معرض روسي لثلاثة من أبرز الرسامين الإيطاليين بعصر النهضة

يحتضن متحف بوشكين في العاصمة الروسية موسكو معرضا لثلاثة من أبرز الرسامين الإيطاليين خلال عصر النهضة، وتنتمي الأعمال المعروضة في هذا المتحف إلى مدرسة فينيسيا.

وظل المتحف الذي يحمل اسم الشاعر العالمي ألكسندر بوشكين منذ افتتاحه صرحا معماريا وفضاء لعرض روائع الفن العالمي.

ويُعرف المنتمون إلى هذه الحقبة بالمجددين الذين تخلصوا من التوجيهات الفنية السائدة في القرون الوسطى أبرزهم الثلاثي تيتيان وفرونزي وتونتريتو، ولكل منهم تأثيره في المدارس الفنية السائدة حين ذاك، فبينما عرف فرونزي بميله إلى رسم الشخصيات التاريخية معتمدا على شاعرية الألوان، اشتهر تيتيان باستخدامه الألوان الفاتحة وببراعته في رسم طيات القماش في لباس المرأة، وهي تقنية أثراها الرسام الثالث تونتريتو الذي تميزت أعماله بأعماق في المساحات وسرد أحداث تاريخية.

وتقول المشرفة على المعرض أرينا سكوبتسوفا إن هذا المعرض يضم أهم أعمال رسامي عصر النهضة، فأعمال فرونزي وتيتيان وتونتريتو تمثل أيقونة تلك الحقبة. وتضيف أن هؤلاء الفنانين جاؤوا بتقنيات جديدة منحت أولوية للألوان التي تحولت إلى أداة تعبير لتقريب الحياة ونقلها بشكل طبيعي، وهو ما منح الرسم حرية أكبر وحرره من القيود.

وتقول إحدى زائرات المعرض إنه نقلها إلى عوالم رائعة، ففي كل لوحة تفاصيل خاصة تثير اهتمام عشاق الفن وترسم الحقبة الذهبية الأوروبية. وتعبر زائرة أخرى عن سعادتها بزيارة هذا المعرض الذي "منحني فرصة لمشاهدة هذه الأعمال في آن واحد، ومن المؤكد أن تجميع إبداعات هؤلاء الرسامين في معرض واحد ليس بالأمر الهين".

ولكن ما لا يعرفه الكثير من زائري هذا المعرض أن خلف تلك الألوان الزاهية ثمة علاقة إنسانية معقدة بين الرسامين الثلاثة، فرغم بصمتهم الواضحة في تحقيق نقلة فاصلة في الفن الأوروبي لم يكن الود السمة البارزة بينهم، إذ يقول المؤرخون إن تيتيان حاول إجهاض المسار الفني لتونتريتو عبر حرمانه من رسم لوحات لنبلاء فينيسيا، وهو ما عجل بظهور فرونزي الذي تتلمذ على يد تيتيان.

المصدر : الجزيرة