإنجليزية، و"أقف بكورك ساعة، داير سلام عدالة، تي شيرت دم لي ماما، خبرو بنيتي عن باباها".

المصدر : الجزيرة