أسوار المياه تصبح مركزا ثقافيا.. المكسيك تغلق آخر "سجن جزيرة"

Omran Abdullah - جزيرة مارياس - أسوار المياه ستصبح مركزاً ثقافياً.. المكسيك تغلق آخر سجن تأسس كجزيرة معزولة
سجن "مارياس" تأسس عام 1905 وبإغلاقه تنتهي حقبة السجون المعزولة على الجزر النائية (مواقع التواصل)

عمران عبد الله

أغلقت المكسيك جزيرتها الجزائية المعروفة باسم سجن "مارياس" الذي تأسس عام 1905 ويعتبر آخر مؤسسة تأديب، وهو عبارة عن جزيرة معزولة في المنطقة التي اشتهرت سابقا بالسجون التي تشكلها الجزر النائية.

ووقع رئيس البلاد أندريس مانويل لوبيز أوبرادور قراراً في مؤتمره الصحفي صباح الاثنين الماضي، يقضي بإغلاق السجن الاتحادي على جزيرة "مارياس"، على بعد نحو 100 كلم من ساحل المكسيك المطل على المحيط الهادي. وقال إنه يريد زيادة المدارس وتقليل السجناء، واصفاً السجن بأنه تاريخ من العقوبات والتعذيب والقمع على مدى أكثر من قرن من الزمان.

وأضاف أوبرادور أن بلاده ستنقل نحو ثلثي النزلاء المتبقين -وعددهم 659 فردا- إلى أماكن أخرى، بينما ستفرج عن نحو 200 آخرين من الجزيرة، وسيتم تحويل أربع جزر -بينها جزيرة السجن- إلى مركز تعليم ثقافي وبيئي.

وتابع أن المركز الثقافي الجديد في جزيرة "مارياس" سيُسمى "خوسيه ريفولتاس"، وهو اسم الروائي الذي سُجِن هناك مرتين لنشاطه السياسي وكتب فيها رواية "أسوار المياه".


سجن
سجن "مارياس" يقع على بعد نحو 100 كلم من ساحل المكسيك المطل على المحيط الهادي (الجزيرة)

من أفضل المرافق الإصلاحية
لكن السجن المعزول على جزيرة أصبح مفيداً في السنوات الأخيرة بحسب آخرين، خاصة بعدما أغرقت حملة المكسيك ضد عصابات المخدرات والجريمة المنظمة السجون بالنزلاء الجدد. وقد أعرب بعض العاملين في قطاع السجون المكسيكي عن استيائهم من قرار الرئيس.

كما يعتبر سجن "مارياس" أحد أفضل المرافق الإصلاحية وأكثرها إنسانية في المكسيك، وفقاً للجنة الوطنية لحقوق الإنسان، في بلد غالباً ما ينتشر فيه الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان في السجون.

وانتقد باولا زافالا صائب المدير السابق لمعهد إعادة الدمج الاجتماعي التابع لحكومة مكسيكو سيتي إغلاق السجن المذكور، معتبرا إياه النموذج الفعّال الوحيد لإعادة الإدماج الاجتماعي.

نهاية حقبة
تأتي خطوة المكسيك الأخيرة لتغلق تاريخاً طويلا من مستعمرات الجزر الجزائية، بعدما أغلقت تشيلي جزيرة سجن "سانتا ماريا" أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وأُغلقت مستعمرة "سان ريكا" في كوستاريكا عام 1991، وجزيرة "إيسلا غراندي" في البرازيل عام 1994، وكتبت بيرو بشكل مثير نهاية سجن جزيرة "إيل فرونتون" عام 1986 عندما ضربت زوارق حربية مباني السجن لإخماد أعمال شغب، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 سجين.

واستُخدمت جزر المستعمرات الجزائية في جميع أنحاء العالم ابتداءً من القرن الثامن عشر كأماكن منعزلة لا يمكن الهرب منها، ويتم "إعادة تأهيل" النزلاء فيها عبر الأشغال الشاقة، لكن التجربة شابتها العديد من السلبيات بالنسبة للنزلاء وحتى للبيئة الطبيعية التي تضررت.

وذكرت الحكومة المكسيكية أنها تتكلف قرابة 150 دولارا يوميا لإيواء كل نزيل في جزيرة مارياس، وهي أرقام أعلى بكثير من السجون الأخرى. كما تتعرض الجزر للضرر بشكل روتيني بسبب الأعاصير التي تسبب آخرها في ضرر قدره 150 مليون دولار في مرافق السجن.

وكان آخر سجن من هذا النوع في الأميركتين هو مستعمرة جزر كويبا في بنما، وقد أغلق عام 2005 وتحول إلى محمية طبيعية وبدأت نباتات الغابة تملأ المباني المتهالكة ببطء، وبقيت شواهد القبور كنصب تذكاري على تاريخ المكان المظلم، وهو ما يتوقع أن يحدث أيضاً مع سجن "مارياس".

المصدر : الجزيرة