هلال العامري و"بيت الترميم" شخصيتا العام الثقافيتان بعُمان

أثناء تكرم هلال العامري
تكريم الشاعر العماني هلال العامري باعتباره شخصية العام الثقافية (الجزيرة نت)

أحمد بن سيف الهنائي-مسقط

بعد رحلة طويلة مع الشعر والأدب كرمت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء صاحب "الكتابة على جدار الصمت" الشاعر والأديب هلال بن محمد العامري باختياره شخصية العام الثقافية، إلى جانب "بيت الترميم" لتأهيل المخطوطات.

وجاء التكريم متزامنا مع احتفاء الجمعية الأسبوع الماضي بجائزة الإبداع الثقافي لأفضل الإصدارات لعام 2018 في نسختها العاشرة التي تعد امتدادا للحراك الثقافي في السلطنة الذي يشهد تناميا في مجال النشر كما يرى ذلك رئيس الجمعية سعيد الصقلاوي.

وللشاعر العامري صاحب "هودج الغربة"، و"قطرة في زمن العطش" تجربة شعرية طويلة مليئة بالخصوبة والتفاعل الإنساني مع مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية ولم تقتصر فقط على الفضاء المحلي بل كان له حضوره في القضايا العربية المشتركة، أهمها القضية الفلسطينية التي كانت تشحذ عاطفته الشعرية المتقدة مع الضمير العربي الذي يرفض الاحتلال والتفريط بمقدسات الأمة.

وقدم ابن الـ65 الكثير من الإسهامات الأدبية في سلطنة عمان، واستفاد من التجارب المتنوعة في محطات حياته التي تنقل فيها بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وتونس أثناء مواصلته الدراسات العليا.

وساهمت رحلاته تلك في الانفتاح الشعري والخروج من القالب التقليدي الجامد، مما فتح المجال أمامه لحصد العديد من الجوائز والأوسمة، من بينها وسام السلطان قابوس في العام 2006 الذي اعتبره الجائزة الأبرز في حياته.

تنظيف المخطوطات في بيت الترميم العماني(الجزيرة نت)
تنظيف المخطوطات في بيت الترميم العماني(الجزيرة نت)

استفاد العامري كذلك من تجربته العملية الثرية في المجال الإعلامي، إذ عمل مديرا عاما للتلفزيون العماني الرسمي منتصف ثمانينيات القرن الماضي، وتولى إدارة المنتدى الأدبي والنادي الثقافي، وعمل فترة من الزمن مديرا عاما للثقافة والآداب بوزارة التراث والثقافة، كما تقلد منصب الأمين العام لجامعة السلطان قابوس في فترة من حياته.

ولم تقتصر التجربة الشعرية لمؤلف "استراحة في زمن القلق"، و"للشمس أسبابها لكي تغيب" على القصيدة التقليدية، بل سبر أغوار قصيدة النثر، وسجل حضورا مميزا في شعر التفعيلة والشعر الحر، مما أهله للحصول على وسام مجلس التعاون لدول الخليج العربية في 2013.

أما شخصية العام الثقافية الاعتبارية "بيت الترميم" فهي المؤسسة الوحيدة غير الحكومية المتخصصة في العناية بالمخطوطات وصيانتها على مستوى السلطنة، حيث اتخذ مالكها خالد الخروصي من منزله مقرا لها في مطلع يونيو/حزيران 1993 حتى تمكن من تأسيس مركز مستقل لها في أواخر 2015.

ولكون السلطنة تزخر بعدد كبير من المخطوطات القديمة فقد شكلت مؤسسة "بيت الترميم" مقصدا آمنا للكثير من المؤسسات المعنية بالمخطوطات العمانية وملاك المخطوطات والباحثين الذين يعملون على تحقيق المخطوط.

وقد انفردت بصناعة الورق الخالي من الحموضة وفق المعايير الدولية المستخدمة في الترميم، كما أنها تعمد إلى ترميم جلود المخطوطات وختمها بالختم العماني، وخياطة الكتب وتحبيك المخطوط، وتوفير وصناعة حاويات الحفظ المهيأة بالمواصفات العالمية وغيرها من وسائل الحفظ الآمن والعناية كما يشير مالكها.

حف الجلود الطبيعية في بيت الترميم بسلطنة عمان(الجزيرة نت)
حف الجلود الطبيعية في بيت الترميم بسلطنة عمان(الجزيرة نت)

ويضيف الخروصي أن التعامل مع المخطوطات يقوم على تعقيم ومعالجة وتنظيف وترميم وتجليد وحفظ المخطوطات، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات المعنية، والمشاركة في رفد المصادر التاريخية لمنح المخطوط عمرا آخر.

وقد تنافس على جائزة الإبداع الثقافي لهذا العام 32 مثقفا عبر ستة مجالات في الشعر والسيرة الذاتية والغيرية والرواية والدراسات التاريخية والقصة القصيرة والدراسات الأدبية في مجال النقد.

وأسفرت النتائج عن فوز الكاتب مازن حبيب بمجموعته القصصية "تلك التفاصيل البسيطة في النهايات"، وفي الشعر تناصف الجائزة كل من الشاعرين عوض اللويهي وطلال النوتكي، أما جائزة أفضل إصدار في مجال الدراسات النقدية والأدبية فمنحت إلى حميد بن عامر الحجري عن كتابه "الأسلوبية الإحصائية في تشخيص البنية.. دراسة تطبيقية على قصيدة النثر".

وتمكن الروائي زهران القاسمي في "جوع العسل" من حصد الجائزة، كما نال الباحث زاهر بن سعيد السعدي جائزة أفضل إصدار في مجال الدراسات التاريخية عن مؤلفه "الشيخ عيسى بن صالح الحارثي.. سيرته ودوره السياسي في عُمان"، في حين ذهبت جائزة أفضل إصدار في السيرة الذاتية أو الغيرية للباحث محمد بن عامر العيسري عن كتابه "سيف بن حمود الطوقي.. سطور من صحائف العمر".

المصدر : الجزيرة