"وولف ووريار 2" يحقق أعلى إيرادات فيلم بتاريخ الصين

بطل الفيلم يرفع العلم الصيني أثناء إجلاء الرعايا
المتوقع أن يحقق "وولف ووريار 2" إجمالي إيرادات بقيمة 5.5 مليارات يوان خاصة وأنه يثير لدى الصينيين مشاعر الاعتزاز بالوطن
حقق فيلم "وولف ووريار 2" -الذي يتحدث عن بطل صيني ينقذ مواطنين من قبضة مرتزقة من الغرب، أثناء وجودهم في دولة أفريقية تستعر فيها الحرب- أعلى إيرادات لفيلم في تاريخ الصين، إذ تجاوزت أربعة مليارات يوان (600.11 مليون دولار) منذ بدء عرضه الشهر الماضي.

ومن المتوقع أن يحقق فيلم "وولف ووريار 2" إجمالي إيرادات بقيمة 5.5 مليارات يوان خاصة وأنه يثير لدى الصينيين مشاعر الاعتزاز بالوطن.

ويقول محللون إن "وولف ووريار 2" (الذئب المحارب) ربما يلهم الصين لإنتاج سلسلة من الأفلام من هذا النوع لتشجيع مواطنيها على المشاركة في جهود البناء.

ويدور الفيلم حول جندي صيني سابق بالقوات الخاصة يستطيع بيد واحدة إجلاء مواطنين حاصرهم مرتزقة من الغرب في إحدى الدول الأفريقية. وبطل الفيلم ومخرجه هو الممثل الصيني الشهير وو جيانغ الذي يلعب دور ضابط سابق بالقوات الخاصة.

وقال دونغ شو، وهو ناقد سينمائي مستقل يتخذ من شنغهاي مقرا "المتلقي الصيني يحب مشاهدة الأفلام التي تخاطب إدراكه الخاص للهوية الوطنية. هذا الفيلم أكثر تقدما من حيث الجودة والموضوع". وأضاف "قطعا سيكون إنتاج أفلام مشابهة اتجاها جديدا".

ويرجع الباحث الصيني وانغ كانغ نجاح الفيلم إلى ذكاء مخرجه قائلا إنه "نجح في إثارة الجماهير الصينية من خلال اللعب على وتر المشاعر الوطنية" مشيرا إلى أن هذا النوع من الأفلام كان غائبا عن السينما الصينية التي اشتهرت بأفلام الكونغ فو والكوميديا والرومانسية.

وأضاف أنه "لبى رغبة شريحة كبيرة من الصينيين في رؤية قوة عسكرية صينية خارج حدود البر الصيني، لا تقتصر مهامها على حماية الحدود بل أيضا تحافظ على سلامة وأمن رعاياها بالخارج".

واعتبر أن ذلك "ينسجم مع صعود الصين كقوة مؤثرة، تسعى لتعزيز وجودها ونفوذها بالخارج" مشيرا إلى أن المغتربين الصينيين "باتوا أكثر فخرا واعتزازا بهويتهم الوطنية بعد مشاهدة الفيلم، وأن صورة الصين بدت مختلفة، وأن الجمهور استشعر ذلك بقوة".

بُعد سياسي
أما الناقد السينمائي لي فونغ، فيرى أن "الذئب المحارب" يختلف عن أفلام "الدعاية التقليدية" التي كان يغلب عليها طابع العمل الجماعي، مشيرا إلى أنه فيلم تجاري واستثمار خاص لا علاقة للدولة به.

وقال إن ربط الفيلم بالدعاية "مبرر في ظل تنامي المشاعر القومية لدى الجمهور الصيني الذي تابع الفيلم، وذلك بفضل حبكته الدرامية التي أظهرت صورة غير مألوفة للجنود الصينيين وهم يدافعون عن مواطنيهم خارج حدود البر الصيني".

ويعتبر "لي" أن ذلك من شأنه أن "يسهم في تفهم ودعم الشعب الصيني للمزيد من العمليات العسكرية الدفاعية التي يقوم بها الجيش بالخارج في إطار قوات حفظ السلام الدولية".

وفي رده على القول إن الصين تبدو عدوانية وأكثر حزما بالفيلم، قال "إن أعمال الجنود الصينيين العسكرية التي روج لها الفيلم كانت دفاعية" مشيرا إلى أن ذلك ينسجم مع السياسة الخارجية الداعية لعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وكان فيلم "ذا ميرميد" الكوميدي سجل أعلى إيرادات في تاريخ السينما الصينية بتحقيقه مبيعات بلغت 3.39 مليارات يوان أوائل عام 2016.

المصدر : الجزيرة + رويترز