اتهام ممثلة أميركية باستغلال مأساة اللاجئين السوريين

HBO Golden Globe After Party – Arrivals – Beverly Hills, California, U.S., 07/01/2018 – Lena Dunham. REUTERS/Mario Anzuoni
دونهام تستعد لكتابة سيناريو مقتبس عن قصة لاجئة سورية تدعى دعاء الزامل (رويترز)

يبدو أن الكشف عن استعداد الممثلة لينا دونهام لكتابة سيناريو مقتبس عن قصة لاجئة سورية، تدعى دعاء الزامل، نجت من الغرق في البحر لن يمر مرور الكرام، إذ إن البعض اعتبر أنها غير مؤهلة لكتابة مثل هذا السيناريو، وأكثر من ذلك تحدث آخرون عن أن الممثلة تحاول استغلال مأساة الشعب السوري لتحقيق المجد فقط.

ومن بين هؤلاء، أندرو بولفر الذي كتب تقريرا في صحيفة غارديان البريطانية أشار فيه إلى أن دونهام تعرضت لسيل عارم من الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن كشفت أن المنتجيْن ستيفن سبيلبرغ وجاي جاي أبرامز كلفاها بكتابة سيناريو الفيلم.

وشاركت دونهام على حسابها على تويتر تقريرا لمجلة "فارايتي"، يشير إلى أنها ستقتبس موضوع الفيلم من كتاب "أمل أقوى من البحر" -من تأليف رئيسة قسم الاتصالات في وكالة الأمم المتحدة للاجئين ميليسا فليمينغ- الذي يروي قصة مروعة عن حياة دعاء الزامل، التي نجت من حادث غرق القارب الذي كان سيعبر بها البحر الأبيض المتوسط. وقد تمكنت دعاء من النجاة، لكن خطيبها غرق بعد أن اصطدم القارب الذي كانا على متنه بإحدى السفن.

كما اتُهمت دونهام -كاتبة ومخرجة فيلم "Tiny Furniture" وكاتبة مسلسل "The Girls"- على مواقع التواصل الاجتماعي بإسنادها الأدوار في الفيلم إلى ممثلين من ذوي البشرة البيضاء.

ومن ردود الفعل السلبية، كتبت محررة مواقع التواصل الاجتماعي في موقع "رومبر" سوزان سامين، وهي من أصول سورية كوبية، "أرجوك لا تتدخلي في القصص السورية إن لم تكوني سورية وخاصة إذا كنت لينا دونهام. شكرا".

كما تساءلت سامين عما إذا كانت دونهام قد تبرعت لإغاثة اللاجئين يوما، مضيفة أنه "ينتابني الفضول عما إذا كنت قد قمت بذلك على الأقل قبل أن تستفيدي من معاناة الشعب السوري!".

من جهتها، تساءلت مراسلة شبكة "سي أن أن" نيها شاستري "هل يمكن لشخص لم يبد إلا القليل من الاهتمام تجاه هؤلاء اللاجئين أن يكون قادرا على كتابة قصة عن لاجئة سورية؟".

أما دانييل مدينا من موقع "إنترسبت"، فأوضح أن دونهام تتحدث باستمرار عن أهمية التمثيل باعتباره حاسما في إثراء رواية القصص. مع ذلك، ومن الناحية العملية، يبدو أن دونهام أبدت تجاهلا فعليا في إيصال أصوات الناس من خلال قصصها، ليتم الآن تكليفها بكتابة قصة لاجئة سورية. "هوليود أليس هناك كاتبة عربية يمكن أن تكتب سيناريو الفيلم؟".

كما قالت لورا ساي، وهي أستاذة مساعدة في كلية كولبي بولاية ماين، "من المؤكد أن رواة هذه القصص كانوا في الواقع لاجئين، أو على الأقل يمتلكون فكرة عن مفهوم التهميش باعتبار أنهم عايشوه، بالتالي فهم قادرون على كتابة هذا السيناريو السينمائي وتجسيده بشكل واقعي أكثر من المؤلفين ذوي البشرة البيضاء. في الحقيقة، من الصعب جدا التفكير في خيار أسوأ من دونهام".

وقد ردت دونهام على ما كتبته سوزان سامين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتبت "إذا كنت ترغبين في مناقشة المشروع، فأنا أود حقا تلقي وجهات النظر والمشاركة في الحوار".

كما دافعت ميليسا فليمينغ أيضا عن المشروع قائلة "إن الكتاب مقتبس من قصة حقيقية أخبرتني بها دعاء. وإذا لم أكتب ذلك الكتاب، لما كان باستطاعتكم معرفة قصتها، ولا كان بإمكان صوتها أن يصل إلى وسائل الإعلام. لقد تم تقديم كل الضمانات لي بأن هذا الفيلم المقتبس سينقل الحقيقة".

المصدر : الصحافة البريطانية