الموسوعة الدستورية.. ذاكرة الكويت السياسية في أرقام

الموسوعة الدستورية ..ذاكرة الكويت السياسية بين يديك
الموسوعة الدستورية توثق للحياة السياسية والبرلمانية في الكويت منذ نشأتها (الجزيرة)

محمود الكفراوي-الكويت

لطالما تفاخر الكويتيون بين جيرانهم بتجربتهم السياسية التي تجلت قواعدها الأساسية بعدما وضع المجلس التأسيسي دستورا للبلاد عام 1962، وما تلا ذلك من انتخاب أول برلمان في العام التالي.

غير أن الرجوع إلى تفاصيل دقيقة بشأن الأحداث التي مرت بها تلك التجربة -وما أكثرها- كان يتطلب جهدا كبيرا من الباحثين بين صفحات مضابط مجلس الأمة تارة وأعداد الجريدة الرسمية "كويت اليوم" تارة أخرى.

المهمة الشاقة تلك، باتت أكثر سهولة اليوم بفضل إصدار الجزء الأول من الموسوعة الدستورية الأولى من نوعها، التي توثق للحياة السياسية والبرلمانية منذ نشأتها وحتى نهاية الفصل التشريعي الأخير في يونيو/حزيران الماضي. والمنتظر أن يلي ذلك إصدار جزأين آخرين بدأ المؤلف في إعدادهما ليغطيا مواضيع لم يشملها هذا الإصدار.

مبالغات نيابية
تسهم الموسوعة -بحسب مؤلفها عبد الله نجيب ملا الذي التقته الجزيرة نت- في وضع حد للمبالغات النيابية في المجتمع الكويتي، فلا مجال بعد اليوم لادعاء أحدهم تحقيق إنجازات لا وجود لها على أرض الواقع، إذ كما يقول المثل "باتت الدفاتر متاحة لقراءة كل ما جرى".

الطريف أن النسخة الإلكترونية للموسوعة التي أنجزها الباحث بين عامي 2008 و2012؛ كانت سببا في تفجر خلاف بين صاحب إحدى الديوانيات الشهيرة وبين نائب سابق، حين تفاخر الأخير بما قدمه خلال وجوده في المجلس، ليفاجئه الآخر بإحصائية تثبت أنه طوال عشر سنوات قضاها تحت قبة البرلمان لم يقدم سوى ستة أسئلة برلمانية فقط.

وتوثق الموسوعة لوجود 353 نائبا عرفتهم الحياة البرلمانية الكويتية، كان بينهم ثمانية تولوا رئاسة مجلس الأمة، أبرزهم الرئيس الأسبق جاسم الخرافي الذي تولى الرئاسة لعشر سنوات. أما مجمل جلسات البرلمان فبلغت 2312 جلسة، شهدت تقديم 94 استجوابا برلمانيا.

اللافت أن أكثر النواب استخداما لثلاث أدوات برلمانية منذ عرفت البلاد الحياة النيابية هو النائب الحالي وليد الطبطبائي الذي أصدرت محكمة التمييز بحقه حكما نهائيا بالسجن ثلاث سنوات أخيرا في القضية المعروفة إعلاميا باسم "اقتحام المجلس".

وقدم الطبطبائي منذ انتخابه للمرة الأولى يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 1996 نحو 483 اقتراحا بقانون و1152 سؤالا و780 اقتراحا برغبة. في المقابل عرفت الحياة البرلمانية 20 نائبا لم يقدموا أية أسئلة، ومثلهم لم يقدموا أية اقتراحات برغبة، و22 آخرين لم يشاركوا بالأسئلة طوال فترة وجودهم في المجلس.

وزراء ونواب
وعلى مستوى الحكومة عرفت البلاد 225 وزيرا منذ عام 1962 وحتى التشكيل الحالي الذي أعلن عنه عام 2017. أما أطول الوزراء استمرارا في الحكومة فهو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الذي قضى 41 عاما، بدأها وزيرا للإرشاد في يناير/كانون الثاني 1962 ثم وزيرا للخارجية منذ العام 1964 وحتى تعيينه رئيسا للوزراء عام 2003، قبل أن يصبح أميرا للبلاد منذ العام 2006.

في المقابل كان الوزير الأسبق بدر الحميضي أقل الوزراء مكوثا في موقعه بواقع تسعة أيام فقط في الفترة من 28 أكتوبر/تشرين الأول وحتى 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2007، تلاه الوزير الأسبق يوسف النصف الذي قضى في الوزارة 21 يوما فقط عام 1985، وكلاهما كان من بين 73 وزيرا استقالوا لأسباب مختلفة.

وعلى مستوى مغادرة المناصب أيضا، توثق الموسوعة لوجود 20 نائبا استقالوا من المجلس، في حين سجلت المضبطة تنازل نائب واحد عن العضوية عام 1963 وهو النائب سليمان عيسى الحداد، وهو ما اعتبره خبراء الدستور الذين استطلع المؤلف رأيهم خطأ إجرائيا لعدم وجود ما يسمى التنازل عن العضوية في الحياة البرلمانية.

المصدر : الجزيرة