عادات وتقاليد نوبية تصارع من أجل البقاء

تحتفظ المنطقة الواقعة بأقصى شمالي السودان بجزء من طابعها النوبي العائد للحضارة النوبية القديمة التي ازدهرت على ضفتي النيل من شمال مصر وحتى حدودها الجنوبية.

وتزخر تلك المنطقة بكثير من العادات والتقاليد الفريدة في التعبير عن الأفراح، لا سيما في مراسم الزواج والاحتفاء بالنيل. إلا أن المهتمين بالهوية النوبية يشتكون من عدم تشجيع الجهات المعنية ويدعون إلى تكثيف الجهود للحفاظ على تلك التقاليد.

ويمثل الغناء إحدى الركائز الهامة للثقافة النوبية، فكلماته تعبر عن ارتباطهم بالنيل وحبهم له، إلى جانب تمسكهم واعتزازهم بلغة الأجداد وإرثهم الممتد جذوره عبر آلاف السنين.

ورغم قلة الآلات المستخدمة في هذا النمط من الغناء فإن الدفوف تضفي إيقاعا مميزا يرتفع معه صوت المغني، ليسري ذلك إلى حلقة الرقص، فيغدو الجميع كأنهم يسبحون في لجة من النغم المنسجم المستوحى من النهر العظيم.

كما تمثل اللغة النوبية بالنسبة للناس أكثر من لغة للتواصل اليومي، فهي محفوظة في الصدور والسطور، واليوم يعمل عدد من الباحثين لسبر أغوارها وفك شفرات حروفها القديمة.

ويتجلى تمسك النوبيين بتراثهم وعاداتهم حتى في أنماط بنائهم وزخارف بيوتهم، فما زالت نقوش الحضارات النوبية القديمة تزين قراهم المترامية على ضفتي النيل من أقاصي شمال السودان وحتى صعيد مصر.

المصدر : الجزيرة