دمار حمص.. مهندسة تتحدى الحرب وترسم مدينة مثالية

غلاف كتاب بين أنقاض حمص مذكرات مهندسة معمارية سورية

اختارت المهندسة المعمارية السورية مروة الصابوني تحدي ويلات الحرب والبقاء في حمص (وسط البلاد) لتشهد على ما طال المدينة من دمار وخراب، وسخرت خبرتها في المجال المعماري لتروي بالرسوم محنة حمص، وتشيّد مدينة مثالية على الأنقاض.

وظلت مروة (30 عاما) تعيش في حمص مع عائلتها طيلة سنوات الحرب، وهي تسعى إلى تغيير هندسة المدينة التي تعتبرها أحد أسباب الحرب التي دمرت المدينة وشردت أهلها.

وصدرت مؤخرا الترجمة الفرنسية للكتاب الذي نشرته مروة منذ سنتين باللغة الإنجليزية. ولاقى الكتاب الذي يحمل في نسخته الفرنسية عنوان "بين أنقاض حمص.. مذكرات مهندسة معمارية سورية"؛ نجاحًا كبيرًا.

وفي هذا الكتاب، تُدافع مروة الصابوني عن أطروحة مدهشة: ماذا لو كان للهندسة المعمارية دور حاسم في اندلاع الحرب السورية، وأن البيئة العمرانية التي ساهمت في التفريق بين المجتمعات وتعميق الفجوات بينهم؛ هي مصدر الوحشية التي جعلت السوريين مستعدين لقتل بعضهم البعض؟

وتحدثت مروة عن الفترة التي كانت فيها القنابل تمطر مدينة حمص والقناصة يتأهبون في نهاية الشارع، وقالت "لقد عشنا سنتين كاملتين كما لو أننا كنا تحت الإقامة الجبرية". وفي الوقت الذي كانت حمص تغرق في الكارثة، بدأت مروة الصابوني بالكتابة.

ونقل تقرير في صحيفة "لوتون" السويسرية أن مروة روت كذلك قصة حلمها بأن تُصبح مهندسة معمارية، الذي انهار أمام ناظريها عند مغادرتها الجامعة التي ينتشر فيها الفساد والإهمال. ففي حمص، تسود الرشوة والمحسوبية اللتان تعتبران من الركائز التي يقوم عليها النظام برمته.

كما تعتبر مروة أن مشاريع البناء إحدى الطرق التي يعتمدها الحكام والمسؤولون المحليون لتجميع الثروات. وقد نتج عن ذلك تفكك المباني القديمة في مدينة أصبحت أرصفتها مثقوبة، وواجهاتها متداعية، وكبلاتها الكهربائية متدلية. كما بات من الصعب العيش في شوارعها.

وفي مسألة إعادة الإعمار، تشرح المهندسة المعمارية الشابة التي تعدّ كتابها الثاني، أنها "تُؤمن بالحلول المحلية". وتقول في هذا الصدد إنه كلما قلّ المال الذي نحصل عليه، كان ذلك أفضل. لذلك، لا ينبغي علينا سوى الاعتماد على أنفسنا. كما يجب علينا تحمل المسؤولية. وعلى الرغم من أن هذا الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً، فإنه يجب تجنب اللجوء إلى المصالح المالية الكبرى".

ووضعت المهندسة المعمارية في كتابها رسومات أولية لمدينة مثالية مصمَّمة بناء على احتياجات سكانها، وينعكس فيها التقليد المعماري المحلي وتتعايش المجتمعات سويّة.

المصدر : الصحافة السويسرية