ديوان العرب وتحولاته في مهرجان المربد الشعري بالبصرة
عمار الصالح-البصرة
مجلس الشعر العربي
يقول رئيس اتحاد أدباء البصرة سلمان كاصد إن "المربد يعتبر مجسا للشعر العربي، يقام سنويا لأجل فهم التحولات الشعرية العربية، وإن لم نجدها كاملة فنجد ملامحها وتغيراتها وأفكارها، فالجديد في الشعر العربي يظهر في المربد".
ويتضمن المهرجان في دورته الجديدة سبع جلسات شعرية وأربع جلسات نقدية تتناول محاور كثيرة، منها الثقافة والسلطة والهوية الثقافية والشعر والرواية وارتحال الهوية الثقافية، فضلا عن بحوث تتعلق بسوسيولوجية الثقافة، لنرصد وجود تحولات اجتماعية ثقافية كبرى أم لا، وهذا ما ستطرحه المحاور النقاشية.
ويشارك في فعاليات المهرجان نحو ستين شاعرا وأديبا وناقدا عربيا وأجنبيا، فضلا عن الأدباء العراقيين.
وأوضح رئيس الاتحاد العام للأدباء العراقيين إبراهيم الخياط أن الاتحاد اكتفى بحضور جلسات المهرجان دون المشاركة فيها، وذلك لأسباب فنية، وقال "إن هذا الموقف لا يحمل أي بعد آخر، والمربد يحمل أكثر من رسالة وهو يمثل تجديدا لمهرجان مرّ عليه قرابة ألف عام"، معتبرا أن التجديد لا يتمثل في أن نعيش على مجد قديم، ولكن فوز الشعراء العراقيين بجوائز عربية وعالمية مؤشر على أن النهضة الشعرية والأدبية الثقافية متواصلة ولم تتوقف.
في المقابل، أكد الكاتب حامد الظالمي أن عدم مشاركة الاتحاد العام للأدباء العراقيين يأتي بسبب رغبته في تأجيل موعد المهرجان حتى إكمال انتخابات الاتحاد التي تقام بعد شهرين تقريبا، فيما تبنى اتحاد أدباء البصرة إقامة المهرجان في هذا الموعد، وهذا كان مصدر الخلاف، ويعتقد أن هذه التقاطعات لم تؤثر على إقامة المهرجان.
خلفية تاريخية
وانطلقت أولى دورات مهرجان المربد الشعري في الأول من أبريل/نيسان 1971، قبل أن يتم نقله عام 1985 من مدينته الأم إلى بغداد بسبب ظروف الحرب العراقية الإيرانية، وفق ما ذكره الأديب جاسم العايف.
وبلغت دورات المهرجان 18 دورة حتى عام 2002، ثم استؤنفت عام 2004 بجهود شخصية من قبل أدباء بصريين، وكانت رسالة المنظمين حينها هي أن "العراق لن يموت وثقافة العراق لن تندحر".
ويرى جاسم العايف أن المربد سمة من سمات البصرة، ويضيف "لن نتنازل عنه ليكون خارج البصرة، كون المدينة تضم كل الثقافات العربية، والبصرة من دون المربد لن تموت لكنها ستخسر قيمتها".
وترى الشاعرة السورية سمية صالح أن المربد من أهم المهرجانات الشعرية التي تقام حاليا في الوطن العربي، وأن المشاركة فيه قيمة مضافة لأي شاعر ويحمّله مسؤولية أكبر.
وقالت سمية التي تشارك في فعاليات المهرجان إن "ما يميز هذا النشاط الثقافي هو الاستمرارية والدورات المتلاحقة التي لم تتوقف عند حد معين، كما تمنح مشاركة الشعراء من مختلف البلدان العربية فرصة للتنوع الثقافي العربي".