"الذئب المحارب" فيلم صيني يتجاوز المألوف

لقطة من الفيلم
تدور أحداث الفيلم حول مهمة إجلاء رعايا صينيين عالقين بدولة أفريقية تشهد نزاعات مسلحة (الجزيرة)
علي أبو مريحيل-بكين

حققت النسخة الثانية من الفيلم الصيني "الذئب المحارب" نجاحا غير مسبوق في تاريخ السينما الصينية، وحقق إيرادات بلغت 3.5 مليارات يوان (521 مليون دولار) بعد أقل من أسبوعين من إطلاقه، وتزامن عرضه مع الذكرى التسعين لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني.

وكان الجزء الأول من الفيلم قد طرح عام 2015، ولم تتجاوز الإيرادات التي حققها حينئذ التسعين مليون دولار.
 
وتدور أحداث الفيلم حول مهمة إجلاء رعايا صينيين عالقين في دولة أفريقية تشهد نزاعات مسلحة، يقوم بها بطل الفيلم ومخرجه الممثل الصيني الشهير وو جيانغ الذي يلعب دور ضابط سابق بالقوات الخاصة.
 

‪البطل يرفع العلم الصيني أثناء إجلاء الرعايا‬ البطل يرفع العلم الصيني أثناء إجلاء الرعايا (مواقع التواصل)
‪البطل يرفع العلم الصيني أثناء إجلاء الرعايا‬ البطل يرفع العلم الصيني أثناء إجلاء الرعايا (مواقع التواصل)

وتر الوطنية
ويرجع الباحث الصيني وانغ كانغ نجاح الفيلم إلى ذكاء مخرجه قائلا إنه "نجح في إثارة الجماهير الصينية من خلال اللعب على وتر المشاعر الوطنية" مشيرا إلى أن هذا النوع من الأفلام كان غائبا عن السينما الصينية التي اشتهرت بأفلام الكونغ فو والكوميديا والرومانسية.

وأضاف وانغ -في حديثه للجزيرة نت- أن الفيلم "لبى رغبة شريحة كبيرة من الصينيين في رؤية قوة عسكرية صينية خارج حدود البر الصيني، لا تقتصر مهامها على حماية الحدود بل أيضا تحافظ على سلامة وأمن رعاياها في الخارج".

واعتبر أن ذلك "ينسجم مع صعود الصين كقوة مؤثرة، تسعى إلى تعزيز وجودها ونفوذها في الخارج" مشيرا إلى أن المغتربين الصينيين "باتوا أكثر فخرا واعتزازا بهويتهم الوطنية بعد مشاهدة الفيلم، وأن صورة الصين بدت مختلفة، وأن الجمهور استشعر ذلك بقوة".

‪لقطة من الفيلم‬  
‪لقطة من الفيلم‬  

بُعد سياسي
أما الناقد السينمائي لي فونغ، فيرى أن "الذئب المحارب" يختلف عن أفلام "الدعاية التقليدية" التي كان يغلب عليها طابع العمل الجماعي، مشيرا إلى أنه فيلم تجاري واستثمار خاص لا علاقة للدولة به.

وقال إن ربط الفيلم بالدعاية "مبرر في ظل تنامي المشاعر القومية لدى الجمهور الصيني الذي تابع الفيلم، وذلك بفضل حبكته الدرامية التي أظهرت صورة غير مألوفة للجنود الصينيين وهم يدافعون عن مواطنيهم خارج حدود البر الصيني."

ويعتبر "لي" -في حديثه للجزيرة نت- أن ذلك من شأنه أن "يسهم في تفهم ودعم الشعب الصيني للمزيد من العمليات العسكرية الدفاعية التي يقوم بها الجيش بالخارج في إطار قوات حفظ السلام الدولية".

وفي رده على القول إن الصين تبدو عدوانية وأكثر حزما بالفيلم، قال "إن أعمال الجنود الصينيين العسكرية التي روج لها الفيلم كانت دفاعية" مشيرا إلى أن ذلك ينسجم مع سياسة الصين الخارجية الداعية إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

واستشهد في رأيه بلقطة في نهاية الفيلم، يرفع فيها البطل العلم الصيني ويطلب من الجنود الذين معه بإلقاء بنادقهم للعبور عبر حاجز عسكري باتجاه السفارة الصينية "في إشارة لمناهضة الصين للحرب وأعمال العنف، وهو ما يتناقض مع صورة المرتزقة الغربيين في الفيلم الذين سعوا إلى القتل والدمار".

رسالة
في نهاية الفيلم حمل منتجوه رسالة إلى الشعب الصيني، من خلال عرض صورة لجواز سفر صيني كُتب على يمينه "ما دمتم تحملون هذا الجواز، تأكدوا أن لديكم جيشا قويا قادرا على حمايتكم والدفاع عنكم والتضحية من أجلكم في أي بقعة من الأرض".

المصدر : الجزيرة