غرق التايتانيك وابتكارات وأوبئة.. عندما تصدق تنبؤات القلم

FALMOUTH, ENGLAND - MARCH 06: Titanic 'tat' that is being displayed as part of the new Titanic Stories exhibition at the National Maritime Museum Cornwall in Falmouth is pictured on March 6, 2018 in Cornwall, England. The new exhibition, which opens on Thursday and runs until January 2019, aims to reappraise many of the myths that still linger around one if the most well-known historic events of the 20th century. Included in the exhibition are a number of rare and never-seen-before objects related to the infamous sinking, a collection of Titanic 'tat', a dress from the 1997 film starring Kate Winslet and and a full size replica lifeboat commissioned and built by National Maritime Museum (Photo by Matt Cardy/Getty Images)
الكاتب الأميركي مورغان روبرتسون تحدث في روايته "حطام السفينة التيتان" (1889) عن اصطدام سفينة بجبل جليدي في المحيط الأطلسي (غيتي)

تحدث الكثير من مؤلفي كتب الخيال العلمي عن مستقبل البشرية، وتنبأ العديد منهم بالاكتشافات العلمية والأحداث السياسية والتغيرات التي ستطرأ على الحياة اليومية.

ورصد تقرير بموقع "أف بي ري" الروسي حالات كتّاب توقعوا الأحداث المستقبلية في مؤلفاتهم. وفي هذا الصدد، ظهر الهاتف المحمول وجهاز الرد على المكالمات لأول مرة على صفحات رواية المؤلف يوري دولغوشين "صانع المعجزات"، التي صدرت سنة 1939.

وقد اخترع بطل الرواية نيكولاي تونغوسوف هاتفا لاسلكيا يعمل أساسا بالموجات الصغرية. بدوره، اختبر الاتحاد السوفياتي النموذج الأول لوسيلة الاتصال هذه عام 1957 من قبل ليونيد كوبريانوفيتش.

وظهر أول هاتف حقيقي بالولايات المتحدة عام 1973، مما يعني أن دولغوشين كان أول من ذكر فكرة الهاتف المحمول قبل 34 سنة من صدور النسخة الحقيقية من هذا الجهاز.

من جهته، وصف راي برادبري في روايته "فهرنهايت 451″، السماعات المصغرة التي يتم إدخالها مباشرة في الأذنين. وفي الرواية نفسها، ذكر برادبري بعض الابتكارات البارزة في العالم الحديث على غرار سماعات الرأس اللاسلكية وأجهزة التلفاز المسطحة وبعض الأجهزة الأخرى.

‪فكرة الهاتف وردت قبل عقود في روايات الخيال العلمي‬ (رويترز)
‪فكرة الهاتف وردت قبل عقود في روايات الخيال العلمي‬ (رويترز)

اكتشافات فلكية
وجاء في التقرير أن البعض كان على دراية بوجود الأجسام الفضائية قبل وقت طويل من اكتشافها بالفعل. ففي سنة 1726، ذكر جوناثان سويفت مؤلف رواية "رحلات جليفر" في جزيرة لابوتا، أنه ضمن دراسة قام بها فلكيون محليون تم اكتشاف قمرين في مدار المريخ.

وفي سنة 1877 صُنع منظار (تلسكوب) بتقنيات متطورة للتأكد من خيال وتوقعات الكاتب. ونتيجة للأبحاث، تم التوصل إلى أن قمر فوبوس وديموس من أقرب الأقمار التي تدور حول كوكب المريخ.

يصف إدموند هاميلتون في روايته "فارس الفضاء" مغامرات الشخصية الرئيسية على كوكب بلوتو. وفي هذه الرواية، يتحدث الكاتب خصوصا عن الأقمار الثلاثة لهذا الكوكب القزم، وهي شارون، وسيربيروس، وستيكس. في الحقيقة، وحتى سنة 1940، لم يتمكن العلم من التعرف على أقمار كوكب بلوتو، لذلك سمح المؤلف لنفسه بإطلاق أسماء مستوحاة من الأساطير اليونانية على هذه الأقمار.

وبعد مرور 38 عاما على إصدار هاميلتون روايته، اكتشف العلماء القمر الأكبر للكوكب القزم بلوتو "شارون". وفي عامي 2011 و2012 تم اكتشاف بقية الأجسام التي ذكرها هاميلتون.

عالم الفضاء
على صعيد آخر، وفي رواية "أوديسة الفضاء"، يقصف آرثر كلارك المذنب من أجل الحصول على مادة تخول له دراسة تركيبته الكيميائية. وقد استُخدمت هذه الطريقة بالفعل سنة 2005 من طرف وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بعد مرور 47 سنة على تاريخ صدور الرواية.

