فيلم تاريخي عن دور زوجة آخر بايات الجزائر

ملصق الفيلم الجزائري الحناشية

شهدت الجزائر العاصمة العرض الشرفي للفيلم التاريخي "الحناشية" والذي يروي حياة زوجة "أحمد باي" آخر حكام الشرق الجزائري في العهد العثماني، والذي هزم الفرنسيين في معركة قسنطينة الأولى عام 1836.

وشهد العرض أمس السبت حضور وجوه رسمية يتقدمها وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، وأفراد من طاقم الفيلم الذي أخرجه بوعلام عيساوي عن قصة أصلية لـ "زبيدة معامرية" إلى جانب ممثلين وفنانين وإعلاميين.

ويروي الفيلم -الذي أنتجه المركز الجزائري لتطوير السينما (حكومي) في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية (2015)- أبرز المحطات التي عاشتها "الحناشية" زوجة أحمد باي الفترة العثمانية بالجزائر (1515-1830) وعلاقة الأخير بها حتى دخول الاستعمار الفرنسي البلاد عام 1830.

تبدأ حكاية "الحناشية" المعروفة بالذكاء والجمال والفروسية وسط ديكور طبيعي جميل حين يستلم شقيقها عمّار في حفل بهيج قيادة العرش (القرية) من والده، بحضور شيوخ القبائل ووجهاء الأعراش (القرى) التي دعيت من أجل حل فض النزاع مع أحمد باي بسبب الإتاوات المفروضة عليهم.

وعندما يسمع أحمد باي حاكم قسنطينة (شرق الجزائر) بوجود "الحناشية" يطلب من والدته الحاجة رقية أم الباي دعوتها للقصر بغية خلق علاقات طيبة مع الأعراش وتوحيد الصفوف لمواجهة الغزو الفرنسي الذي بدأ يستهدف قسنطينة عاصمة البايلك آنذاك. وخلال زيارتها يقع أحمد باي في حبها فيتزوجها لتضاف إلى زوجاته الأخريات.

ويرصد الفيلم الدور الهام الذي لعبته "الحناشية" في لم شمل الأعراش مع الباي الذي قاوم ودافع عن قسنطينة بمجرد بدء الغزو الفرنسي حتى وفاته، لكن الحناشية بقيت تناضل وتسرد التاريخ بعد وفاته على أهالي قسنطينة.

وجسد بطولة العمل مجموعة من الممثلين، أبرزهم موني بوعلام وفوزي صايشي وحسان بن زراري وسمير أوجيت وتوفيق بخوش ومليكة يوسف وعبد النور شلوش وعلي جبارة وأيوب عمريش.

وتشير المعلومات التاريخية إلى أن الحاج أحمد باي ولد حوالي سنة 1784 بقسنطينة وتلقى تعليما تقليديا وتربية دينية وعرف بحزمه وذكائه وعدم تسامحه في أي تجاوز يقع في بلاده، الأمر الذي جعله قاسيا تجاه أعدائه فقاومهم مقاومة شديدة.

وعرف الرجل بشخصيته القوية، عند حكمه لبايلك قسنطينة عام 1826، فبمجرد تسلمه لمهامه قام بإصلاحات إدارية اتسمت بالجدية والعدالة، ولعل هذا ما دفع سكان قسنطينة بعد احتلال الفرنسيين للجزائر العاصمة عام 1830 أن يصروا على ضرورة إبقاء الحاج أحمد باي حاكما للمدينة.

وتمكّن الباي من صد هجوم كبير للفرنسيين لاحتلال قسنطينة عام 1836 لكنهم هاجموا المدينة مجددا واحتلوها عام 1837. وبعد نضال طويل ضد المستعمر الفرنسي توفي أحمد باي سنة 1856 في الجزائر العاصمة، ودفن في تربة زاوية ضريح الشيخ سيدي عبد الرحمن الثعالبي بأعالي المدينة.

المصدر : وكالة الأناضول