فاطمة معتمد آریا: السينما مجال للتقارب لا الفرقة
حاورها/مصطفى فرحات
تعتبر الممثلة والمخرجة الإيرانية فاطمة معتمد آریا (56 عاما) إحدى أبرز أيقونات الفن السابع في إيران، وساهمت في عشرات الأفلام ونالت عشرات الجوائز في المهرجانات بإيران وخارجها.
كما تحدثت آريا التي أدت أدوارا بأفلام مثل "ريحانة" (1989) و"هنا بدوني" (2011) و"حكايات" (2014) عما تعرضت له عندما منعت من التمثيل لخمس سنوات بعهد الرئيس السابق أحمدي نجاد، وكشفت عما يخيفها في إيران والعالم.
هل من السهل أن تكون المرأة ممثلة ومنتجة أفلام في إيران؟
لا يمكنني أن أجيبك على هذا بطريقة مباشرة، ولكني أحيلك إلى أشياء مهمة في السينما الخاصة بنا. انظر إلى الأفلام التي تُنتجها إيران، وستراها مليئة بالممثلات والمنتجات. وأنا عملت في التمثيل أكثر من أربعين سنة وبلغت مستويات عالية ولا أحد يستطيع الحط من قدري ومكانتي، وأنا لدي كامل الخيار في العمل كما أريد وبالطريقة التي أريد.
هل هذا يعني أن المجتمع يتقبل عمل المرأة بالمجال السينمائي، ولا يشكل لها إحراجا بأي شكل من الأشكال؟
ثمة صور نمطية تحتاج إلى التصحيح، فمثلا 65% من الطلبة في المجال السينمائي نساء، وهذا هو الواقع هنا. ولكن إن كان المقصود الحديث عن بعض الشروط التي على المرأة التقيد بها مثل وضع الخمار على الرأس ونحو ذلك، فالقوانين في بلادنا تسير على هذا النحو ونحن نعرف كي يمكننا الالتفاف على بعض الأشياء لكي نحقق ذواتنا.
وهل تظنين أن مستوى السينما الإيرانية عام 2018 أفضل من ذي من قبل، وأنا أقصد التشريعات والقوانين من جهة، والجو العام ورؤية المجتمع من جهة أخرى؟
أظن أن الأمور تسير إلى الأفضل لأن هذا المجال صار تحت إشراف الفنانين الذين يفهمون قواعد العمل، وكنت قد تلقيت دعوة للمشاركة في مهرجان فجر السينمائي الدولي في طهران. ولكوني سفيرة للسينما الإيرانية، هذا جعلني في موقع يسمح لي بتقديم الأفضل ومد يد العون لزملائي.
سبق أن تعرضت لمضايقات في عهد الرئيس السابق أحمدي نجاد وصلت حد منعك من التمثيل والسفر. هل تظنين أن تلك الأيام ولت إلى غير رجعة؟
لا أدري، ربما يأتي يوم نجد فيه أنفسنا أمام مشهد مماثل إذا حكمنا أناس مجانين. وهذا ليس خاصا بإيران وحدها بل يشمل العالم بأسره. هل تظن أنه من السهل أن يعمل المرء الآن بكامل حريته في الولايات المتحدة مع رئيس مثل دونالد ترامب؟
لقد عانيت في بلدي، حيث تعرضت لحظر وتضييق طيلة خمس سنوات، ولم أستطع أن أقوم بأي عمل، فما الذي قمت به؟ حاولت أن أقدم دورات تدريبية للآخرين وأكون نافعة. أما الآن، ليس فقط الشعب هو الذي أحبني، بل حتى الحكومة أدركت أنني وطنية ونزيهة، ولم أنبس بأي كلمة تدين النظام رغم تعرضي للظلم.
يمكن أن يحدث هذا لأي أحد، في إيران أو في أي بلد عربي أو حتى فرنسا مهد الحريات، وعليك أن تختار ما الذي ستقوم به حينها، ترفع صوتك في كل محفل منددا بالظلم الذي تعرضت له، أم أنك تلتزم الصمت وتقول إن ما حدث داخل بلدك يبقى في الداخل.
ما أسوأ ما يثير مخاوفك سينمائيا وحتى مجتمعيا؟
لا أريد أن يحدث التمييز بين الناس بسبب أفكارهم أو توجهاتهم، أو حتى بين الزملاء في المجال السينمائي. لا أريد القول إن هذا هو ما يحدث الآن، لكن ثمة توجها يدفع بهذا الاتجاه، التفريق بين الناس والعمل على ألا يكونوا متحدين. وفي المجال السينمائي، أريد أن يكون المجال مفتوحا أمام جميع عشاق الفن السابع، دون تمييز بينهم بسبب أفكارهم أو آرائهم أو توجهاتهم.