"رسائل بغداد".. وثائقي عن جاسوسة بريطانية أحبت العراق
ويعرض الفيلم لقطات لم تشاهد من قبل للعراق وهو يتحول إلى دولة جديدة قبل نحو قرن من الزمن. واستعان السيناريو بالكامل برسائل بيل ووثائق رسمية وسردته الممثلة البريطانية تيلدا سوينتون.
كما يسلط الفيلم بعض الضوء على التحديات التي يواجهها العراق في الوقت الراهن مع خروجه من حرب مع تنظيم الدولة الإسلامية، وسعي البلاد لتحقيق المصالحة بين الطوائف الموجودة داخله.
وقالت سابين كراينبول، التي شاركت في إخراج الفيلم مع زيفا أويلباوم، قبل العرض "المشاهد العراقي سينغمس في تجربة بصرية عن ماض مشترك، وسيخرج بانطباع عن بغداد متعددة ثقافيا ونابضة بالحياة في أوائل القرن العشرين".
وبدأ عرض الفيلم عام 2016، واختير للعرض في مهرجان لندن السينمائي، ونال جائزة الجمهور في مهرجان بيروت السينمائي الدولي.
دفاع عن التنوع
ونظمت وزارة الثقافة العراقية عرض الفيلم في بغداد ومناطق أخرى بالعراق، ويتزامن عرضه مع الذكرى 150 لميلاد بيل.
ويشرح الفيلم قرارات مهمة اتخذتها بيل بصفتها ضابطة سياسية في الإدارة الاستعمارية البريطانية التي كانت تحكم العراق بعد الحرب العالمية الأولى.
ومن بين هذه القرارات قرار ضم الموصل التي تسكنها أغلبية سنية والمناطق الكردية في الشمال إلى الدولة العراقية التي كان يشكلها البريطانيون، بالإضافة إلى قرار اختيار فيصل بن الحسين من الأسرة الهاشمية العربية السنية ملكا للبلاد.
ورسمت بيل (1868-1926) حدود العراق استنادا إلى معرفتها بالتجمعات السكانية المحلية التي مرت عليها بصفتها مستكشفة عندما كانت شبه الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين لا تزال تحت سيطرة الإمبراطورية العثمانية.
وفي إحدى الصور تقف بيل مع لورانس العرب وونستون تشرشل قرب الأهرام المصرية.
كما يعرض الفيلم مشاهد من حياتها اليومية في بغداد، وكذلك لأسر وشخصيات من المجتمع اليهودي المزدهر آنذاك.
وقالت أويلباوم "كانت جيرترود بيل من المدافعات عن التنوع، ووقعت في حب الثقافة المختلفة التي صادفتها، وكان العراق في عهدها متنوعا للغاية، وكانت بغداد مدينة نابضة بالحياة، نشعر بأن هذه رسالة مهمة للغاية اليوم".
وأسست بيل، التي توفيت عام 1926 ودفنت في بغداد، متحفا بعاصمة بلاد الرافدين لعرض وحفظ التراث السومري والبابلي.