نصوص أدباء غزة تكسر الطوق الإسرائيلي

الكاتبة الفلسطينية أحلام بشارات وعلى يسارها الشاعرة هلا الشروف تشاركان في قراءات أدبية لكتاب من غزة في نهاية معرض فلسطين للكتاب
الكاتبة الفلسطينية أحلام بشارات وعلى يسارها الشاعرة هلا الشروف تشاركان بقراءات أدبية لكتاب من غزة (الجزيرة)
ميرفت صادق-رام الله

بينما كانت الكاتبة الفلسطينية أحلام بشارات في رام الله تستعد لإلقاء قصائد قصيرة بالنيابة عن الشاعر الشاب محمد أبو لبدة من قطاع غزة، وردها اتصاله يصحح لها بعض ما أفسده بريد عاجل وطباعة سريعة.

وقدمت بشارات نصوصا من ديوان له بعنوان "وسادة لرأس مقطوعة"، ضمن نشاط تطوع به كُتاب وصحفيون وفنانون لقراءة نصوص أدباء من غزة في آخر أيام معرض فلسطين الدولي للكتاب الذي افتتح برام الله منذ الثالث من مايو/أيار الجاري.

وسعت التظاهرة الثقافية التي امتدت لساعات طيلة نهار أمس الأحد، للاحتفاء بأدباء فلسطينيين حرمهم الاحتلال فرصة الخروج من القطاع المحاصر للمشاركة في المعرض.

‪معرض فلسطين الدولي للكتاب يحتفي بأدباء غزة‬ (الجزيرة)
‪معرض فلسطين الدولي للكتاب يحتفي بأدباء غزة‬ (الجزيرة)

وقرأت الكاتبة بشارات نصا من قصيدة " ألف" التي تمنى فيها محمد أبو لبدة لو أن أباه اختار ليسميه رقما كـ "ألف"، وكتب فيها:

"حين يغيب أبي لن تصاب أمي بالقلق فهناك "ألف" في البيت، سيخاف اللصوص وذئاب الليل والثلاثون طلقة.

في الحرب سيدهش الأعداء، كيف أن بندقية واحدة يحملها "ألف" سأطمئن بأن موتي لن يكون عاديا، وأن الناس سيفتحون أفواههم أمام خبر عاجل "استشهد اليوم ألف"!".

ولم يتمكن أبو لبدة (22 عاما) مع نحو سبعين أديبا ودار نشر من مغادرة قطاع غزة بعد أن رفض الاحتلال الإسرائيلي منحهم تصاريح مرور دون إبداء أسباب.

وكان أبو لبدة قد فقد فرصة الدراسة في الخارج بعد أن حصل على قبول لدراسة طب الأسنان بجامعة القاهرة قبل أربع سنوات وأغلق معبر رفح في وجهه، وإذ طلبت منه الكاتبة تعريفا مختصرا عنه، أخبرها "قولي محمد أبو لبدة يكتب ليرمم روحه فقط".

‪معرض فلسطين‬ (الجزيرة)
‪معرض فلسطين‬ (الجزيرة)

ويدرس أبو لبدة حاليا الأدب الإنجليزي ويعمل مترجما حرا، وقال معلقا على قراءة قصائده في غيابه برام الله "لم أستطع السفر فسافرت قصائدي، وسعيد لأن أعمالي كانت بطاقة تعريف عني في غيابي". وعلقت الكاتبة بشارات "إننا هنا لا نقرأ لنسد مكان غزة، ولكن لنشير إلى الفجوة التي تركتها غزة في قلوبنا". 

وقرأت الكاتبة أسماء أبو عياش نصا من مجموعة أدبية بعنوان "حيا يُسرق" للكاتب والمسرحي الغزّي نعيم الخطيب. وساهم شعراء وأدباء كخالد جمعة وأحمد زكارنة وخليل ناصيف ورولا سرحان وزياد خداش وعلي مواسي وقائمة طويلة من المتطوعين في قراءة نصوص أدبية متنوعة بالنيابة عن كتابها المحاصرين في القطاع.

منع الغزيين والعرب
وكانت وزارة الثقافة الفلسطينية قد وجهت دعوات إلى أكثر من سبعين من الأدباء والأكاديميين والمؤسسات الثقافية بينها 13 دار نشر من قطاع غزة للمشاركة في المعرض الذي يقام في الذكرى السبعين للنكبة ويحتفي بالقدس عاصمة فلسطين.

ويقول وزير الثقافة إيهاب بسيسو "أردنا أن يكون المعرض جامعا للكل الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والداخل، لكن الاحتلال رفض السماح لقائمة المدعوين كاملة من مغادرة قطاع غزة".

وسبق هذا منع فرق وشخصيات فنية وثقافية من مغادرة غزة للمشاركة في مهرجانات عدة بالضفة الغربية في الشهرين الماضيين كمهرجان نابلس للثقافة والفنون ومهرجان رام الله للرقص المعاصر ومهرجان الكمنجاتي للموسيقى الروحية.

‪وزير الثقافة إيهاب بسيسو: الاحتلال يسعى لعزل الثقافة الفلسطينية في غزة وعن العالم العربي‬ (الجزيرة)
‪وزير الثقافة إيهاب بسيسو: الاحتلال يسعى لعزل الثقافة الفلسطينية في غزة وعن العالم العربي‬ (الجزيرة)

ويعتقد بسيسو أن الاحتلال يتعمد منع المشاركة الثقافية لقطاع غزة خاصة، ويسعى إلى عزل فلسطين عن عمقها العربي الثقافي عامة من خلال منع ممثلي أكثر من مئة دار نشر عربية وكُتاب وروائيين من عُمان وقطر ومصر والأردن من الحضور للمشاركة في معرض الكتاب.

وحسب رئيس اللجنة المنظمة لمعرض الكتاب عبد السلام عطاري، فإن وزارة الثقافة وفرت متطوعين في أجنحة دور النشر العربية التي وصلت كتبها ومنع ممثلوها من الدخول. وقال للجزيرة نت إن نحو خمسمائة دار نشر فلسطينية وعربية شاركت في المعرض بصورة مباشرة أو بالوكالة.

ورغم ذلك، شاركت قامات أدبية عربية معروفة كالروائي الجزائري واسيني الأعرج والكاتب المغربي أحمد المديني وآخرين من حملة جوازات السفر الأجنبية في فعاليات المعرض.

وقال عطاري إن قراءة نصوص غزة لم تكن مدرجة على جدول المعرض، لكنها اجترحت في نهايته كتلويحة للأدباء الغزيين الذين كانوا سيشاركون في سلسلة فعاليات وندوات تركز على موضوعات القضية الفلسطينية منذ النكبة، مرورا بالانتفاضة الشعبية الأولى ثم حصار غزة والعدوان عليها، وأخيرا استهداف مدينة القدس.

المصدر : الجزيرة