"حمدة وفسيكرة".. النسخة الخليجية من سندريلا

حمدة بطلة النسخة الخليجية من حكاية السندريلا
حمدة عانت من ظلم كبير على يد زوجة أبيها (الجزيرة نت)

عماد مراد-الدوحة

حكاية سندريلا التي يحملها العاشق على حصانه الأبيض لينقذها من ظلم الآخرين، تعد أشهر قصص الأطفال انتشارا حول العالم، إلا أن أبطال تلك القصة يتغيرون مع تغير المناطق، فعندما انتقلت حكاية سندريلا إلى الخليج باتت بطلتها تدعى "حمدة" وبات مخلصها من الظلم سمكة "فسيكرة".

وتدور أحداث قصة حمدة -المتوارثة شفهيا- على شاطئ البحر، حيث تأتي سمكة فسيكرة السحرية لتنقذ حمدة من زوجة الأب وتجمعها مع الشيخ الوسيم بعد أن عانت حمدة من ظلم كبير على يدها منذ وفاة والدتها، لتبرز الحكاية عناصر الظلم والإجحاف، وتظهر بالمقابل مكافأة المظلوم، وأن الظلم مهما قويت شوكته حتما سينهار.

ارتباط الشعب الخليجي عموما والقطري خصوصا بالبحر جاء بسبب رحلات الصيد والغوص التي كانت مصدر الرزق الوحيد لتلك المنطقة، فارتبطت كافة مناحي الحياة بما فيها الحكايات بالبحر وأسراره.

أحداث قصة حمدة وفسيكرة التي أعادت إحياءها الكاتبة وأستاذة علم الاجتماع في جامعة قطر كلثم بنت علي الغانم، مماثلة تماما في المغزى الذي تحتويه قصة سندريلا العالمية، التي تدور أحداثها حول فتاة تدعى سندريلا تعيش في ظروف صعبة تنقلب حياتها فجأة إلى حياة منعمة بعد أن كانت تعيش مع زوجة الأب كخادمة ولم يتبق لها أحد إلا بعض العصافير والفئران الذين أصبحوا أصدقاءها يساعدونها في أعمال البيت والتنظيف.

وتمر الأيام الصعبة إلى أن طلبها للزواج أمير تلك البلاد، فتتحول حياة سندريلا من البؤس إلى السعادة والمال، ليتحقق مغزى القصة القائمة على أن الظلم لا يدوم.

التراث القطري
الغانم التي بثت الحياة من جديدة في حكاية "حمدة وفسيكرة"، تعتبر أن التراث القطري بحاجة إلى المزيد من الاهتمام للمحافظة عليه من الضياع.

ارتباط الشعب الخليجي عموما والقطري خصوصا بالبحر جاء بسبب رحلات الصيد والغوص(الجزيرة نت)
ارتباط الشعب الخليجي عموما والقطري خصوصا بالبحر جاء بسبب رحلات الصيد والغوص(الجزيرة نت)

وتحدثت الغانم للجزيرة نت عن خصوصية المجتمع القطري والخليجي في الارتباط بالبحر، مشيرة إلى أن الغوص بحثا عن اللؤلؤ الذي كان المصدر الرئيسي للرزق، جعل البحر مصدرا للحكايات والأمثال وكذلك الأساطير لتحدث علاقة تفاعلية بين المجتمع القطري والبحر.

وأشارت الغانم إلى جهود سابقة لجمع تراث الحكايات الشعبية منذ أكثر من أربعين عاما، حيث تعاون على جمع هذا التراث عدد من الهيئات الحكومية والأهلية، علاوة على جهود بعض الأفراد، إضافة إلى مركز التراث الشعبي لدول مجلس التعاون الخليجي وجهوده البحثية والميدانية في توثيق التراث الخليجي.

ودعت إلى ضرورة استلهام التراث القطري والحكايات الشعبية في الأدب والإنتاج الفني ليكون له مكانته في تشكيل الهوية القطرية بدلا من الاعتماد على ثقافات وافدة، موضحة أن هناك العديد من الحكايات الشعبية تصلح لعمل مسرحيات أو أفلام لتعبر عن التاريخ والتراث القطري وتحفظه للأجيال القادمة.

وذكرت الغانم أن صعوبة جمع التراث القطري تعود إلى أنه يعتمد على التواصل الشفهي مع كبار السن وكتابة ما ورثوه من حكايات وأمثال وقيم وعادات، وذلك لا يمكن أن يتم عن طريق مجهود فردي، بل يحتاج إلى جهود مؤسسية تعمل على جمع هذا التراث النفيس.

وصدر كتاب "حمدة وفسيكرة" عن دار جامعة حمد بن خليفة للنشر، التي تعنى في إصداراتها بأبعاد الثقافة والتراث في قطر وخارجها، وفي إطار اهتمامها بنشر الثقافة القطرية أصدرت الدار عددا كبيرا من الكتب التي تتحدث عن الحكايات الشعبية القديمة والفنون وكافة الأمور المتعلقة بالتراث الشعبي.

المصدر : الجزيرة