هل كرمت مصر نجيب محفوظ بقلادة مغشوشة؟

blogs نجيب محفوظ
تناقلت حسابات لرواد مواقع التواصل الاندهاش والاتهام للنظام الأسبق لـ"تزييف"القلادة (التواصل الاجتماعي)
ألقت أم كلثوم بنت الأديب الراحل نجيب محفوظ حجرا في المياه الراكدة، بكشفها لأول مرة أن أباها تسلم من الدولة المصرية قلادة "مغشوشة" وهو ما أثار لغطا واسعا في الساحة الثقافية والشبابية وفي وسائل التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، وسط صمت رسمي.

وفي حوار متلفز بإحدى الفضائيات المصرية الخاصة، كشفت الابنة عن سر ظل مدفونا لنحو ثلاثة عقود من الزمن، وهو أن قلادة النيل -التي كرم بها الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك أباها الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1988- كانت من الفضة وليس من الذهب كما هو المعتاد ومنصوص عليه في الوثائق الحكومية المعنية.

وقلادة النيل أعلى وسام بالبلاد وتكون من الذهب الخالص بوزن 488 غراما، ومحلاة بأحجار من الياقوت الأحمر والفيروز الأزرق، ومنحت لـ "محفوظ" عام 1988 عقب منحه جائزة نوبل للآداب.

السر المدفون
وقالت أم كلثوم -في الحوار المتلفز ذاته- إن أمها قالت لوالدها فور رؤيتها للقلادة "هذه ليست من الذهب" ثم تأكدت فيما بعد من بائع المجوهرات الذي قال إنها من الفضة المطلية، فسألتها مضيفتها الإعلامية المصرية منى الشاذلي "ماذا يعني هذا الكلام؟" فأجابت "يعني أنها جائزة مغشوشة".

ولكن، لماذا احتفظت العائلة بهذا السر 29 عاما؟ تقول أم كلثوم إن أباها وهو صاحب الشأن لم يكن يكترث لهذه الأمور، ولم يخبر أحدا بهذا الأمر طيلة حياته.

جدل.. صمت رسمي
وعقب الكشف عما وصفها البعض بالفضيحة، اشتعلت مواقع التواصل بين مؤيد ومعارض بالحديث عن "القلادة المزيفة" وهو عنوان تناقلته أيضا صحف محلية خاصة وحكومية بينها الأهرام.

وتناقلت حسابات الرواد عبارات الاندهاش والاتهام للنظام الأسبق، في تعليقهم على ما يعتبرونه "تزييفا" للقلادة، وفق ما تابعه مراسل الأناضول.

وبينما قال حساب "Nabil Seif" "إن كلام ابنة محفوظ عن قلادة النيل جانبه الصواب ويحتاج إلى تصحيح" أشار حساب "Ibrahim Awad" إلى أن "محفوظ، رحمه الله، كان رجلا هادئا مجاملا لا يحب الصدام، وعلى كل حال فإن هذا العملاق أكبر من أية قلادة أو جائزة".

وعن الواقعة، قال المحامي المصري والإعلامي خالد أبو بكر، في تدوينة بصفحته على فيسبوك "كلام خطير جدا، ويتعلق بمصداقية الدولة، ويجب التحقيق فورا والتأكد من دقة ما قالته ابنة الكاتب الكبير نجيب محفوظ عن طبيعة قلادة النيل".

ولم يصدر أي موقف رسمي من وزارة الثقافة أو الرئاسة حول ما أشارت له ابنة محفوظ. بيد أن عبد الرؤوف ثروت رئيس مصلحة صك العملة (هيئة حكومية تعنى بأمور بينها تصنيع القلادة) أشار في تصريحات صحفية إلى أن القلادة تصنع من الذهب.

ووصف رئيس مصلحة صك العملة حديث ابنة محفوظ بأنه غير صحيح، رافضا معاينة القلادة، قائلا "يمكن أن تكون تم تبديلها" ومتسائلا "من يؤكد لنا أن هذه القلادة هي الأصلية؟".

وتمر بعد أيام الذكرى الـ 11 لوفاة نجيب محفوظ، حيث توفي يوم 30 أغسطس/آب 2006، وهو أول عربي يحصل على جائزة نوبل بالأدب 1988، وتدور أحداث جميع رواياته في مصر، ومن أشهرها الثلاثية (بين القصرين-قصر الشوق-السكرية) و"أولاد حارتنا" التي مُنعت من النشر في البلاد منذ صدورها بدعوى تناولها الذات الإلهية، قبل أن تنشر أواخر 2006. كما يعتبر أكثر أديب عربي أعمالا حولت إلى السينما والتلفزيون.

المصدر : وكالة الأناضول