رحيل وجيه نحلة رائد الحداثة التشكيلية بلبنان

وجيه نحلة - فنان لبناني
وجيه نحلة حمل إلى الغرب ألوان الشرق وحضارته الإسلامية وأعطى للحرف العربي منزلة فنية رفيعة بلوحاته (الجزيرة)

فقدت الساحة الثقافية اللبنانية الفنان التشكيلي وجيه نحلة عن عمر ناهز 85 عاما بعد أن أمضى أكثر من ستين سنة في رسم آلاف اللوحات التي تنتمي إلى مدارس ومذاهب وأنواع تشكيلية عديدة، وبات أحد أهم رواد الساحة الفنية التشكيلية في البلاد.

ونعت نقابة الفنانين المحترفين في لبنان أول أمس الثلاثاء الفنان الراحل واصفة إياه بأنه "صاحب اللوحة المتكاملة والباحث دوما عن لون لا وجود له"" بينما نعاه وزير الثقافة غطاس خوري بصفته من "الأوائل الذين عملوا على إدخال تيار الحداثة الفنية التشكيلية في لبنان".

وتابع بيان الوزير أن "ريشة نحلة حلقت عاليا وفتحت آفاقا جديدة حتى وصلت إلى العالمية، لذا ستبقى لوحاته محط الأنظار ومرجعا لكل فنان تشكيلي في لبنان والعالم".

وارتبط اسم نحلة بالتمرد والتجريب والبحث عن المعرفة من خلال اللون، مازجا بين البُعد العالمي والإيحاءات الشرقية ومتخذا من الرسم صديقا يلازمه 18 ساعة في اليوم الواحد.

وقد حمل إلى الغرب ألوان الشرق وحضارته الإسلامية، كما أعطى للحرف العربي منزلة فنية احتلت جزءا كبيرا من لوحاته. ونال نحلة العديد من الجوائز في لبنان والخارج إضافة إلى وسام الاستحقاق اللبناني للآداب والفنون وغيرها.
 
وفي عامه الثمانين، كُرّم نحلة في قصر اليونسكو في تظاهرة ثقافية نادرة أجمعت على استثنائية هذا الرجل الفنية والمعاناة الكبيرة التي بذلها من أجل تحقيق ذاته قبل أن يثبت أنه رمز للفن التشكيلي.

وقال نحلة في أحاديث صحفية قبل وفاته إنه يختصر حياته الفنية "بضربة فرشاة على القماش" ويشبّه طريقته في الرسم كعازف البيانو الذي لا يعود يفكر أين يضع أصابعه عندما يمتلك الخبرة، وتتحرك الانفعالات بحيث تصبح اليد هي السباقة إلى الحركة قبل أن يعطيها العقل الأوامر.

المصدر : رويترز