افتتاح النسخة 74 لمهرجان البندقية السينمائي

Actor Matt Damon poses during a photocall for the movie
الممثل ديمون: رغم النبرة التشاؤمية لفيلم "داونسايزينغ" فإنه في نهاية المطاف يبعث على التفاؤل (رويترز)
انطلقت مساء الأربعاء فعاليات مهرجان البندقية السينمائي بعرض فيلم "داونسايزينغ" للمخرج ألكسندر باين والذي تدور أحداثه في إطار خيالي ساخر حول قصة عالم مستقبلي يقلص فيه البشر أحجامهم ليقللوا من تأثيرهم السلبي على البيئة وعلى كوكب الأرض، بحيث لا يزيد طول الإنسان عن 12 سنتيمترا كحل لمشاكل مثل الانفجار السكاني وحرارة الكوكب.

وعرض الفيلم في افتتاح أقدم مهرجان سينمائي على مستوى العالم تقام فعالياته على جزيرة ليدو في البندقية ويستمر على مدار أيام يجري خلالها عرض أفلام وإقامة حفلات ومراسم استقبال رسمية.

ويروي الفيلم -وهو أحدث أعمال المخرج باين الحائز على جائزتي أوسكار، ويقوم ببطولته الممثل مات ديمون والممثلة كريستن ويج- قصة أخصائي العلاج المهني بول سافرانيك وزوجته أودري اللذين يمرّان بضائقة مالية ويقرران تقليص حجمهما في عملية لا يمكن الرجوع فيها ليكونا جزءا من "مجتمع الصغار" الثري حيث يحقق المال ما هو أكثر بكثير.

وتجتذب سافرانيك فكرة أن يبدأ حياته من جديد ويترك مشكلاته خلفه ويقوم في الوقت ذاته بواجبه تجاه الكوكب بهذه العملية، لكن وخلافا للنوايا النبيلة التي دفعت العلماء للبحث عن وسيلة لمكافحة منسوب الحرارة عالميا فإن معظم المشاركين في هذه التجربة قد اجتذبتهم الوعود بمضاعفة ممتلكاتهم واقتناء أغراض ثمينة بدءا من الفيلات الأنيقة إلى عقود الألماس، وهي أشياء لا يسعهم في الوضع الطبيعي سوى أن يحلموا باقتنائها.

وبعد أن يقرر سافرانيك وزوجته الانتقال إلى أرض الأحلام يتحول مجتمع المنكمشين الذين يعيشون تحت قبة زجاجية إلى نسخة مصغرة من المجتمع المعاصر حيث يشيع الفساد والتباين في الثروات ويزدهر أناس مثل دوسان ميركوفيتش، وهو شخص يهوى حياة الصخب وينشط في تهريب البضائع المقلدة، يجسد شخصيته الممثل كريستوف والتز.

ويقول ديمون إن الأفلام السينمائية هي أفضل وسيلة لمساعدة البشر على تفهم بعضهم بعضا، مضيفا أنه على الرغم من النبرة التشاؤمية لهذا العمل السينمائي فإن "داونسايزينغ" هو في نهاية المطاف فيلم يبعث على التفاؤل.

وقال الممثل الأميركي البالغ من العمر 46 عاما للصحفيين "في نهاية المطاف يسود الشعور بأننا كلنا يجمعنا المصير نفسه.. وأرى أن هذه رسالة مفعمة بالأمل للغاية في عالم شديد الانقسام".

والفيلم "دوانسايزينغ" واحد من بين 21 فيلما أميركيا وعالميا تتنافس على جائزة الأسد الذهبي التي ستمنح يوم التاسع من سبتمبر/أيلول لأفضل فيلم مشارك في مهرجان البندقية.

ويعتبر مهرجان البندقية منصة انطلاق لموسم الجوائز في صناعة السينما العالمية بعد أن شهد العرض الأول لأفلام حازت على جوائز الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما (أوسكار) خلال دوراته الأربع الماضية.

ورغم أن أحداث "داونسايزينغ" تدور في الولايات المتحدة فإن المخرج باين جاء بشخصيات من مختلف أنحاء العالم كي يظهر كيف أن ظاهرة من هذا النوع "سوف تتردد أصداؤها في جميع أنحاء العالم"، على حد قوله.

و"داونسايزينغ" تجربة جديدة للمخرج المولود في نبراسكا والذي ركزت أعماله السابقة بالأساس على منطقة الغرب الأوسط الأميركي مثل "نبراسكا" و"أباوت شميت".

وقال الناقد السينمائي أريستون أندرسون من مجلة هوليود ريبورتر "عالج باين فعلا بعض القضايا المهمة التي يواجهها البشر في الوقت الحالي، والرسالة تتلخص في حقيقة الأمر في أنه لا بد أن يعيش الإنسان اللحظة ويحترم الآخر".

وقال أندرسون إن باين صنع بيئة "يشعر فيها الجميع بعدم الارتياح"، وإنه شاهد الفيلم "حتى نهايته وكان يعتمل لدي شعور بالفزع، فهو يبدو مثل فيلم رعب على خلاف ظاهره".

المصدر : رويترز