كوميديا رمضان باليمن تسخر من الحوثيين والشرعية

برنامج غاغة
برنامج "غاغة" يقدمه الفنان محمد الأضرعي للموسم الثالث على التوالي (مواقع التواصل)

الجزيرة نت-صنعاء

على الرغم من حالة الحرب التي تعيشها البلاد منذ سنوات وانقطاع التيار الكهربائي عن العاصمة صنعاء وبقية المحافظات، فإن اليمنيين يبذلون قصارى جهدهم لعدم تفويت مشاهدة برامج محددة على القنوات المحلية في شهر رمضان.

وأهم هذه البرامج، البرنامجان الساخران: "عاكس خط" و"غاغة" اللذان يحظيان بنسب مشاهدة عالية في اليمن، ويعرض الأول على قناة "يمن شباب" ويقدمه الفنان محمد الربع، بينما يعرض الآخر على قناة "سهيل" ويقدمه الفنان محمد الأضرعي.

ويتضمن البرنامجان انتقادات اللاذعة لجماعة الحوثي وللحكومة الشرعية وحزب المؤتمر الشعبي وأنصار الرئيس الراحل علي عبد الله صالح على حد سواء.

ويثير البرنامجان جدلا واسعا في الأوساط اليمنية، كما يحظيان بنقاش حاد على شبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة تلك الحلقات التي تحمل إسقاطات سياسية وتحديدا عن انقلاب مليشيا الحوثي على السلطة وممارساتها المختلفة.

وينقسم برنامج "غاغة" إلى ثلاث فقرات: الأولى عبارة عن مشاهد تمثيلية يومية يقدمها الفنان الأضرعي بمشاركة ممثلين كوميديين آخرين، ثم يعقبها مشهد حواري بين مذيع والأضرعي، وأخيرا تقديم مشهد غنائي يؤديه الفنان الأضرعي.

الأمر نفسه مع برنامج "عاكس خط" الذي ينتهي بفقرة غنائية أيضا، وإن كان يختلف في فقرته الرئيسية التي تقوم أساسا على استعراض فيديوهات ولقطات وصور عن محور الحلقة، وتبرز فيها حالة تناقض الشخص المنتقد أو القضية المثارة، مع تعليقات ساخرة.

برنامج
برنامج "عاكس خط" دشن بهجوم لاذع على عائلة الرئيس الراحل صالح (مواقع التواصل)

عاكس خط
وفي إحدى حلقاته، ناقش برنامج "عاكس خط" -بانتقاد غير مسبوق- غياب الحكومة الشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي، المقيم في الرياض بالسعودية، وتأخر عودة قيادات الدولة من وزراء ومسؤولين حكوميين لممارسة مهامها من داخل البلاد.

وكان مقدم البرنامج الفنان محمد الربع دشن برنامجه بهجوم لاذع وساخر من عائلة الرئيس الراحل، خاصة فيما يتعلق بامتناعهم عن الحديث عن الحوثيين الذين قتلوا حليفهم صالح في ديسمبر/كانون الثاني الماضي بصنعاء، أو حتى الدعوة لأخذ الثأر له.

ومن أول حلقة في البرنامج، انهالت الإساءات والسباب والتجريح وحتى التحريض على الفنان محمد الربع من نشطاء حزب المؤتمر الشعبي العام وأنصاره، رغم أن البرنامج انتقد خذلان أنصار صالح له في أهم معركة خاضها ضد الحوثيين.

وقد أشاد الوزير اليمني السابق صالح سميع بالفنان محمد الربع، واعتبر أنه مدرسة مدهشة وغير مسبوقة في تاريخ الفن الهادف في اليمن.

وقال إن برنامجه الساخر الذي يثير موجة واسعة من التحسس لدى بعض الأطراف السياسية، هو بمثابة وضع الملح على جرح نازف، مما يتسبب بكثير من الألم والوجع.

غاغة
في المقابل، يواصل الفنان الكوميدي محمد الأضرعي برنامجه الساخر "غاغة" للعام الثالث، مثيرا جدلا واسعا حول انتقاده المكثف لفكر جماعة الحوثي وسياستها وممارساتها، وهو ما أثار حالة غضب بين الحوثيين وصلت إلى حد إهدار دمه بفتوى من أحد قادة الحوثيين، العام الماضي.

وقد دانت قناة "سهيل" -التي تبث البرنامج- فتوى إهدار دم الفنان الأضرعي، وقالت إنه لا يتعمد الإساءة للحوثيين ولآل البيت، وأكدت أنه كرس فنه في كشف الخزعبلات التي تروجها صراحة الجماعات الطائفية والانحرافات والمزاعم التي لا أساس لها في التاريخ الإسلامي.

ويعتقد الناشط الإعلامي عبد الحفيظ الحطامي -في حديث للجزيرة نت- أن ما يظهره الفنان الأضرعي في مشاهده التمثيلية الساخرة ليست كما يحاول البعض تصويره بأن ما يحدث باليمن هو صراع طائفي أو مذهبي أو بين سنة وشيعة، فالأمر لا يتعدى أن الأضرعي يقدم نقدا ساخرا للحوثيين من جهة كجماعة دينية ورموزها، ولحلفائهم الإيرانيين ورموزهم من رجال الدين الشيعة.

ومن وجهة نظر الحطامي، فإن برنامج "غاغة" هو عمل درامي نقدي ساخر كأي برنامج يقدم في اليمن، يوجه سهامه تجاه الحوثيين، والفارق أن الأضرعي يستخدم ملابس رجال دين إيرانيين ويوجه نقدا لهم ولأفكارهم التي تثير غرابة لدى الجمهور اليمني.

يشار إلى أن الأسر اليمنية تقوم باستخدام منظومات الطاقة الشمسية أو تشترك في مولدات الكهرباء التجارية برسوم مرتفعة، من أجل أن تتاح لها فرصة مشاهدة القنوات المحلية وما يعرض عليها، كما يقوم كثير من الشباب بمتابعة حلقات تلك البرامج على "يوتيوب".

المصدر : الجزيرة