"القصة القديمة".. مسلسل ينقل تل أبيب إلى عمّان ويثير سخط الأردنيين

صورة انتشرت على وسائل التواصل لوحات ارشادية كتبت بالعبرية في العاصمة الاردنية عمان. الاردن .عمان . مواقع التواصل
لوحات إرشادية كتبت بالعبرية في العاصمة الأردنية عمان في إطار تصوير مشاهد مسلسل "القصة القديمة" (مواقع التواصل)

أيمن فضيلات-عمان

لم تكن تتوقع سارة "م. ن" الطالبة في قسم الفنون المسرحية بإحدى الجامعات الرسمية أن تدخل عالم التمثيل من باب فيلم سينمائي تلعب فيه دور "مجندة إسرائيلية".

فـ"القيم العربية التي تربيت عليها ترفض قبول الكيان الصهيوني ولو بالتمثيل" توضح سارة للجزيرة نت، وتضيف "كنا نحو عشرين طالبا من المشاركين في التمثيل، وعندما طلب منا ارتداء زي الجيش الإسرائيلي رفض الأغلبية منا وانسحبنا من المشهد".

سارة دعاها للمشاركة في الفيلم زميلها في القسم ذاته الطالب "عيسى ل. س" دون معرفة مسبقة بشأن مجريات التمثيل "قيل لنا إن الفيلم إثارة وتشويق هدفه وقف الحروب، لكننا تفاجأنا بأننا سنلعب دور الجندي الصهيوني" يقول عيسى للجزيرة نت.

قصة الفيلم
قصة الفيلم -بحسب مدير الإنتاج السينمائي المنفذ للفيلم شريف المجالي- تقوم على الإثارة والتشويق دون أن يحمل أي رسائل سياسية، وحصلت الشركة على الموافقات الرسمية الأردنية قبل مباشرة التصوير.

وتابع المجالي في حديثه للجزيرة نت أن ما يقومون بتصويره هو مسلسل من ست حلقات بعنوان "القصة القديمة" (The Old Story)، ويمثل الجزء الأول من مسلسل يتم إنتاجه لحساب شركة "نتفليكس" الأميركية، وتدور أحداثه حول شاب مهووس ومحتال يتقمص شخصيات معروفة حتى يصبح مطاردا من قبل جهات أمنية عالمية، وتدور هذه الملاحقات في دمشق والقدس ورام الله ونابلس وتل أبيب والجزائر وسبع مدن أميركية.

بعض السيارات حملت لوحات إسرائيلية لأغراض تمثيل مشاهد تل أبيب في عمان (مواقع التواصل الاجتماعي)
بعض السيارات حملت لوحات إسرائيلية لأغراض تمثيل مشاهد تل أبيب في عمان (مواقع التواصل الاجتماعي)

وبالنسبة للجنود الإسرائيليين أوضح المجالي أن سيناريو المسلسل يحوي مشاهد تم تصويرها في تل أبيب، ومن الطبيعي أن يظهر جنود الاحتلال بهذا الشكل.

ويؤكد المجالي أن المسلسل لا ينفي أبدا أن فلسطين محتلة، وأن الأحداث تدور في أرضنا المحتلة، والطاقم الذي يعمل في عمان من أميركا وأستراليا، إضافة إلى 220 أردنيا يعملون ضمن طاقم المشروع، ولا يوجد بينهم أي إسرائيلي.

مجابهة التطبيع
اللوحات الإرشادية التي علقت في العاصمة عمان وبعض المدن الأردنية باللغة العبرية، ولوحات السيارات وزي الجنود الإسرائيليين أغضبت الشارع وأحيت الحراك الأردني المقاوم للتطبيع مع العدو الإسرائيلي.

وتداول نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي صور المشاهد التمثيلية، ودشن نشطاء وسم "#عمان-مش-تل-أبيب"، معبرين عن رفضهم ما يجري، ونظم تجمع "أتحرك لدعم المقاومة ومجابهة التطبيع" مسيرة رمزية شارك فيها العشرات أمس السبت في أحد مواقع التصوير غرب العاصمة عمان.

بعض مظاهر الاحتجاج على تصوير مسلسل القصة القديمة (مواقع التواصل الاجتماعي)
بعض مظاهر الاحتجاج على تصوير مسلسل القصة القديمة (مواقع التواصل الاجتماعي)

رئيس لجنة حماية الوطن ومجابهة التطبيع الأردنية أحمد العرموطي اعتبر أن حالة الغضب التي اجتاحت الشارع الأردني على ما نشر من مشاهد للجندي الصهيوني "مؤشر طبيعي لرفض الأردنيين للتطبيع مع العدو الإسرائلي بكافة أشكاله".

وأضاف العرموطي للجزيرة نت أن "لقاء جمعنا بالشركة المنفذة للفيلم، لكننا لم نحصل على توضيح فيما يتعلق برمزية وجود تل أبيب في المسلسل، ونحن مع صناعة الأفلام شريطة عدم الإساءة، سواء أكان بقصد أو عن غير قصد للأردن أو القضية الفلسطينية، ودون أن يستغل العمل لتجميل وتبييض جرائم العدو الصهيوني".

الناشطة مرام النابلسي غردت على وسم "#عمان_مش_تل_أبيب" قائلة "أسماء شوارع بالعبري في اللويبدة، ويافطات عبرية معلقة الآن على مجمع جبر في شارع مكة، وممثلون صهاينة وكومبارس أردنيون وتصوير داخل مجمع جبر، وإغلاق لشارع الشريعة في جبل اللويبدة واستخدام دبابات وآليات عسكرية ونمر (لوحات) سيارات إسرائيلية، واستنفار أمني ومنع الناس من الاقتراب.. وتفاصيل كثيرة جدا حول دفع مبالغ لأصحاب المحلات وأسماء لشركات إنتاج وأشخاص أردنيين على صلة بالأمر!!! ما الذي يجري في عمان الآن؟!!".

المصدر : الجزيرة