السيف في الخليج.. من سلاح حرب إلى زينة وهدية

السيف في الخليج.. من أداة حرب إلى رمز واقتناء
ثمن السيف يبدأ من 500 دولار وقد يصل إلى 275 ألف دولار (الأناضول)
اشتهر عند العرب منذ القدم ارتباطهم واعتزازهم بالسيف، حيث كان أداة للذود عن الأرض والعرض، ولم تتلاش تلك العلاقة مع تطور الأسلحة الدفاعية، لكن السيف لم يعد سلاح حرب ومعارك، بل بات زينة في المنازل وأداة للرقص في الأعراس، وهدية قيمة في المناسبات.
 
ومن هنا تحول سوق السيوف إلى صناعة فريدة من نوعها تحتاج إلى دقة وتفانٍ في العمل، لإرضاء عشاق اقتناء السيوف.
 
يقول شمسان الجباهي مدير محلات الغيث للسيوف في سوق واقف وسط العاصمة القطرية الدوحة في حديثه لوكالة الأناضول إن السيف تراث عربي وخليجي وجزء من الحضر والبادية تميزت به العرب عبر التاريخ، والآن يدخل السيف في كل حياتهم، فهو موجود في الأعياد والمناسبات والأعراس والأيام الوطنية والهدايا الدبلوماسية وحتى في المجاملات البسيطة.
 
ويرى الجباهي أن أكثر ما يميز السيوف العربية "خفتها ورشاقتها وفلسفة الإبداع فيها وهي تعد قطعة هندسية جميلة، يقتنيها الناس كأنتيكة أو قطعة أثرية".
 
وأشار إلى أن أشهر السيوف "الحدب"، وهو السيف القطري والسيف الهلالي والسيف الهندي والعثماني والدمشقي والفارسي.
 
السيف في كل بيت
ويلفت إلى أن رواج تجارة السيف يشمل القطريين والأجانب، فلا يخلو بيت قطري من السيف، إلى جانب سيوف ورثوها عن الآباء والأجداد، كما يحرص السياح الأجانب على شرائه للذكرى، بل وينقشون عليه أسماءهم.
 
وعن المواد التي يصنع منها، يقول الجباهي إن السيف "يصنع في الأغلب من معدن الجوهر، وهو خليط من الحديد والمنغنيز الذي يساعد على زيادة لمعان السيف ومنع أكسدته". كما يضاف له مواد عضوية نباتية وظيفتها تسهيل عملية تزيين السيوف، لأنها تجعل المعدن يكتسي بتموجات تظهر بأشكال طولية في نصل السيف.
 
ويصنع المقبض من العاج أو خشب الأبنوس الأفريقي، مشيرا إلى أن الزراف المصنوع من قرن وحيد القرن يعد أغلى أنواع المقابض.
 
ويؤكد تاجر السيوف القطري أن سيوفهم جميعها صناعة محلية بالكامل، باستثناء بعض المواد الخام، مثل الذهب والفضة التي تأتي من أماكن معينة مثل تركيا وإيطاليا.
 
وتعرف السيوف والخناجر لدى القطريين باسم "الجنابي"، لأن الرجل يضعها على جانبه ويشد عليها الحزام متفاخرا بها في المناسبات العامة خاصة في الأعراس. ويعد الشباب (بين 18 و30 سنة) الزبائن الأكثر إقبالا على شراء السيوف.
الشباب (بين 18 و30 سنة) هم الزبائن الأكثر إقبالا على شراء السيوف (وكالة الأناضول)
الشباب (بين 18 و30 سنة) هم الزبائن الأكثر إقبالا على شراء السيوف (وكالة الأناضول)

أسعار خيالية
وعن أسعار السيوف قال الجباهي إن بعضها يصل سعره إلى مليون ريال (275 ألف دولار أميركي) وأكثر، وتكون من الذهب. أما السيوف من الفضة فيبدأ سعرها من عشرة آلاف ريال (2.7 ألف دولار)، "فالمشتري هو من يحدد السعر من خلال المواصفات والإضافات"، وفق المتحدث نفسه.

غير أن الأسعار تبدأ عادة من 2000 ريال (550 دولارا)، وهذا للسيوف الخفيفة والبسيطة التي تستخدم في الرقصات المحلية داخل الأفراح، أما السيوف القديمة سواء العثمانية أو الدمشقية فأسعارها تبدأ من 100 ألف ريال لأنها نادرة.

ويشير الجباهي إلى أن "السيف شيء أساسي داخل الأعراس القطرية؛ فالقادمون إلى العرس يحضرون بسيوفهم حتى الأطفال" ويستخدم القطريون خلال الأعراس السيوف في رقصة العرضة مع الأغاني التراثية والأشعار العربية.

نسخة لا تتكرر
ويضيف الجباهي أن "السيف الذي نصنعه من الذهب أو الفضة لا يتكرر منه نسخة ثانية، فكل سيف مثل بصمة الإنسان لا شبيه له"، ويصنع السيف على هوى المشتري، فمنهم من يريد أن يضيف عليه قطعة من الأحجار الكريمة أو الذهب وغيرها.

وأوضح أن السيف يصنع خصيصا لشخص معين ويحصل على شهادة خاصة ورقم تسلسلي يحمل كل التفاصيل التي يحتوي عليها من المواد والمجوهرات والأحجار وتكون موقعة ومختومة.

وقال إن صناعة السيف الخاص قد تستغرق من شهرين إلى ثلاثة أشهر، لأن كل جزء من السيف يصنع بعناية فائقة. ويشبه الجباهي صناعة السيف بالعملية الجراحية، وأي خطأ ينهي العمل كاملا.

المصدر : وكالة الأناضول