وحسب التقرير، فإن الكاتب الفرنسي جول فيرن تطرق في روايته "من الأرض إلى القمر" الصادرة سنة 1867، إلى المهمة أبولو 11. وفي الرواية، طرح فيرن فكرة الأشرعة الشمسية لأول مرة، التي تُعتمد في العصر الحديث في بناء المحطات الفضائية.

‪العديد من الروائيين تنبؤوا بأمراض قاتلة تهدد الإنسان في المستقبل مثل هاري هاريسون في روايته
‪العديد من الروائيين تنبؤوا بأمراض قاتلة تهدد الإنسان في المستقبل مثل هاري هاريسون في روايته "طاعون من الفضاء" (1965)‬ (رويترز)

الأوبئة
وأوضحت كاتبة المقال أن العديد من الروائيين تنبؤوا بأمراض قاتلة تهدد الإنسان في المستقبل، مثل هاري هاريسون في روايته "طاعون من الفضاء" (1965)، وجاك لندن الذي توقع في رواية "الطاعون القرمزي" انقراض الجنس البشري سنة 2013، الأمر الذي بث الرعب في قلوب البعض، لا سيما مع تزامن هذا التاريخ مع انتشار وباء الإيبولا في أفريقيا.

اكتشافات طبية
وأفادت الكاتبة بأن طرق الوصول إلى علاجات للأمراض القاتلة من الأمور التي تثير قلق كتّاب الخيال العلمي.

وقد أحدثت رواية ماري شيلي "فرانكنشتاين" الصادرة عام 1818 ضجة كبيرة، وذلك بسبب وجهة نظرها الثورية تجاه الطب والأخلاق الطبية. ولم يظن أحد أن التنبؤات التي ذكرتها الكاتبة على غرار إنقاذ الحياة بمساعدة الكهرباء وزراعة الأعضاء، ستصبح واقعا.

وعندما نشر ألدوس هكسلي روايته الشهيرة عن عالم الواقع المرير سنة 1932، كانت الهندسة الوراثية مجرد خيال لا أكثر. لكن بعد مرور 40 عاما على صدور رواية "عالم جديد شجاع"، بدأت العديد من الأمور التي وصفها هكسلي تتحول إلى حقيقة ملموسة.

مجال السياسة
وفي عام 2013، انتشرت معلومات تفيد بتنصت أجهزة الاستخبارات الأميركية على المكالمات الهاتفية للدبلوماسيين الأجانب ورؤساء الدول الحليفة وغيرهم من كبار المسؤولين. وكان جورج أورويل قد تطرق في روايته "1948" لفكرة السيطرة الكاملة والرقابة الحكومية.

الحياة اليومية
نشر إدوارد بيلامي سنة 1888 روايته "النظر إلى الماضي"، التي ذكر فيها أن النقود سوف تختفي تماما من الحياة اليومية، مما سيدفع الجميع لاستخدام بطاقات الائتمان.

إضافة لذلك، ظهرت أول وسيلة للترجمة الفورية من لغة إلى أخرى في رواية "دليل المسافر إلى المجرة" للكاتب دوغلاس نويل آدمز. أما في رواية "غريب في أرض غريبة" الصادرة عام 1967، فتحدث روبرت أنسون هينلين عن الأسِرّة المائية الحديثة للمرة الأولى.

غرق التايتانيك
أفاد التقرير بأن الكاتب الأميركي مورغان روبرتسون تحدث في روايته "حطام السفينة التيتان" (1889) عن اصطدام سفينة بجبل جليدي في شمال المحيط الأطلسي، وغرق معظم ركابها، وهو ما وقع لسفينة التايتانيك. وقبل 14 سنة من وقوع الحادثة، وصف روبرتسون السفينة والأسباب التي أدت إلى غرقها.

معدات عسكرية وأسلحة
يعتبر هربرت جورج ويلز من الشخصيات الرائدة في مجال الخيال العالمي، إذ إنه لم يتوقع ظهور أنواع معينة من الأسلحة فحسب، بل تنبأ بتغير في طبيعة الحروب أيضا. من هذا المنطلق، وقبل 31 عاما من حدوث القصف الذرّي على هيروشيما وناكازاكي، وصف ويلز في روايته "تحرير العالم" القنبلة الذرية وعواقب استخدامها.

وفي الختام، أشارت كاتبة المقال إلى أن ويلز كشف في كتابه "الحرب في الفضاء" الصادر سنة 1907 عن تفاصيل القصف الجوي، والأزمة الاقتصادية الناتجة عن اضطرابات النقل، والتضخم وتدفقات اللاجئين.

المصدر : الصحافة الروسية