حرفيون يساعدون اليونسكو في إعادة بناء حلب القديمة

A general view shows the damage inside the Umayyad mosque, in the government-controlled area of Aleppo, during a media tour, Syria December 13, 2016. REUTERS/Omar Sanadiki
اليونسكو تخطط للاستفادة من مخطط ترميم مماثل نفذ في البوسنة والهرسك سيتيح إعادة البناء بدقة (رويترز)

قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) إنه بالإمكان إعادة بناء المدينة القديمة في حلب السورية التي تعرضت للقصف والحرائق خلال الحرب التي استمرت سنوات، وذلك من خلال مساعدة يقدمها الحرفيون المحليون.

وقال ممثل محلي لليونسكو إن هناك خططا مفصلة للمساجد والأسواق والحمامات والقلعة التاريخية من مخطط ترميم مماثل نفذ في البوسنة والهرسك ستتيح إعادة البناء بدقة.

وطالما حذر المهتمون بالحفاظ على التراث وعلماء الآثار من أن الحرب في المدينة والقصف الجوي الذي سلط عليها لسنوات من شأنهما أن يدمرا أو يلحقا أضرارا غير قابلة للعلاج بالتراث المعماري والثقافي المدهش الذي تركته حضارات استمرت خمسة آلاف سنة في مدينة حلب التي تعتبر أقدم مستوطنة بشرية موجودة حاليا بالعالم.

وانتهى القتال في المدينة في ديسمبر/كانون الأول الماضي بعد اتفاق على إخلاء المدينة من مقاتلي المعارضة وعائلاتهم.

لكن المنشآت المطلوب ترميمها تحتاج إلى مهارات الحرفيين في حلب الذين ترك الكثير منهم المدينة خلال الحرب في حين قتل آخرون، ورحل البعض مع الجماعات المسلحة أو بدؤوا حياة جديدة بصفة لاجئين في الخارج.

وقال ممثل اليونسكو إن هناك تفكيرا في إنشاء مدرسة للحرفيين. وأحد الحرفيين الذين قد يساعدون في إنشاء المدرسة هو مصطفى النو الذي كان يعمل في الزخرفة والألواح الخشبية المطلية والنوافذ والأبواب والأسقف التي تزين منازل حلب القديمة.

وهناك سابقة لمخطط ترميم حلب القديمة نفذ في البوسنة والهرسك، حيث أعيد في 2016 افتتاح مسجد يرجع إلى القرن الـ16 بعد 23 عاما من نسفه خلال الحرب الأهلية، وأعيد بناؤه من نفس الحجارة التي بني منها.

ويعتبر المسجد الأموي من أهم آثار المدينة، وشيد في القرن الـ11، لكنه عانى فيما مضى من الحريق والدمار الكبير الذي خلفه المغول حين سيطروا على حلب عام 1260 بعد عامين من تخريبهم بغداد التي كانت مركز الحضارة الإسلامية حينها.

ورغم الحرب والدمار الذي أتى على كثير من آثار حلب لا يزال المسجد صامدا وإن كانت أجزاء كثيرة منه تعرضت لأضرار كبيرة وتحولت إلى أشياء متناثرة هنا وهناك.

المصدر : الجزيرة + رويترز